وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي بإنشاء مقبرة الخالدين في موقع مناسب، لتكون صرحاً يضم رفات عظماء ورموز مصر من ذوي الإسهامات البارزة في رفعة الوطن، وأن تتضمن متحفاً للأعمال الفنية والأثرية الموجودة في المقابر الحالية، وتشكيل لجنة برئاسة رئيس مجلس الوزراء.
إنشاء مقبرة الخالدين
وقال الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، إن الرئيس السيسي وجه بإنشاء مقبرة الخالدين؛ لإعلاء شأن الزعماء الراحلين، وسيتم إنشاء خدمات سواء حدائق أو طرق، مشيرًا إلى أنه لا يصح أن نترك منطقة بهذا الشكل، بالإضافة إلى تجمع المياه الجوفية بها لأنها منطقة منخفضة.
وتفقد رئيس مجلس الوزراء، صباح اليوم السبت، المقابر المطلة على شارع صلاح سالم، تنفيذا لتكليفات رئيس الجمهورية بعرض الرؤية المتكاملة لخطوات بدء تنفيذ "مقبرة الخالدين" لرُفات عظماء مصر.
وكشف عن أنه سيتم نقل المقابر التي أصبحت لا تصلح للاستخدام الذي أنشئت من أجله إلى مناطق أفضل، لافتا إلى أننا شاهدنا مقبرة الزعيم أحمد عرابي ووضعها السيئ الذي أصبحت عليه، ولهذا وجه الرئيس بإنشاء مقبرة الخالدين لتجمع كافة الزعماء وقادة الوطن لتكون مزارا نفتخر به.
ورافق رئيس الوزراء، الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، واللواء هشام آمنة، وزير التنمية المحلية، واللواء خالد عبد العال، محافظ القاهرة، واللواء أحمد العزازي، رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، والمهندسة جيهان عبد المنعم، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الجنوبية،، والمهندس خالد صديق، الرئيس التنفيذي لصندوق التنمية الحضرية.
قصة مقبرة الخالدين
وأكد رئيس الوزراء، أن تواجده في هذه المنطقة يأتي تنفيذا لتوجيهات الرئيس السيسي، بعرض الرؤية المتكاملة لعملية نقل جانب من المقابر بالمنطقة بعد تقييم الموقف ودراسته مع بدء خطوات تنفيذ تكليف الرئيس بإنشاء "مقبرة الخالدين" كصرح شاهد على تقدير الوطن لعظمائه، بحيث يُنقل إليها -من خلال المتخصصين والخبراء- رُفات رموز مصر من المقابر التي يتم نقل جانب منها.
وشدد مدبولي على أن الحكومة حريصة على التعامل مع الموقف الخاص بنقل المقابر في إطار تقييم واضح للوضع الراهن لها، ودراسة وافية لكافة البدائل، لافتا إلى أن هناك اهتماما باستكمال تطوير القاهرة التاريخية والحفاظ على مكوناتها التي تعكس تاريخ هذا الوطن وحضارته.
ولفت إلى أن عملية نقل المقابر لا تمس الشكل التاريخي للمقابر العريقة، وحتى مع نقلها سيكون هناك مراعاة لتنفيذ البدائل بشكل حضاري مُماثل، والموقف الراهن في المقابر لدى زيارتها اليوم، يشير إلى أن منسوب المياه الجوفية بهذه المنطقة أصبح يؤثر سلبا على عملية الدفن بتلك المقابر، إلى حد عدم التمكن من الدفن أسفل الأرض، وذلك كان سببا جوهريا وراء عملية نقل جانب من تلك المقابر، لاسيما وأن البعض بات يقوم بالدفن أعلى سطح الأرض حاليا.
من جانبه، قال الدكتور حسين عبد البصير مدير متحف الآثار بالإسكندرية، إن تجميع الخالدين من الشخصيات المختلفة والمتنوعة ذات الأهمية في المجتمع المصري يعد حدثا عظيما يحدث لأول مرة في مصر، وكذلك يعتبر بادرة طيبة من الرئيس السيسي.
معلومات حول المقبرة
وأثنى عبد البصير في تصريحات لـ"صدى البلد"، على هذه المبادرة الطيبة التي سوف تجمع جميع الأثريين من تاريخ مصر عبر العصور، متوقعا أن تكون مقبرة الخالدين مزارا سياحيا عالميا، وكذلك منطقة أثرية هامه جداً تزيد من نسب السياحة في مصر بما يوفر عملة صعبة.
وتابع: إنشاء مقبرة الخالدين تبرز الدور الذي يقوم به الرئيس السيسي في الحفاظ على الآثار والتراث مصري في العديد من المجالات المتميزة، وكذلك تظهر مدى عظمة الشخصيات المصرية القديمة وما يقدمه المصري من إسهامات وعطاءات متميزة في تلك المجالات، وبدلا من زيارة الباحث أو الزائر أو السائح مكانا واحدا خلال زيارته يستطيع أن يزور أماكن أخرى منها المقبرة التي سوف يجد فيها الكثير من المعلومات عن الخالدين في تاريخ مصر ويتعرف اليهم بشكل موثق.
وقال مجدي شاكر، كبير الآثريين في وزارة السياحة والآثار، إن فكرة مقبرة الخالدين تعد تقديرا وتعظيما لرموز مصر وأبنائها، مقترحا أن يكون موقع المقبرة في نفس موقع الجبانة المنفية الواقعة في سقارة، التي تمتد من الجيزة إلى بني سويف، وأن تكون في محيط المناطق التي يزورها السياح، حيث يتيح الموقع التعرف على جزء من تاريخنا.
وأوضح شاكر لـ"صدى البلد"، أن المقابر التاريخية يوجد بها رخام تم جلبه من بلاد أخرى، متمنيا أن تكون مقبرة الخالدين بنفس طرازها المعماري، وأن يدخل بها التكنولوجيا الحديثة كمتحف ومكتبة لعرض الأعمال الفنية والأدبية مثل الكاتب والروائي يحيى حقي والشاعر محمود سامي البارودى لتعرض به يوميا أحداث فنية من عروض مسرحية.
تصميم مقبرة الخالدين
وأشار إلى ضرورة تصميم المقبرة على الطريقة المصرية ونقلها كما هي بذات الطابع المعماري المميز من زخارف وكتابات ونقوش، لافتا إلى أن المقابر التاريخية يوجد فيها رخام تم جلبه من بلاد أخرى.
وتمنى أن تكون مقبرة الخالدين بنفس طرازها المعماري، وأن يدخل فيها التكنولوجيا الحديثة كمتحف ومكتبة لعرض الأعمال الفنية والأدبية، مثل الكاتب والروائي يحيى حقي والشاعر محمود سامي البارودي لتعرض فيه يوميا أحداث فنية من عروض مسرحية.
كما اقترح تحّول المقبرة إلى ساحة من المسابقات، مثل قراءة القرآن الكريم بقراءة الإمام ورش (المتوقع نقل رفاته إلى المقبرة المقترحة)، مؤكدا أن المؤسسات الثقافية سوف تدعم هذه الفكرة إلى جانب وزارة السياحة والآثار.
وفي هذا الصدد، قال المهندس طارق المري، استشاري الحفاظ على التراث وخبير مركز التراث العالمي في اليونسكو، إن الأفضل تغيير خط سير الطريق المزمع إنشاؤه في المنطقة بدلا من نقل المقابر الموجودة حاليا، وأضاف في حديث مع "سبوتنيك": "المقابر موجودة بالفعل لكن الطريق لم يتم البدء فيه بعد، والأسهل أن يتم تغيير مسار الطريق".
وأشار المري إلى أن المقابر الإسلامية في القاهرة التاريخية هي ثاني أقدم مقابر لا زال يدفن فيها بعد مدافن البقيع في المملكة العربية السعودية، وتضم الكثير من الشخصيات المؤثرة في التاريخ المصري، ويمكن من خلال الاهتمام فيها أن تكون أحد المقاصد السياحية المهمة.