قال الشيخ الدكتور عبد المحسن بن محمد القاسم، إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف، إن يوم عرفة ملتقى المسلمين المشهود، يوم رجاء وخشوع، وذل وخضوع، يوم كريم على المسلمين «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة».
فضل يوم عرفة
واستشهد " القاسم " خلالخطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة، بما قال ابن عبد البر رحمه الله: «دعاء يوم عرفة مجاب كله في الأغلب»، منوهًا بأنه في عشر ذي الحجة يوم النحر؛ أعظم الأيام عند الله؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن أعظم الأيام عند الله: يوم النحر، ثم يوم القر».
وأوضح أن صيام يوم عرفة «يكفر السنة الماضية والباقية) والأفضل للحاج أن لا يصومه؛ تأسياً بفعل النبي صلى الله عليه وسلم، وإبقاء لقؤته ليستكثر من التضرع والدعاء، ومع سرور الناس بالعيد قد يغفل بعضهم عن ذكر الله، قال سبحانه: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ)، قال ابن عباس رضي الله عنهما: «الأيام المعدودات: أيام التشريق، وهي ثلاثة أيام بعد النحر»، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أيام التشريق: أيام أكل، وشرب، وذكر لله».
وأضاف أن أيام العشر المباركة، هي خير الأيام وأفضلها، وأجلها وأعظمها، أقسم الله بها، فقال: (َالْفَجْرِ . وَلَيَالٍ عَشْرٍ)، وقال مسروق رحمه الله: «هي عشر الأضحى ، أفضل أيام السنة»، وهي من أيام الله الحرم، وخاتمة الأشهر المعلومات التي قال الله فيها: (الحج أشهر معلومات).
عشر ذي الحجة
وتابع: و قال كعب رحمه الله: «أحب الأشهر الحرم إلى الله ذو الحجة، وأحب ذي الحجة إلى الله العشر الأُوَل»، نهارها أفضل من نهار العشر الأواخر من رمضان؛ قال صلى الله عليه وسلم: «أفضل أيام الدنيا: أيام العشر»، مشيرًا إلى أن فضيلة عشر ذي الحجة؛ لمكان اجتماع أمهات العبادة فيها - من الصلاة، والصيام، والصدقة، والحج ، ولا يتأتى ذلك في غيرها، والتفاضل بين الليالي والأيام داع لاغتنام الخير فيها.
ودلل بما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه العشر؛ فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد»؛ قال النووي رحمه الله: «يستحب الإكثار من الأذكار في هذه العشر زيادة على غيرها، ويستحب من ذلك في يوم عرفة أكثر من باقي العشر»، وأفضل الذكر: تلاوة كتاب الله؛ فهو الهدى والنور المبين.
وأشار إلى أنه كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيام العشر، يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما»؛ كما يشرع التكبير المقيد عقب الصلوات، من فجر عرفة للحجاج وغيرهم إلى عصر آخر أيام التشريق عقب كل صلاة، والصدقة عمل صالح، بها تفرج كروب وتزول أحزان، وخير ما تكون في وقت الحاجة وشريف الزمان.