تبذل الدولة المصرية جهوداً كبيرة في سبيل الحفاظ على الأسرة المصرية، وذلك من خلال تطوير آليات الدعم والإرشاد الأسري، وتوفير معارف أساسية للمقبلين على الزواج ومراجعة التشريعات التي تُدعم كيان الأسرة، وتحافظ على حقوق الطرفين والأبناء، بما يساهم في خفض معدلات الطلاق.
انخفاض حالات الطلاق في مصر
قال الشيخ إسلام عامر، نقيب المأذونين، إن عدد حالات الزواج في مصر حاليا انخفض كثيرا عن الماضي، متابعا: "عدد حالات الزواج لم يتعد الـ 320 ألفا منذ بداية العام الحالي".
وأضاف عامر، في تصريحات إعلامية، أن نسبة الزواج في فصلي الربيع والصيف أكثر من النسبة في فصلي الشتاء والخريف، منوها إلى أن نسبة الطلاق انخفضت بشكل واضح، على عكس الشائعات.
وتابع: “هناك انخفاض في عدد حالات الزواج بنسبة 50% خلال العام الجاري مقارنة بالعام الماضي”.
كما كشف الشيخ إسلام عامر، نقيب المأذونين، أنه في العام الماضي كانت أعداد عقود الزواج تتجاوز 500 ألف عقد زواج، وأوضح أن نسبة الطلاق انخفضت بشكل كبير عن السنوات الماضية على مستوى الجمهورية، سواء كان الطلاق في المحكمة أو لدى المأذون.
المساهمة في تأسيس أسرة متماسكة
قالت دار الإفتاء، إنها أَوْلَتْ خلال عام 2022 مسألةَ الاستقرار الأسرى والتثقيف الزواجي، عنايةً خاصة، خصوصًا بعد ارتفاع نسبة الطلاق وملاحظة تزايدها فى السنة الأولى من الزواج، وأنشأت مركز الإرشاد الأسري، وطوَّرت وواصلت تدريب المأذونين للتعاون مع وزارة العدل، فقدمت 8 دورات خلال العام، وكذلك 4 دورات للمقبلين على الزواج، بالإضافة إلى إصدارات عديدة تتعلَّق بالاستقرار الأسري، فضلًا عن الاهتمام باستقرار الأسرة والتثقيف الزواجى على مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى الندوات واللقاءات التثقيفية التى يسمح فيها بمشاركة الجمهور المهتمين بالأمر.
كما قدمت دار الإفتاء خلال 2022 خدمات عديدة مثل البث المباشر للإرشاد الأسري، حيث يظهر فيه أحد علماء دار الإفتاء المصرية برفقة المتخصصين من علماء النفس والاجتماع والإرشاد الأسرى لحفظ كيان الأسرة المصرية، وهذه الخدمة متخصصة فى حلِّ المشكلات بين أفراد الأسرة الواحدة وخاصة مشكلة الطلاق. وتعمل على الحدِّ من المشاكل الزوجية والاستقرار الأسرى وتوعية الشباب غير المتزوج ومساعدتهم على الاختيارات المناسبة وكيفية الارتباط للزواج وإقامة أسرة ناجحة؛ وذلك باستخدام الطرق التوعوية الحديثة من الإرشاد النفسى والشرعي.
فضلاً عن حملة "لتسكنوا إليها"، وذلك للمساهمة فى تأسيس أسرة مصرية متماسكة وأكثر استقرارًا، بجانب معالجة الخلافات داخل الأسرة، ومن ثَمَّ الحد من انتشار نِسَب الطلاق فى المجتمع، وقد تفاعل معها ما يزيد على 90 مليون شخص أونلاين، وذلك حسب إحصاءات “فيس بوك” الخاصة بالصفحة، وحملة "من أجل حياة سعيدة"من خلال توزيع الأدوار فى الأسرة على وجه التكامل والانسجام، بما يحفظ للأسرة استقرارها، ويحصِّنها من الوقوع فى الأزمات والمشكلات، وقد تفاعل معها ما يزيد على 19 مليون شخص أونلاين، وذلك حسب إحصاءات “فيس بوك” الخاصة بالصفحة.
وقد أصدرت دار الإفتاء المصرية كتابَ "دليل الأسرة من أجل حياة مستقرة" بالتعاون مع وزارة العدل، وقد غطَّى جميع الموضوعات التى تهمُّ الأسرة المصرية.
ويأتى هذا فى ضوء مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي، للارتقاء بجودة حياة المواطن والأسرة بشكل عام من خلال ضبط معدلات النموِّ المتسارعة، والارتقاء بخصائص السكان، واتساقًا مع واجبها الوطنى تجاه المجتمع.
الحفاظ على كيان الأسرة المصرية
أطلقت وزارة التضامن الاجتماعي برنامج "مودة"، وهو مشروع لإعداد المقبلين على الزواج، يستهدف الحفاظ على كيان الأسرة المصرية والحد من معدلات الطلاق على المدى البعيد بنشر الوعي.
وتتشارك وزارة التضامن في تأدية رسالتها في إنقاذ النسيج المجتمعي مع 12 جهة ومؤسسة من مؤسسات الدولة المصرية، وهم ممثلون من الأزهر والكنيسة ودار الإفتاء المصرية ووزارة الأوقاف ووزارة العدل والتعليم العالي والشباب والرياضة والهيئة العامة لقصور الثقافة ومركز دعم واتخاذ القرار والمجلس القومي للمرأة وصندوق الأمم المتحدة للسكان ومعهد المشورة الأسرية.
يستهدف المشروع الشباب من سن 18 لـ25 عاما، خصوصا شباب الجامعات، خاصة الجامعات الموجودة بالمحافظات التي سجلت أعلى معدلات طلاق، حيث بدأ المشروع رحلته بجامعات القاهرة وعين شمس وحلوان والإسكندرية وبورسعيد كمرحلة أولى.
كما يستهدف المشروع أيضا المتزوجين المترددين على مكاتب تسوية المنازعات، وهناك آليات كثيرة يقوم عليها المشروع من أجل الحد من معدلات الطلاق المطرد، يأتي في مقدمتها رفع الوعي عن طريق تنظيم حملات تواصل مع طلبة الجامعات والمعاهد من خلال تطبيق برامج تدريبية لرفع الوعى لدى الشباب المقبل على الزواج بالأساسيات اللازمة لتكوين الأسرة، والتوعية بالجوانب الاجتماعية والصحية والدينية للشباب في السن المستهدف، وتنظيم محاضرات للتعريف بطبيعة العلاقة الزوجية وقدسيتها وأهميتها، وتفعيل جهات فض المنازعات الأسرية للقيام بدورها فى الحد من الطلاق، التوعية بكيفية اختيار شريك الحياة من الطرفين وكيفية التعامل الجيد بين الزوجين، والتوعية بالتركيز على الجانب الصحي وماله من تأثير على الزواج والصحة الإنجابية، والتعرف على خلفيات الشباب بخصوص الزواج من جميع النواحي، والعمل على تصحيح المفاهيم الخاطئة والأفكار المتوارثة لديهم.