وقعت مصر عقد ضخم اتفاق لـ توريد غاز الهيدروجين وإنشاء وحدة خاصة لتجهيزه وتسويقه، بين شركة مصر لصناعة الكيماويات، وتحالف من شركتي ايميكسس للهندسة والمقاولات، وجالف كر ايو الغازات الصناعية ـ مصر.

نص عقد الاتفاق، الذي حضره رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، على التزام التحالف بتركيب جميع المعدات والآلات اللازمة لـ تشغيل وحدة تجهيز غاز الهيدروجين، والتعاقد على جلب التكنولوجيا الفنية اللازمة لتركيبها، وتشغيلها، إضافة إلى استخراج التصاريح والموافقات اللازمة لإنشاء وتشغيل الوحدة، من الهيئة العامة للاستثمار، وهيئة التنمية الصناعية، والسجل التجاري، وجهاز شئون البيئة.

وفق الاتفاق، يدير التحالف الوحدة بواسطته وعلى نفقته الخاصة، ويكون مسئولاً عن التشغيل وأعمال الصيانة، والعمالة الفنية والإدارية القائمة على التشغيل، وتسويق غاز الهيدروجين المُنتج من الوحدة وبيعه لصالحه، ويتعهد بتوفير جميع الخدمات والمعدات والعمالة المدربة والمساعدة، بالمؤهلات المناسبة، وبالأعداد الكافية لإنجاز الأعمال، إلى جانب التزام التحالف بتأمين بيئة العمل بالوحدة، وكافة اشتراطات الأمن الصناعي، وشروط السلامة والصحة المهنية للعاملين، مع إنشاء وحدة معالجة وصرف صناعي يتفق صرفها مع اشتراطات جهاز شئون البيئة.

[[system-code:ad:autoads]]

لكن بعيدا عن تفاصيل العقد الضخم، لابد أن نعرف ما هو الهيدروجين؟ وما أنواعه؟ وما أهم خطط مصر للاستفادة منه؟.

يعد غاز الهيدروجين من أشهر العناصر الكيميائية، وهو غاز عديم اللون والرائحة وغير سام، ويتميز بكونه أخف العناصر الكيميائية حيث يمتلك كتلة ذرية 1، ويتم إنتاجه بشكل رئيسي من خلال عملية تحليل الماء إلى الهيدروجين والأكسجين.

استخدام غاز الهيدروجين في العديد من الصناعات، وأشهرها الآتي:

- صناعة الأمونيا: يعد غاز الهيدروجين مادة خام أساسية لإنتاج الأمونيا المستخدمة في صناعة الأسمدة الزراعية.
- الصناعات الكيميائية: يستخدم غاز الهيدروجين كعامل مخفف في العديد من العمليات الكيميائية، كما يستخدم في إنتاج البوليمرات والمطاط.
- صناعة الطاقة: يمكن استخدام غاز الهيدروجين كوقود لتوليد الطاقة الكهربائية، حيث يتم حرقه في محركات الاحتراق الداخلي.
- صناعة الزجاج: يستخدم غاز الهيدروجين في صناعة الزجاج الخالي من الشوائب، ويستخدم لإزالة الشوائب من المواد وتحسين جودة الزجاج.
- صناعة الطيران والفضاء: يستخدم غاز الهيدروجين كوقود للصواريخ والمركبات الفضائية.

ويعتبر غاز الهيدروجين أيضا من أهم مصادر الطاقة المتجددة، ويمكن إنتاجه باستخدام الطاقة الشمسية أو الرياح، ويمكن استخدامه كوقود نظيف للسيارات والمركبات الأخرى.

ومن عيوب غاز الهيدروجين أنه يحتاج إلى تخزينه بشكل آمن، ويتطلب تخزينه تحت ضغط عالٍ أو تبريده بشكل كبير، كما أنه يمكن أن يكون خطراً في حالات التسرب الكبيرة، و يمكن أن يتفاعل بشكل خطير مع الهواء.

استخدامات أخرى لـ غاز الهيدروجين

- تخزين الطاقة: يمكن استخدام غاز الهيدروجين كوسيلة لتخزين الطاقة المتجددة، يتم إنتاجه باستخدام الطاقة الشمسية أو الرياح، ويمكن تخزينه بسهولة واستخدامه لتوليد الطاقة الكهربائية عند الحاجة.
- الوقود النظيف: يعتبر غاز الهيدروجين واحداً من أنواع الوقود النظيفة، ويتم حرقه لإنتاج الماء فقط، ولا ينتج أي انبعاثات ضارة بالبيئة، ما يجعله خياراً مثالياً لتلبية احتياجات الطاقة في المستقبل.
- الهيدروجين الأخضر: يعتبر الهيدروجين الأخضر هو الهيدروجين الذي يتم إنتاجه باستخدام الطاقة المتجددة فقط، ولا ينتج أي انبعاثات ضارة بالبيئة، ويمكن أن يكون بديلاً نظيفاً للوقود الأحفوري في المستقبل.

