الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الأرض مش عطشانة.. كيف أصبحت أشعة الشمس شُريانًا لري 100 فدان في المنوفية؟

ماكينة ري تعمل بالطاقة
ماكينة ري تعمل بالطاقة الشمسية

“ألواح شمسية بجوار حوض للمياه الجوفية يحيطها سياج حديدي علي مساحة ١٧٥ متر وسط الأراضي الزراعية”، قد يكون  المنظر غير مألوف في القرية المصرية، ولكن أهالي قرية سدود في المنوفية اعتادوا عليه منذ أكثر من عامين.

جفت ترعة المارة بالقرية، ففكر الأهالي في أن يكون هناك ماكينة ري كبيرة تنقذهم من عدم وجود مياه والتي تصل اليهم ٥ أيام فقط في الشهر بسبب جدول مديرية الري في تقسيم حصص الري علي القري، وخوفا من فقدان المحصول حاول الأهالي إيجاد حل بديل يتكاتف فيه الجميع لإنقاذ أراضيهم من العطش.

الواح شمسية 

مُتبرع مجهول

متبرع رفض ذكر اسمه أو الظهور أمام الجميع، أراد أن يساعد أهل قريته فقرر التبرع بإقامة ماكينة رى تكون صداقة جارية عنه هو وأبناءه “حاولنا التواصل معه ولكنه رفض الحديث” وهي سيدة من أهل القرية - كما أكد أهالي القرية دون ذكر اسمها.

بدأت الفكرة في إقامة ماكينة ري لسحب المياه الجوفية من باطن الأرض ولكن بحسابات الأهالي تبين ارتفاع التكلفة نظرا لأن الماكينات المتوفرة تعمل بالسولار وستكلف الري في المرة الواحدة اموالا كثيرة لتغطي عدد الافدنة الموجود بالقرية والذي يتخطي نحو 100 فدان، فاتجه الأهالي الي الطاقة الكهربائية لسحب المياه الجوفية ولكن اكتشفوا أنها ستكون باهضة التكاليف.

ماكينة ري تعمل بالطاقة الشمسية 

مهندس الطاقة النظيفة

“ايه رايكم نعملها بالطاقة الشمسية ده حاجه جديدة عاملينها في مزارع السادات بيطلعوا المياه الجوفية بالطاقة الشمسية” هكذا اقترح أحد المهندسين بالقرية خلال جلسة بين الأهالي، مؤكدا أن العالم يتجه الي الطاقة النظيفة خاصة أنها غير مكلفة .

بدأ الأهالي في التفكير واقتنع الكثير منهم بالفكره ولكن التكلفة كانت عائقا حتي أعلنت المتبرعة أنها ستتحمل كافة التكاليف لاقامتها ويعلن أحد الأهالي التبرع بقطعة الأرض.

ماكينة ري تعمل بالطاقة الشمسية 

فلاح يتبرع بأرضه

عبد الفتاح إسماعيل فلاح من أهل القرية أرهقته عدم وجود مياه للري فقرر التبرع بـ ١٧٥ متر من أجل بناء محطة الطاقة الشمسية.

احضر الأهالي مهندسا لديه شركة خاصة بتركيب الواح الطاقة الشمسية وبدأ في العمل حيث تم إقامة نحو ٣٦ لوح شمسي وغرفة تحكم بها جهاز صغير للتشغيل الي جانب حوض كبير به ماسورة علي عمق ١١٠ متر تقريبا وماتور يعمل بالطاقة الشمسية لاستخراج المياه الجوفية من باطن الأرض.

الواح شمسية 

الحُلم يتحول إلى حقيقة

أثار الأمر الدهشة لدي أهالي القرية ولكن سرعان ما تحول الحُلم الي حقيقة مع خروج أول قطرة مياه من باطن الأرض ليروي الأرض وسط دعوات للمتبرعين.

“ما بناخدش من حد ولا مليم وبنروي بالدور” هكذا قال عبد الفتاح إسماعيل المتبرع بالأرض والذي يشرف علي تشغيل ماكينة الري يوميا، مؤكدا أن العمل يبدا في الصيف من الثامنة حتي الرابعة عصرا حيث يتم ضخ المياه في ترعة القرية لري الأرض وفي فصل الشتاء من التاسعة صباحا حتي الثالثة مساءا.

الواح شمسية 

ري 150 فدانًا بالمشروع

وأضاف، أن المشروع قائم منذ أكثر من عامين ويستفيد منه نحو ١٥٠ فدان بالقرية وأصبحت القرية لا تعاني من نقص المياه الي جانب أنها طاقة نظيفة لا تلوث الجو كالسولار أو تكلفهم استهلاك كبير كالكهرباء.

وأشار إلي أن الفلاح يحتاج الي ماكينة صغيرة لسحب المياه من الترعة للوصول لارضه حيث يستغرق ري الفدان الواحد نحو ٤ أو ٥ ساعات ويتم الري حسب الدور المحدد للفلاحين.

 وداخل حوض المياه وجد أحد الفلاحين يغسل يده وقدمه ويشرب من المياه، محمد ياسين احد أهالي قرية سدود والمتسفيد من مياه الي قائلا “الله يبارك لهم ما بياخدوش مننا جنيه والزرع بيشرب وما عندناش مشكله والمياه زي الفل طالعة من عمق ١١٠ متر”.

الواح شمسية لتشغيل ماكينة ري

وأضاف ياسين، أنه يأتي في الثامنة صباحا وفقا لموعد مسبق للري لري أرضه الزراعية حيث أن المياه تتدفق سريعا داخل الحوض وتلقي مياها داخل الترعة ومنها الي أرضه والتي أصبحت مصدر رئيسي في ري أرضه


-