الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

36 ساعة من التمرد.. روسيا تتراجع عن حافة الأزمة بعد اتفاق مع فاجنر

قائد فاجنر وبوتين
قائد فاجنر وبوتين

في النهاية، لم يدم التمرد طويلًا. ولكن لمدة 36 ساعة وجيزة وفوضوية، بدا أن قبضة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على السلطة تتعرض لتهديد خطير، حيث اقترب الآلاف من مقاتلي فاجنر بقيادة أمير الحرب يفجيني بريجوزين من عاصمة البلاد.

وحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية، مع ادعاء مجموعة فاجنر الخاصة أنها استولت على مواقع عسكرية رئيسية في مدينتين روسيتين، اضطر الكرملين إلى نشر قوات مدججة بالسلاح في شوارع موسكو وتحذير السكان ليبقوا في منازلهم، لكن المواجهة لم تحدث قط.

وقال الكرملين، أمس السبت، إنه تم التوصل إلى اتفاق لإنهاء التمرد، مع توجه قائد فاجنر إلى بيلاروس المجاورة، وتراجع مقاتلي المجموعة عن تمردهم.

وذكر بريجوزين: "الآن هذه هي اللحظة التي يمكن فيها إراقة الدماء.. لذلك، إدراكا منا لكل المسؤولية عن حقيقة أن الدم الروسي سيتم إراقته من أحد الجانبين، فإننا ندير صفوفنا ونغادر في الاتجاه المعاكس للمخيمات الميدانية بحسب الخطة".

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن مقاتلي فاجنر لن يواجهوا أي إجراءات قانونية، وإن الكرملين "احترم دائما أعمال (فاجنر) البطولية".

وأضاف: "ستسألني ماذا سيحدث لبريجوزين شخصيا؟ سيتم إسقاط الدعوى الجنائية ضده، وسيذهب إلى بيلاروس"، موضحا أن الوضع قد تم حله "دون مزيد من الخسائر".

ويأتي هذا التحول المفاجئ في أعقاب تحدٍ نادر وملحوظ للكرملين هدد بإغراق البلاد في أزمة وزعزعة استقرار جهودها الحربية المتعثرة بالفعل في أوكرانيا.

وتهديد الحرب الأهلية يترك البلاد- ونظام بوتين- في مكان مختلف تماما، عما كان عليه قبل يومين فقط. 

ومع امتلاك روسيا أكبر ترسانة نووية في العالم، فإن عدم الاستقرار هذا يجعل الدول الأخرى في حالة توتر، مما أدى إلى اجتماعات طارئة ومحادثات رفيعة المستوى.

تهديد لبوتين

بنى بوتين دولته بقبضة حديدية على السلطة، فمنذ أن أصبح رئيسا عام 2000، وحكمه ثاني أكثر الفترات طولا بعد جوزيف ستالين، الزعيم الشيوعي.

لكن اهتز هذا الأمر الآن بشدة، بسبب تمرد فاجنر، حيث حذر الخبراء من أن بوتين قد يكون أكثر انكشافا مما كان عليه في السنوات الـ23 الماضية.

وأعرب بعض المراقبين الدوليين عن دهشتهم مما يرون أنه رد روسي باهت على التمرد، مع عدم وجود استراتيجية سريعة ومتماسكة تسلط الضوء على ضعف قدرات الجيش.

كما سيتعين على الرئيس الروسي أيضا التعامل مع المشاعر العامة المهتزة داخل روسيا.

وقال العميد المتقاعد بالجيش الأمريكي الجنرال بيتر زواك، السبت: "كل هذا يمتد إلى قلب روسيا".

وذكر بيث سانر، نائب المدير السابق للمخابرات الوطنية لتكامل المهام، أن الحادث قد يشهد "مضاعفة بوتين للسيطرة في روسيا" وكذلك تصعيد قتاله في أوكرانيا.

وأضاف سانر: "لقد تعرض للإذلال"، لافتًا "سيحاول إعادة تأكيد (قوته)... لن يتوقف بوتين ليسمح لكل هذا بالتطور".

العالم على حافة الهاوية

لقد سلط التمرد الضوء أيضا على القدرات النووية لروسيا، وما قد يدفع بوتين لاستخدامها.

وانخرط بوتين مرارا في التهديد بالسلاح النووي، وأعلن في وقت سابق من هذا العام، أنه سيخزن أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروس، أحد أقرب حلفاء موسكو، ووصلت طلائع تلك الأسلحة هذا الشهر إلى بيلاروس.

وقال مسؤولان أمريكيان لشبكة “سي إن إن”، السبت، إنه لا يوجد أي تغيير في الموقف النووي لروسيا منذ بدء التمرد.

وأوضح متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة "ليس لديها سبب لتعديل وضع قواتها التقليدية أو النووية"، وأن لديها "قنوات اتصال طويلة الأمد مع روسيا بشأن القضايا النووية".

لكن هذه القنوات الآن أضيق بكثير من ذي قبل. ففي وقت سابق من هذا العام، علقت روسيا مشاركتها في معاهدة الحد من الأسلحة النووية الوحيدة مع الولايات المتحدة، مما يعني أن الدولتين لم تعودا مطالبتين بتبادل معلومات، مثل موقع بعض الصواريخ ومنصات الإطلاق.

وتوقع مسؤولو الاستخبارات الأمريكية العام الماضي، وجود صراع داخلي على السلطة بين جماعة فاغنر والحكومة الروسية، مع توقف غزو أوكرانيا، بحسب كبار المسؤولين الأمريكيين.

وعقد المسؤولون الأمريكيون اجتماعات طارئة، ليلة الجمعة، لتقييم الأحداث، بينما تحدث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلنكين مع نظرائه من كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، السبت.

كما تحدث قادة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا، فيما أصبحت الدول القريبة من روسيا على أهبة الاستعداد، حيث عقد رئيس كازاخستان اجتماعا طارئا لمجلس الأمن يوم الأحد.