لم تتوقف جهود الحكومة المصرية لتأمين احتياجات البلاد وتأمين كافة الأنشطة الاقتصادية المرتبطة بتقديم الخدمات العامة للمواطنين بأسعار ميسرة بالتزامن مع قدوم عيد الأضحى المبارك هذا العان، والذي شهدت أرقاما غير مسبوقة في أسعار اللحوم واالسلع الغذائية، مقارنة بالأعوام الماضية.
مصر أمنة من السلع الغذائية
وفي هذا الصدد، قال الدكتور علي المصيلحي وزير التموين والتجارة الداخلية، إن مصر في مأمن تام من تواجد السلع الغذائية والتموينية خلال الفترة المقبلة.
وأضاف المصيلحي في تصريحات تليفزيونية، أن احتياطيات مصر الاستراتيجية من القمح تكفي 6 أشهر، بالإضافة لاحتياطي الزيوت النباتية الذي وصل إلى 4 أشهر.
وأوضح مصيلحي، أن مصر اشترت 3.6 مليون طن من القمح المحلي حتى الآن، مشيرا إلى أن احتياطيات مصر الاستراتيجية من الأرز تكفي 3.3 شهر، وأضاف أن سعر الخراف الحية 170 جنيها للكيلو القائم داخل مجمعات التموين، وأن سعر منتجات اللحوم الطازجة السودانية 195 جنيها للكيلو، مشيرا إلى أن سعر اللحوم المجمدة البرازيلية والهندية يصل إلى 160 جنيها للكيلو، وسعر اللحوم البلدي 370 جنيها في منافذ وزارة التموين.
وأكد وزير التموين أن هناك ضخ كميات كبيرة من اللحوم الطازجة والمبردة بمنافذ المجمعات الاستهلاكية، في إطار استعدادات الوزارة لعيد الأضحى، وتابع أن فتح الاعتماد المالي بقيمة 10 ملايين دولار ساهم في زيادة كميات رؤوس الماشية المتعاقد عليها من جيبوتى إلى 12 ألف رأس جاء ذلك لكاميرا برنامج على مسئوليتي، عقب وضع حجر الأساس لمجموعة من المشروعات اللوجستية بكفر الشيخ.
ومن خلال هذا التقرير، يرصد "صدى البلد"، أهم وأبرز جهود الدولة لتوفير السلع الغذائية واللحوم أمام المواطنين في أيام عيد الأضحى المبارك.
موقف توافر السلع الأساسية بالسوق
وتستعد الحكومة لاستقبال عيد الأضحى، حيث التقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الإثنين الماضي، والدكتور علي المصيلحي، وزير التموين والتجارة الداخلية؛ وذلك في إطار الاطمئنان على موقف توافر السلع الأساسية في الأسواق، خاصة مع قرب حلول عيد الأضحى المبارك.
وخلال اللقاء، أكد وزير التموين حرص الوزارة على توفير احتياجات المواطنين من مختلف السلع الغذائية، لاسيما منتجات اللحوم المجمدة والطازجة خاصة مع قدوم عيد الأضحى المبارك، مؤكدا وجود مخزون استراتيجي من جميع السلع الأساسية يكفي لفترات طويلة؛ تنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية بشأن استمرار وجود مخزون استراتيجي من جميع المنتجات الغذائية.
واطمأن رئيس الوزراء على الموقف الحالي لتوافر السلع وأرصدتها الاستراتيجية؛ حيث أشار الدكتور علي المصيلحي إلى توافر كميات من القمح تكفي حاجة الاستهلاك المحلي لمدة 5.8 شهر، كما يكفي المخزون الاستراتيجي للسكر التمويني لمدة 6 أشهر قادمة، علما بأن الموسم الجديد لقصب السكر وبنجر السكر يبدأ مع مطلع العام المقبل 2024، لافتا في الوقت نفسه إلى أن أرصدة الزيت تكفي لمدة 3.8 شهر، وكذا الأرز 4 أشهر، موضحا أن الموسم الجديد للأرز يبدأ خلال سبتمبر المقبل.
وتستمر الشون والصوامع في استقبال محصول القمح لموسم حصاد 2023، حيث تم توريد 465 ألف طن حتى اليوم الأحد، وذلك من خلال 42 موقعا تخزينيا تم تجهيزها ضمن استعدادات المحافظة، لاستيعاب كافة الطاقة الإنتاجية من محصول القمح، حيث أن نسبة المساحة المنزرعة بالأقماح بنطاق المحافظة بلغت 243 ألف فدان لهذا العام.
استقبال 1976 طنا و613 كجم من القمح
واستقبلت الشون والصوامع الحكومية استقبلت صباح اليوم الأحد 1976 طنا و613 كجم من القمح، حيث إن المتابعة الدورية مستمرة لأعمال التوريد من خلال لجان مختصة، وتذليل كافة العقبات خلال أعمال التوريد من المزارعين، وفقًا للقواعد والاشتراطات اللازمة وحفاظًا على سلامة المحصول باعتباره أحد المحاصيل الاستراتيجية المهمة، وذلك في إطار جهود الدولة لتوفير مخزون استراتيجي آمن.
وفي نفس السياق، تصرف وزارة التموين والتجارة الداخليةحاليا الدفعة التاسعة من الدعم الاستثنائي لأصحاب البطاقات التموينية من الأسر الأولى بالرعاية، ويتم الصرف في صورة سلع من الحزمة التموينية، تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، بجانب أيضا السلع التموينية التي تصرف لما يقرب من 64 مليون مواطن مقيدين ببطاقات التموين ومستفيدين بتكلفة تتجاوز 3 مليارات جنيه شهريا على بطاقات التموين.
واتخذت الوزارة بقيادة الدكتور على المصيلحى وزير التموين والتجارة الداخلية، خطوات استباقية لتأمين مخزون استراتيجي من كافة المنتجات، وما يؤكد ذلك نجاح الحكومة فى تفادى أى أزمات تتعلق بنقص فى السلع طوال فترة جائحة كورونا وأيضا خلال أزمة الحرب الروسية الأوكرانية، رغم تعرض كبرى الدول لأزمات تتعلق بنقص كبير فى السلع الغذائية، إلا أن الدولة المصرية نجحت فى ظل هذه الظروف الصعبة فى توفير وتأمين احتياطي استراتيجي من كافة السلع الغذائية.
مبادرة لتخفيض أسعار اللحوم بالدقهلية
وقام محافظ الدقهلية الدكتور أيمن مختار ،أمس السبت، بتدشين مبادرة تخفيض أسعار بيع اللحوم الطازجة، بمنافذ "مواطنون ضد الغلاء"، بنطاق المحافظة؛ لتصبح بسعر 180 جنيها للكيلو بدلا من 240 جنيها بمناسبة عيد الأضحى المبارك، وسط فرحه عارمة من المواطنين.
وتفقد المحافظ أمس- المنفذ الرئيسي لبيع اللحوم بمدينة المنصورة أمام إستاد المنصورة والتقي بالمواطنين واستمع إلى آرائهم ومدى رضاهم عن الأسعار المقررة وأبدوا سعادتهم بهذه المبادرة، وأكد: "نعمل جميعا في الجهاز التنفيذي بالمحافظة على توفير احتياجات المواطنين من السلع والمواد الغذائية بأسعار مخفضة من خلال التعاون مع مديرية التموين والطب البيطري والغرفة التجارية وجمعية" مواطنون ضد الغلاء ".
كما تواصل وزارة الداخلية الدفع بسيارات منظومة "أمان" التابعة للوزارة محملة بعبوات تضم سلعًا غذائية تم إعدادها بجودة عالية بهدف طرحها للمواطنين بأسعار مخفضة عن مثيلاتها بالأسواق بنسبة تصل إلى 50% بالمنافذ الموضحة على الموقع الرسمى لوزارة الداخلية (moi.gov.eg).
يأتى ذلك إستمراراً لجهود أجهزة وزارة الداخلية فى المساهمة فى تخفيف الأعباء عن كاهل الأسر المصرية، وذلك إستمراراً لتنفيذ توجيهات القيادة السياسية لإتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لدعم منظومة الحماية الإجتماعية للمواطنين .
