"لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك" تلبية حجاج بيت الله الحرام و تظهر فيها التلاحم الإيماني بين حجاج بيت الله وهم يلبون بتلبية نبيهم الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
"لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك لبيك" تلبية تبرز عظمة الدين الإسلامي الحنيف الذي شرع التآلف والتكاتف، بين حجاج بيت الله، وهم يجتمعون في هذه الرحلة الإيمانية.
تلبية تجمع أفئدة الحجيج من أقطار العالم وهم على صعيد عرفات، استجابة لنداء الرحمن لنبيه إبراهيم الخليل عليه السلام "وأذِّن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق"، ليؤدوا فريضة حجهم، الركن الخامس من أركان الإسلام.
"لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك" يستشعر الحاج وهو يرددها معاني الإيمان والتوحيد والشعور بفضل الله جل علاه وامتثال أوامره وتفرده بالملك.
ويلتجئ الحجيج في تلبيتهم إلى خالقهم بقلوب يملؤها الإيمان والخشوع والرجاء والخوف والطمأنينة، طلبًا للرحمة والمغفرة، في هذا اليوم، أفضل يوم طلعت عليه الشمس، والذي بصيامه يكفر الله لغير الحاج السنة الماضية والسنة الباقية، اليوم، الذي أكمل الله به الدين، وأتم علينا نعمته، ورضي لنا الإسلام دينًا.
لبيك اللهم لبيك
" لبيك اللهم لبيك ".. أكد الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، أن الأيام العشرة الأوائل من ذي الحجة هي أيام نفحات لحجاج بيت الله الحرام ولغيرهم، مشيرا إلى أن مشاركة الحجاج بترديد التلبية هو ذكر محبب في هذه الأيام.
وأوضح «عويضة»، في تصريح ل«صدى البلد»، أن التلبية هي نوع من أنواع الذكر، سواء بترديد «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك»، أو بالتكبير ونحوه من صيغ الذكر الأخرى، هو أمر مطلوب في هذه الأيام المشرفة.
وقال إن الذكر بكل صيغة وقراءة القرآن، مطلوب ومحبب في كل وقت، خاصة في هذه الأيام العشر الأولى من ذي الحجة، لأنها هي أيام ذكر وطاعة، وعلى المسلم أن يغتنم فضلها ويجرى ذكر الله والتكبير على لسانه.
معنى التلبية
وبين الشيخ أحمد ممدوح، مدير إدارة الأبحاث الشرعية وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن هذه التلبية تعني "أستجيب لك يا رب"، فكأن القائم بالنسك يقول لله تعالى ها أنا ذا استجبت لك، وسميت هكذا لكي تعبر عن تكرار الاستجابة.
حكم التلبية
وأشار الشيخ أحمد ممدوح، إلى أن هناك خلافا بين العلماء حول ما إذا كانت التلبية في الحج واجبة أم سنة، فمنهم من رأي وجوبها وذهب الجمهور إلى أنها سنة.
ولفت «ممدوح» إلى أنه إذا اكتفى القائم بالنسك بالنية القلبية، فهذا واف، فيما إذا ضم إليها التلبية فهذا أفضل، مشيرا إلى أن عكس ذلك، أي أنه لبى ولم ينو، فلا ينعقد الإحرام بتلبية دون نية، لأن الإحرام قصد ونية، أما التلبية فهي أمر زائد مقدم على النية.