قال السفير الإسرائيلي الأسبق في روسيا، أركادي ميلمان، إن على إسرائيل إعادة النظر في سياسة الحياد في أوكرانيا، بعد تمرد مجموعة فاجنر العسكرية الروسية، مشيرا إلى أن روسيا تدخل الى مرحلة من عدم الاستقرار الى مرحلة الصراعات الداخلية.
وأضاف الدبلوماسي الإسرائيلي السابق في مقابلة خاصة مع موقع "إسرائيل 24" أن كل الوضع في روسيا تغير بعدما تمرد فاجنر ، وأن على إسرائيل أن تفكر هي الأخرى الآن، في تغيير السياسات، واتباع سياسات مختلفة، عن تلك التي اتبعتها حتى الآن، تجاه روسيا.
وأوضح ميلمان أن تل أبيب بحاجة إلى التنسيق مع وحدات الجيش الروسي الموجودة على الأراضي السورية، حيث تنشط إسرائيل ضد إيران وضد شحنات الأسلحة التي تُستخدم في اعمال عنف ضد اسرائيل.
وأشار ميلمان إلى أن هذا التنسيق مطلوب لكنه لا يجب أن يمنع إسرائيل من الوقوف إلى جانب الغرب والولايات المتحدة وأن تدعم سياسة أمريكا في الملف الاوكراني.
وتابع "بنهاية المطاف حينما سنحتاج إلى دعم في مآزقنا فإن الدولة الوحيدة التي ستقوم بذلك هي أميركا ليست الصين ولا روسيا ولا أي دولة اخرى، هذا أثبت في الماضي وسيثبت بالمستقبل".
وقال مليمان أن تمرد فاجنر إشارة واضحة ملموسة تدل على أنه توجد في روسيا مجموعات ضغط لديها مصالحها وهذه المجموعات تضع علامات استفهام على نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وفيما يتعلق بإدانة السفارة الأوكرانية في تل أبيب، للحياد الإسرائيلي، أوضح ميلمان: أوكرانيا موجودة في حرب بمواجهة روسيا، وواضح انها تعرب بأن تدعمها كل دولة والا تكون في الصف الآخر. مشكلة إسرائيل ان لديها مصالح ومصالح الأمنية والقادة الإسرائيليون مجبرون على تأمين أمن إسرائيل لذلك يتخذون الوضع الحيادي الذي يمكن ان يتغير وان نتجه أكثر باتجاه الموقف الاوكراني مع الحفاظ على علاقات مع روسيا تسمح لحركة سلاح الجو الإسرائيلي في السماء السوري".
وتابع : علينا أن نفهم أن المصلحة الإسرائيلية للنشاط في سوريا تتماشى مع المصلحة الروسية. لو لم يكن الروس معنيون بذلك لقاموا بمنع النشاط العسكري الإسرائيلي في سوريا. وهذا يجب أن نأخذه بالحسبان، لأن الروس غير معنيين بتوسع النفوذ الإيراني في سوريا. لذلك هناك مصلحة مشتركة يجب تكريسها والحفاظ عليها".
وختم "يجب أن يقلقنا التعاون العسكري بين روسيا وإيران، لأن تسرب أسلحة متقدمة روسية وعلى رأسها مقاتلات سوخوي 35 الى إيران مقابل بيع المسيرات الإيرانية والصواريخ متوسطة المدى الى روسيا. لذلك جزء من تغيير السياسيات يجب ان يأخذ بالحسبان هذا التعاون العسكري والاستراتيجي بين روسيا وإيران".