يصادف اليوم ذكرى ميلاد الأديبة "هيلين كيلر" ، الأمريكية الصماء ، العمياء ، البكماء ، المولودة في 27 يونيو 1880 وأصبحت رمزا إنسانيا مهما ونادرا في القرن العشرين.
زيارة هيلين كيلر لمصر
زارت هيلين القاهرة في نهاية عام 1952 ،وزارت المتحف المصري ، وقالت إنها جاءت لمصر لمشاهدة النيل، والأهرام والصحراء والزهور التي تنبت فيها، وألقت محاضرة في "دار الحكمة ، حضرها جمع غفير بحيث لم يكن هناك موضع لقدم، والتقت مع عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين ، الكفيف مثلها.
وتابعت مجلة آخر ساعة زيارتها ، ونشرت في عددها 23 أبريل 1952 تقريرا عن زيارتها للمتحف المصري ، والسماح لها بلمس القطع الأثرية بالرغم من أن ذلك ممنوعا ، فلمست نقوشا ملونة علي أحد القبور ، وتمثال الملك منقرع ، ووجه أسد من حجر الجرانيت.
في أول مايو 1952 نشرت "آخر ساعة" صورة لها مع الدكتور طه حسين ، لكن الغريب أن المجلة لم تنشر كلمة واحدة عن تفاصيل هذا اللقاء رغم أهميته لأنه يجمع بين رمزين في التحدي والإرادة ، فالاثنان مكفوفين ، لكن "هيلين" تزيد بإعاقتي الصم والبكم.
تفاصيل هذا اللقاء تحدثت عنه السيدة سوزان زوجة طه حسين في مذكراتها الجميلة "معك" .
قالت سوزان :" كانت هيلين كيلر تزور القاهرة وطلبت أن تلتقي بطه.. كانت قد قالت عن هذا اللقاء : سيكون لقائي مع طه حسين أجمل يوم في حياتي ، وكنا نشعر بإنفعال شديد حين ذهبنا إلى طه ومؤنس وأنا في فندق سميراميس ، ونتسائل كيف سيدور الحديث مع إمرأة لم تكن عمياء فقط ، وإنما صماء بكماء أيضا.
وتضيف سوزان : الحق أن ذلك لم يكن صعبا علي نحو ما انتظرنا ، أولا لأن هذه المرأة كانت بشوشة بقدر ما كانت لطيفة، كما كانت ذكية إلي حد خارق ، ثم لأنه كان بالقرب منها سكرتيرة مدهشة كانت تسمي فيما أذكر مس طومسون ، كانت تعرف بالطبع لغة الصم والبكم في مثل هذه الحالة الخاصة إلي حد كبير..كانت تنقل الأسئلة والأجوبة بسرعة من طرف إلي آخر ، وذلك بضغطة تقوم بها علي حنجرة هيلين ، أوبمس قبضتها .
و تكشف سوزان : انفعل مؤنس (ابن طه حسين ) بها ونظم لها قصيدة أهداها إليها ،وسرت هي بها، والتقطت لنا صور معها بدت فيها هيلين من المرح بحيث لا أسمح لنفسي أن أنظر إليها بحزن.