لاشك أن معرفة فضل صلاة العيد الكبير تُعد من أهم الأمور التي تعين المسلم على امتثال سُنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فإذا عُرف فضل صلاة عيد الأضحى العظيم، زاد الحرص عليها ومن ثم اغتنامها ، ليفوز مُصلوها بثواب وأجر عظيم، ويؤديها المسلمون بعد شروق الشمس بنحو ثلث ساعة، ويمكن الاستدلال على فضل صلاة العيد الكبير مما ورد في فضل يوم النحر وهو أول أيام عيد الأضحى المبارك.
فضل صلاة العيد الكبير
لم يخصَّ الله -سبحانه وتعالى- صلاة العيد الكبير بأجرٍ أو ثوابٍ خاصٍّ بها، وإنَّما جعل ثوابها داخلاً في عموم الأجر المُترتِّب على سائر الأعمال الصَّالحة، والطَّاعات، وفي كيفية صلاة العيد فهي ركعتان، ويُؤدِّي المسلمون صلاة عيد الأضحى في العاشر من ذي الحجَّة بعد أداء الحُجَّاج فريضة الحجِّ، وصلاة العيد هي إحدى شعائر الإسلام الظاهرة التي اختصَّ الله -تعالى- بها المسلمين، وجعلها ميزةً حَسَنةً في دينه -سبحانه وتعالى-، كما أنَّ صلاة العيد علامة شُكرٍ وحَمدٍ لله -تعالى- على إكمال طاعة حَجِّ البيت.
وتنتشر وفي العيد مظاهر الرَّحمة، والمَحبَّة، والرأفة بين المسلمين، ويسود التعاطُف، وتجتمع القلوب صافيةً نقيّةً من البغضاء، و صلاة عيد الأضحى تُؤدَّى في اليوم العاشر من أيَّام ذي الحِجَّة، والذي يُعَدُّ أحد الأيَّام التي فَضَّلها الله -تعالى- على سائر أيَّام السَّنة؛ فعن عبدالله بن عباس -رضي الله عنه- عن النبيَّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنَّه قال: (ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذِه؟ قالوا: ولَا الجِهَادُ؟ قَالَ: ولَا الجِهَادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بنَفْسِهِ ومَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بشيءٍ).
فضل صلاة عيد الأضحى للمرأة
ورد أنَّ ما ينطبق على الرَّجل من فضل صلاة عيد الأضحى ينطبق على المرأة، ويُسّن للنساء أداء صلاة العيد في البيت أو حضور صلاة العيد، فعن أم عطية قالت: (كُنَّا نُؤْمَرُ أنْ نَخرُجَ يَومَ العِيدِ حتَّى نُخْرِجَ البِكْرَ مِن خِدْرِهَا، حتَّى نُخْرِجَ الحُيَّضَ، فيَكُنَّ خَلْفَ النَّاسِ، فيُكَبِّرْنَ بتَكْبيرِهِمْ، ويَدْعُونَ بدُعائِهِمْ، يَرْجُونَ بَرَكَةَ ذلكَ اليَومِ وطُهْرَتَهُ)، ففي الحديث دلالة على حضور المرأة لصلاة العيد حتى لو كانت حائضاً؛ ليشهدنَ اجتماع المسلمين ودعاءهم بالخير.
حكم صلاة العيد الكبير
ورد أن صلاة العيد الكبير شعيرة من شعائر الله التي اختص بها المسلمين، جعل ثوابها داخلاً في عموم الأجر المُترتّب على سائر الأعمال الصالحة، والطاعات، وتقع صلاة عيد الأضحى في قلب أيام ذات فضل كبير؛ فهي تُؤدّى في اليوم العاشر من أيام عشر ذي الحجة، ويأتي بعدها أيام التشريق التي يكمل فيها الحاج مناسكه.
كما أن صلاة عيد الأضحى من الصلوات التي يجتمع فيها جميع المسلمين، ليكبروا الله على ما هداهم من فضله بعد انتهاء ركن الحج الأكبر في عرفة، ومن فضل صلاة عيد الأضحى التي يصليها المسلمين بعد شروق الشمس في أول أيام عيد الأضحى، أنها تطهير لنفس المسلم ويشعر بالاطمئنان والبهجة والسعادة في يوم العيد وأنه انتهى من فرائض الله بفضله ونعمته.
وصلاة العيد لها ثواب عظيم وأجر كبير وهذا يدل على حث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المسلمين على حضورها سواء من الرجال أو النساء أو كبار السن والأطفال، كما أنها شكر لنعمة الله على الإيمان والإسلام وعلى توفيق العباد المؤمنين لإنهاء فريضة الله تعالى على خير.
وأكدت دار الإفتاء المصرية أنَّ صلاتي العيد والجمعة من أهم شعائر الدين لا يجوز التخلّف عنها إلا لعذر شرعي؛ إذ يقول الله تبارك وتعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ»، موضحة أن صلاة العيد سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكان رسول الله يحس الناس عليها وأمر الرجال والنساء حتى الحُيَّض منهن أن يخرجوا لها، فهي تمثل فرح وسعادة للمسلمين احتفالا بالعيد، قال تعالى «وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ».