EN
حالة من التوتر والتصعيد بين الكرملين والجيش الروسي من جهة، ومجموعة فاجنر شبه العسكرية من جهة أخرى، بعد اندلاع المواجهات وتبادل الاتهامات من الطرفين، حتى وصل الأمر لحدوث تمرد من جانت المجموعة شبه العسكرية على السلطة المركزية في موسكو.
تمرد بريجيني بريجوزين
وقال بريجيني بريجوزين قائد مجموعة فاجنر، إن قواته تمكنت من الاستيلاء على منشآت عسكرية رئيسية في مدينتي روستوف وفورونيج الروسيتين اليوم السبت.
وتظهر مقاطع الفيديو، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أن مدينة روستوف تحتوي على آليات عسكرية في الشوارع، وتحوم فوقتها المروحيات، بينما قال حاكم إقليم فورونيج إن قافلة من المعدات العسكرية تتحرك على طريق إم 4 دون السريع، وهو الطرق الذي يربط بين فورونيج وروستوف، حيث تقع المدينة مباشرة شمال منطقة روستوف.
كما أعلن بريجوجين، رئيس مجموعة فاجنر، أن هناك مروحية أطلقت النار على قواته، متهما رئيس أركان الجيش الروسي بشن هجوم جوي على قواته، كما اتهم القيادة العسكرية الروسية بقتل كمية ضخمة من قواته في غارة على أحد المعسكرات متعهدا بالانتقام، موضحا أن انتقاده للقيادة العسكرية يعد ضبطا للعدالة وليس انقلابًا.
موقف الحرب في أوكرانيا
وقال بسام البني، الكاتب المتخصص في الشأن الروسي، إن سيرك المعارك في أوكرانيا لن يتأثر بالتمرد المسلح الذي قامت القوات الفيدرالية بقمعه، مؤكدا أن كل المسئولين عنه سيحاسبون، وسيقفون أمام القانون بتهمة التمرد المسلح، وسيتم عقابهم بالعقوبة القانونية وهي حوالي 12 سنة سجن.
وأضاف البني، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أنه حال سقط قلتى في الاشتباكات سيكون هناك إجراءات للدولة الروسية، مشددا على أن الأمور في روسيا مستقرة، وكان من المتوقع أن يكون هناك محاولة غربية لزعزعة الاستقرار بالداخل الروسي.
ولفت إلى تصريحات الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بأنه سيتم تقديم إلى المحاكمة المسئولين عن هذا التمرد المسلح.
تحرك فاجنر خيانة لروسيا
من جانبها علقت وزارة الدفاع الروسية على تصريحات بريجوجين، ووصفتها بأنها استفزاز إعلامي، واتهمته بقيادة تمرد مسلح، فيما أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن الوضع في روستوف لا يزال صعبا، وتعطلت الإدارة المدنية والعسكرية بشكل أساسي، معتبرا تمرد قائد فاجنربريجيني بريجوزين، هو خيانة داخلية، واصفا ذلك بطعنة في الظهر، وأنه تم جر المجموعة شبه العسكرية إلى مغامرة إجرامية وأن روسيا قوية وستتغلب على كل هذه المشاكل.
وأكد بوتين، أن روسيا سترد على التمرد بكل قوة، ولن يتم جرها إلى حرب أهلية، مناشدا قوات فاجنر بضرورة الوحدة والمسئولية، مشيرا إلى ان الذين يسلكون عمدا طريق الخيانة ويستعدون لتمرد مسلح أثناء التحضير لهجمات إرهابية ، سيعاقبون، وأن أي اضطراب داخلي يشكل تهديدا قاتلا لروسيا، وهو ضربة لها ولشعبها وهذا التهديد سيواجه ردا قاسيا.
من جانبها، قامت قوات الأمن الروسية، بتطويق مبنى مركز فاجنر في سان بطرسبرج، وناشدت وزارة الدفاع الروسية مقاتلي المجموعة بالعودة بسلام إلى نقاط انتشارها الدائمة، بعدما أدعى قائد المجموعة الخاصة أنه سيطر على منشآت عسكرية في مدينتين روسيتين.
فاجنر وقعت في الفخ
وأكدت الدفاع الروسية، أن مقاتلي فاجنر تم خداعهم وجرهم إلى مغامرة بريجوجين الإجرامية، وعرضت على المقاتلين التخلي عن هذا والتواصل مع ممثلي وزارة الدفاع الروسية أو وكالات إنفاذ القانون وضمان سلامة الجميع.
قائد مجموعة فاجنر يفجيني بريجوزين، اعتبر خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مخيبًا للآمال ولم يرق إلى التوقعات، معتبرا أن بوتين اتخذ الخيار الخاطئ، وأنه قريباً سيكون لروسيا رئيس جديد، قاطعاً بذلك أي أمل في المصالحة مع موسكو.
ووجه انتقادات عنيفة إلى وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، معتبراً أنه حول قواته إلى جهاز علاقات عامة لمصالحه ورغباته.
مواجهة عسكرية صريحة
اعتبرت وزارة الدفاع البريطانية، إن الخلاف بين موسكو ومجموعة فاجنر وصل إلى حد المواجهة العسكرية الصريحة، موضحة أن فاجنر تمتلك الآن على الأرجح مواقع أمنية رئيسية في روستوف، بما في ذلك مقر العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وذكرت وزارة الدفاع أن هناك القليل من الأدلة على إندلاع قتال بين قوات فاجنر، والقوات الروسية، ما يشير إلى أن الأخيرة ما زالت سلبية، مشددة على أن ولاء القوات الروسية أمر بالغ الأهمية لكيفية سير الأمور، حيث وصفت الوزارة ذلك بأنه التحدي الأكبر للدولة الروسية في الآونة الأخيرة.
