الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

20 سنة بيحوّشوا فلوس الحج.. دخلت مكة بأختها وهترجع لوحدها

رحيل الحاجة جمالات  في
رحيل الحاجة جمالات  في مكة

من يوم ولادة الأختين «جمالات وسعاد» شركاء في كل شيء، الحزن والفرح والأزمات والزيارات وغيرها، كان بينهما فارق 3 سنوات، لكن من يراهما يعتقد انهما توأم، ووفي وصفها لشقيقتها جمالات، قالت الحاجة سعاد إنها سندها وضهرها وعكازها وعينها التي ترى بها حتى كبرت ولم تعد بإمكانها الإبصار مجددا.

تحويشة 20 سنة لزيارة بيت الله الحرام

مثلما كانتا تتشاركان في كل شيء، قررا الذهاب للحج معا، بعدما استطاعتا «تحويش» المبلغ المطلوب لأداء الفريضة في دفتر توفير منذ عام 2002، أي منذ ما يقرب من 20 سنة.

رحيل الحاجة جمالات  في مكة

وعلى الرغم من أن الاختيار لم يقع عليهما في القُرعة، إلا أن الحظ حالفهما تلك المرة، وفازت جمالات وأختها سعاد برحلة الحج بسبب اعتذار اثنين من الفائزات في القرعة.

رحيل الحاجة جمالات  في مكة

أنا طلعت الحج عشان جمالات معايا، وكانوا بيوصوها عليا عشان أنا المريضة، وسبحان الله ربنا اختارها هي"، بتلك الكلمات بدأت الحاجة سعاد كلامها عن وفاة شقيقتها، التي لم تشكو من أي أمراض قبل وفاتها، وكانت طبيعية جداً، ورحلت وهي نائمه بجوارها على السرير، في اليوم الخامس من زيارة مكة، وأداء العمرة.

رحيل الحاجة جمالات  في مكة

سعاد هي الأخت الكبرى التي تحملت آلام فراق كل أحبابها، ولدت يتيمة الأب، وشاهدت والدتها وهي تفارق الحياة كما شاهدت زوجها وكل أخواتها، وكانت أخرهم جمالات، التي احتفلت معها منذ أيام فقط بالفوز بزيارة النبي صلى الله عليه وسلم.

كان الجميع يوصون الحاجة جمالات على شقيقتها الكبيرة سعاد، لأنها الأكبر في السن، وتعاني من بعض الأمراض، فكانت جمالات هي التي تساعدها على الحركة، لدرجة أنها فقدت بصرها بسبب تقدمها في السن، لهذا كانت عين شقيقتها في الحرم.

صدمة حياتها

بمجرد شعور الحاجة سعاد، أن جمالات لا تستيقظ، اضطرت إلى إبلاغ المختصين، الذين أكدوا وفاتها، وبدأوا في إجراءات الصلاة عليها والدفن في الأراضي المُقدسة، بينما وقفت سعاد مكانها دون حركة، رافضة استيعاب أو تقبل فكرة وفاة رفيقة عمرها، لدرجة فشل الجميع تماماً في السيطرة عليها.

رحيل الحاجة جمالات  في مكة

وما بين الصلاة والمهدئات، كانت تمر أيام الحاجة سعاد في مكة، لا تصدق أنها أصبحت وحيدة، وستعود إلى مصر بدون جمالات، لتقرر الامتناع عن الاكل والشرب، وظلت تردد: "مش هاكل غير أما أختي تيجي، أنا بعمل كل حاجة معاها ومش هاكل من غيرها".

في البداية رفضت سعاد استكمال فريضة الحج، حيث لم تكن قادرة على تمالك أعصابها من شدة الحزن، وأخر ما قالته: "أختي وصت الكل قبل ما تسافر وقالت لهم لو مُت هناك أوعوا تجيبوني.. سيبوني هناك حتى لو معاكم فلوس ترجعوني".