- الطاقة الشمسية: يمكن استخدام غاز الهيدروجين لإنتاج الطاقة الشمسية، ويتم استخدامه في صناعة الخلايا الشمسية لتوليد الكهرباء.
- الطب: يستخدم غاز الهيدروجين في العديد من التطبيقات الطبية، كما يمكن استخدامه في تحسين جودة الصور الطبية، وفي علاج بعض الأمراض مثل السرطان.
وعلى الرغم من فوائد غاز الهيدروجين، إلا أن هناك بعض التحديات التي تواجه استخدامه، بما في ذلك تكلفة إنتاجه وتخزينه، وتحتاج تقنيات وحلول جديدة لتحقيق الاستخدام الواسع له في المستقبل.

اقرأ أيضا:

توقيع عقد ضخم لتوريد وتسويق غاز الهيدروجين بمصر

الهيدروجين الأزرق والأخضر والرمادي:

يعتبر الهيدروجين من المصادر الواعدة للطاقة المستدامة، ويمكن إنتاجه بعدة طرق، وهي الهيدروجين الأزرق والأخضر والرمادي.

- الهيدروجين الأزرق:

يتم إنتاج الهيدروجين الأزرق من خلال استخدام الغاز الطبيعي والفحم الحجري، ويتم تحويلهما إلى الهيدروجين وثاني أكسيد الكربون باستخدام تقنية البخار المائي، وينتج في هذه العملية ثاني أكسيد الكربون الناتج عن الاحتراق، وهو ملوث بيئي، لكن يمكن استخدام تقنيات التقاط وتخزين الكربون للحد من الانبعاثات الناتجة.

- الهيدروجين الأخضر:

يتم إنتاج الهيدروجين الأخضر باستخدام الكهرباء المتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح، حيث يتم تحليل الماء إلى الهيدروجين والأكسجين باستخدام الكهرباء، ويعتبر هذا النوع من الهيدروجين بديلاً نظيفاً للوقود الأحفوري، ولا ينتج أي انبعاثات ضارة بالبيئة.

- الهيدروجين الرمادي:

يتم إنتاج الهيدروجين الرمادي من خلال تحليل الوقود الأحفوري باستخدام الكهرباء، ولكن في هذه الحالة لا يتم التقاط أو تخزين ثاني أكسيد الكربون الناتج عن العملية، ما يجعله أقل نظافة من الهيدروجين الأخضر.
يمكن استخدام الهيدروجين الأزرق والأخضر والرمادي في العديد من الصناعات:

صناعة الأسمدة الزراعية والمواد الكيميائية
توليد الطاقة الكهربائية
تشغيل السيارات والمركبات الأخرى
صناعة الزجاج
الطبية والصناعات الأخرى
وعلى الرغم من أن الهيدروجين الأزرق يعد خياراً اقتصادياً في الوقت الحالي، إلا أن الهيدروجين الأخضر يعد الخيار الأكثر نظافة ومستدامية في المستقبل، ويمكن إنتاجه باستخدام الطاقة المتجددة دون إنتاج أي انبعاثات ضارة بالبيئة، ويتطلب استخدام التكنولوجيا المتقدمة والاستثمار بشكل كبير لتحقيق الهدف من توليد الهيدروجين الأخضر بكميات كافية وتحقيق تكلفة إنتاج مناسبة.

جدير بالذكر أنه يمكن تحقيق أفضلية بين الهيدروجين الأخضر والأزرق من خلال تجميع الهيدروجين الأخضر مع ثاني أكسيد الكربون المستخدم في عملية إنتاج الهيدروجين الأزرق، وبالتالي تقليل الانبعاثات الناتجة عن العملية.

والهيدروجين هو واحد من المصادر الواعدة للطاقة المستدامة في المستقبل، التي تتطلب استخدام تقنيات وحلول جديدة لتحقيق الاستخدام الواسع لها، ومن المهم أيضًا إجراء دراسات لتحديد النوع الأفضل من الهيدروجين الذي يناسب الاحتياجات المختلفة ويحقق التوازن بين النظافة والاقتصادية.

خطة مصر للهيدروجين الأخضر

وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بإعداد استراتيجية وطنية متكاملة لإنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر، وتتطلع الحكومة إلى إطلاق مرحلة أولية من المشاريع التي قد تصل قيمتها إلى 4 مليارات دولار، وفقا لتصريحات وزارة الكهرباء، ومن المتوقع أن يكون لصندوق مصر السيادي، الذي تتمثل مهمته في تعزيز الاستثمار في العديد من القطاعات ذات الأولوية من خلال الشراكة مع مستثمري القطاع الخاص وإشراكهم في حصص الأغلبية، دورا في دراسة العديد من مشروعات الهيدروجين الخضراء.

وقال وزير الكهرباء محمد شاكر، في وقت سابق، إنه يرى الهيدروجين الأخضر وسيلة لتعزيز مساهمة الطاقة الخضراء في مزيج الطاقة في مصر.