يوم التروية .. قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، إنه إذا جاء يوم التروية يوم الثامن من ذي الحجة تبدأ مناسك الحج، فإذا كان الحاج في المدينة المنورة يحرم من "أبيار علي" كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم وإذا كان الحاج في مكة فليحرم من محل إقامته "الفندق"، وإذا كان في جدة فله أن يحرم من جدة أو يذهب إلى مكة ويحرم من الفندق.
وأضاف جمعة في تصريح تلفزيونية، أن الحاج يتوجه إلى منى للمبيت وهذه سنة وليست واجبة حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوجه إلى منى للمبيت بها حتى يكون قريبا من عرفات ويتزود بالمياه.
وتابع المفتي السابق: أنه يجوز للحاج التوجه إلى عرفات مباشرة دون المكوث بمنى وفور وصول عرفة يتبع الإمام فيصلي الظهر والعصر جمعا ثم يخرج من مسجد نمرة ليقف بعرفة بعد الانتهاء من الصلاة لأن مسجد نمرة أو عرنه كما يطلقون عليه الموجود بعرفات خارج نطاق عرفات وبعض الحجاج يمكثون به طوال اليوم وهؤلاء حجهم باطل لأنه لم يقفوا بعرفة.
4 أعمال يوم التروية
وقال الفقهاء إنه إذا جاء يوم التروية الموافق الثامن من ذي الحجة، فأول ما يقوم به الحاج فى هذا اليوم، هو الإحرام إذا كان الحاج متمتعا فيحرم بالحج من المكان، الذى هو فيه ولا يشترط الإحرام من المسجد الحرام، أما بالنسبة للحاج المقرن والمفرد فهما يبقيان على إحرامهما من الميقات.
وأوضحوا أنه إذا كان الحاج في المدينة المنورة عليه أن يتوجه إلى أبيار على للإحرام وينوي قائلا لبيك اللهم بحجة، وإذا كان في جدة يحرم من بيته أو يذهب الى مكة ويحرم من الفندق أو المكان الذي يقيم فيه، وإذا كان في مكة أصلا فعليه أن يحرم من الفندق أيضا دون الذهاب الى التنعيم.
وتابعوا يجوز للحاج أيضا القادم من خارج مكة أن يؤدي العمرة قبل البدء في مناسك الحج حتى ولو كان قد اداها قبل الخروج من مكة فطالما خرج وذهب الى المدينة أو جدة بعد العمرة وعاد مرة أخرى فلا باس أن يؤدي عمرة أخرى بعد إحرامه من أبيار علي أو من جدة أو من مكة شريطة أن يكون غادر مكة بعد العمرة الأولى.
وأضافوا أنه من المستحب أن يحرم الحاج صباحا قبل الزوال – أى قبيل صلاة الظهر- فهذا هدى النبى -صلى الله عليه وسلم- فى يوم التروية، فيغتسل ويتطيب - إن تيسر له ذلك - ويلبس ثياب الإحرام، ثم يقول: «لبيك حجا: لبيك اللهم لبيك.. إلخ»، ثم يتوجه بعد ذلك إلى مشعر منى لقضاء هذا اليوم والمبيت بها.
وأوضح العلماء أن المبيت في منى سنة وليس واجب؛ بمعنى أن الحاج لو تقدم إلى عرفة ولم يبت في منى في ليلة التاسع فلا حرج عليه، موضحين أن «منى» منطقة صحراوية تبعد حوالي 7 كم شمال شرق مكة على الطريق الرابط بين مكة ومزدلفة.
وذكروا أنه يستحب للحاج الإكثار من الدعاء والتلبية أثناء فترة إقامته في منى، كما يقوم الحاج بأداء صلاة الظهر وصلاة العصر وصلاة المغرب وصلاة العشاء قصرا دون جمع؛ بمعنى أن كل صلاة تصلى منفردة ثم يقضي ليلته هناك، ويصلي الحاج بعد ذلك صلاة الفجر ويخرج من منى متجها إلى عرفة لقضاء يوم الحج الأكبر.
ولفتوا إلى أن المقرن إذا طاف وسعى بالبيت فيجوز له أن يؤديهما بنية الحج والعمرة فليس له سعي بالحج مرة أخرى، ثم بعد ذلك يذهب الحاج إلى منى أو لا يذهب فهي سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث ذهب إلى منى ليكون قريب من عرفات، لذا فالمبيت بمنى ليس شرطا في الحج، كما يجوز للحاج أن يذهب إلى عرفات مباشرة.