ويقول الدكتور عباس الشناوي، رئيس قطاع الخدمات والمتابعة بوزارة الزراعة، إن وزارة التموين والتجارة الداخلية بقيادة الدكتور على المصيلحى، وزير التموين والتجارة الداخلية، نجحت في توسع بزراعة محصول القمح عن طريق الصوب الزراعية بالفعل، ما ساهم في الحد من هدر الأقماح، وأيضا سيساهم في تعزيز المخزون الاستراتيجي، خاصة خلال توريد القمح المحلي في الموسم الحالي.
ماذا تفعل إتاحة السلع بأسعارها؟
وأضاف الشناوي، خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الدولة قامت ببناء عدد كبير جدا من الصوامع، تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي تجلب العديد من المكاسب للدولة المصرية.
وأشار أن الدولة اهتمت بالتوسع في المحاصيل الاستراتيجية رغم التحديات الكثيرة لهذه المشروعات التي أدت إلى التوسع في هذه المشروعات وزيادة معدلات إنتاج هذه المحاصيل، ومنها القمح.
ومن جانبه، قال الدكتور أشرف كمال، أستاذ الاقتصاد الزراعي، إن مصر نجحت في توفير السلع الغذائية رغم الأزمة العالمية المتلاحقة منذ عام 2008 ثم أزمة كورونا ثم أزمة سلاسل الإمداد ثم الحرب الروسية الأوكرانية، ثم الأزمة السودانية.
وأضاف كمال في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن كل هذه الأزمات تشكل حالة من عدم اليقين في الاقتصاد الدولي، مشيرًا إلى أن مصر استطاعت تخطي هذه الأزمات بشكل كبير من خلال توجيهات رئاسية واضحة ومتابعة مستمرة الإداء وزارة الزراعة والاستصلاح الزراعي بالتعاون مع أجهزة هامة في الدولة مثل جهاز الخدمة الوطنية للقوات المسلحة وغيرها من الهيئات الكبرى داخل الدولة.
ولفت كمال إلى أن هناك جهودًا كبيرة للعمل على توفير الأمن الغذائي من خلال الإتاحة، منوهًا بأنه لا يوجد أحد يشعر بنقص السلع في الأسواق، مؤكدًا أن هناك جهودا مبذولة على محورين، المحور الأول محور التوسع الأفقي والثاني محور التوسع الرأسي.
وتابع: "انخفاض أسعار السلع، لتكون في متناول الجميع في القريب العاجل ليكون هناك توفير في مستلزمات الإنتاج بالسوق حتي تؤدي إلى انخفاض أسعار السلع بعد توفير المستلزمات بشكل كبير".
والجدير بالذكر، أن وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، أعلنت استمرار ضخ المزيد من السلع والمنتجات الغذائية، من إنتاج الجهات التابعة للوزارة ومراكزها البحثية، بكافة منافذها الثابتة والمتنقلة، تنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية ومبادرة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي معا لمحاربة الغلاء، ورفع العبء عن كاهل المواطنين.
ووجه السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، بضرورة زيادة عدد المنافذ الثابتة البالغ عددها 245 منفذا و 32 متحركا بالإضافة إلى المعارض الكبرى، لتوفير السلع الأساسية واللحوم للمواطنين بأسعار مخفضة خلال عيد الاضحى المبارك من خلال منافذ الوزارة التابعة لقطاع الانتاح، والزراعات المحمية، كذلك المنافذ الثابتة في مديريات الزراعة والإصلاح الزراعى والطب البيطرى بالمحافظات وأيضا المحطات البحثية وقطاع الثروة الحيوانية ومشروع "سيل" وصندوق التأمين على الثروة الحيوانية.
وصرح سعيد صالح مستشار وزير الزراعة مسئول ملف المنافذ أنالوزير شدد على ضرورة استمرار الضخ اليومي للسلع والمنتجات الغذائية، ضمن مبادرة من خير مزارعنا لأهالينا، بأسعار مخفضة تنافسية، لمحارب الغلاء وتحقيق توازن في الأسعار بالأسواق.