قال الشيخ صفوت محمد عمارة، من وعاظ الأزهر الشريف، إنّ يوم عرفة اليوم التاسع، واليوم قبل الأخير من أيام عشر ذي الحجة الفاضلة، وهو يوم عظيم أقسم اللَّه به؛ فقال تعالى: {وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ} [البروج: 3]؛ فاليوم المشهود هو يوم عرفة يشهده الناس وتشهده الملائكة، وصيامه يكفر ذنوب سنتين، كما ورد في صحيح مسلم عن أبي قتادة رضي اللَّه عنه، قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، عندما سئل عن صيام يوم عرفة قال: «أحتسب على اللَّه أن يكفر السنة التى قبله والسنة التى بعده»؛ ففيه تكفير سنة سابقة، وسنة لاحقة، ويشرع صيامه لغير الحاج ممن لا يقف بعرفة.
وأضاف «صفوت عمارة»، خلال خطبة الجمعة اليوم، أنَّ يوم عرفة هو يوم الحج الأكبر، الذي تُغفر فيه الذنوب والخطايا، وتُعتق فيه الرقاب من النار؛ فعن عائشة رضي اللَّه عنها، أنّ النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال: «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء؟» [رواه مسلم]، وعرفة هو اليوم الذي أكمل اللَّه لنا فيه ديننا؛ فعن عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه، أنّ رجلًا من اليهود قال: يا أمير المؤمنين، آيةٌ في كتابكم تقرءونها لو علينا معشر اليهود نزلت لاتَّخذنا ذلك اليوم عيدًا قال: أيُّ آيةٍ؟ قال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3] فقال عمر: «قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي أنزلت فيه نزلت على رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم بعرفاتٍ يوم جمعةٍ» [أخرجه البيهقي في فضائل الأوقات].
وأكد صفوت عمارة، أنَّ أفضل الدعاء هو دعاء يوم عرفة؛ فعن طلحة بن عبيد اللَّه أن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال: «خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قديرٌ»، وعلينا أن نجتهد بتنويع الطاعات في يوم عرفة من تسبيح وتكبير، وصلاة وصيام وذكر، وقراءة القرآن، خاصة في اليوم الذي ينزل اللَّه فيه إلى السماء الدنيا، ويباهي بأهل عرفة أهل السماء، وألاّ نضيع هذه الفرصة للفوز بهذا اليوم العظيم، ونسأل اللَّه أن يجعلنا من عتقائه من النار.