أصيب عشرات الموطنين، مساء أمس الثلاثاء، جراء اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه في بلدة حوارة جنوب مدينة نابلس الضفة الغربية المحتلة.
اعتداء قوات الاحتلال لبلدة حوارة
وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني، بإصابة 36 مواطنًا بجروح جراء اعتداء قوات الاحتلال ومستوطنيه على المواطنين في بلدة حوارة، وأشار إلى احتراق جزء من سيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر نتيجة استهدافها بقنابل غاز من جنود الاحتلال.
وأحرق عشرات المستوطنين ممتلكات المواطنين في بلدة حوارة، ونفذوا أعمال انتقامية في حوارة وبيت فوريك وغيرها من المناطق، فيما دعت مساجد حوارة المواطنين للتصدي للمستوطنين الذين يطلقون الرصاص الحي، وكان الوزير المتطرف ايتمار بن غفير دعا المستوطنين لحمل السلاح والاعتداء على المواطنين.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور جهاد الحرازين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن التطورات الجارية على الارض الفلسطينية وخاصة ما تشهده من حالة تصعيد متواصل من قبل حكومة الاحتلال التي ترغب بتفجير الاوضاع وتتنكر لكل محاولات وجهود التهدئة والوساطة التي جرت وتجرى في مشهد يدلل على ان هذه الحكومة اليمنية المتطرفة لا ترغب بتحقيق حالة من الهدوء والعودة الى عملية سلام ومفاوضات جادة.
حكومة الاحتلال تعمل وفق اجندة
وأوضح الحرازين ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن حكومة الاحتلال تعمل وفق اجندة ترتكز بالأساس على المزيد من الاقتحامات للمدن الفلسطينية ومواصلة ارتكاب الجرائم وعمليات القتل والاعدامات بدم بارد وهدم البيوت والتوسع الاستيطاني الذي تجاوز كل الحدود وفى تجور جديد لعمليات الاقتحام استخدمت الطائرات والاسلحة الثقيلة في جنين ونابلس الامر الذي ادى الى تفجر الأوضاع.
وتابع: ولذلك كان هناك رد فعل فلسطيني للدفاع عن أنفسهم امام تلك الهجمة الشرسة من قبل جيش الاحتلال حيث ليس من المقبول ان يقتل ويعتقل مئات الشعب الفلسطيني وتهدم البيوت وتنتهك الحرمات وتسرق الترض ويبقى متفرجا او غير مسموح له بالدفاع عن نفسه.
وواصل: ووفقا لهذا الامر فان حكومة نتنياهو تتحمل المسؤولية الكاملة عن تفجر الاوضاع وما ستؤول اليه حول ذلك على المجتمع الدولي التدخل العاجل لوقف الجرائم الاسرائيلية وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ومحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية والا ستذهب الاوضاع الى ما لا يحمد عقباه.
شعبنا لن يفقد الوسيلة في الدفاع
ومن جانبه، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن الاحتلال تعود خلال الأشهر الماضية دخول قواته الخاصة من وحدات المستعربين مناطق الضفة الغربية وتنفيذ عمليات اغتيال ضد الشباب الفلسطيني.
وتابع الرقب ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، ولكن تفاجأ قبل يومين إن مخيم جنين تجهز لاستقبال هذه القوة الخاصة من خلال كمين من العبوات الناسفة والاشتباك المباشر، هذا الحدث رغم ارتقاء ستة شهداء من شعبنا في مخيم جنين أحدث صدمة في جيش الاحتلال من حجم المقاومة وتطورها، وبدأ الكثير من صناع القرار داخل دولة الاحتلال بالتهديد بتنفيذ عملية عسكرية في الضفة الغربية حتى لا تتسع رقعة المقاومة.
واستطرد: وفي اليوم التالي من جريمة جنين خرج بطلين أمس من قرية عوريف قضاء نابلس ليثأر لشهداء جنين داخل مستوطنة عيلي وقتلوا بكل شجاعة أربعة مستوطنين واصابوا أربعة آخرين.
وأكد أن هذه الأحداث المتسارعة المسبب لها هو الاحتلال الإسرائيلي الذي يصنع العنف والإرهاب، ويتوقع أن يجلب له هذا الامان، مشاهد المستوطنين أمس وصباح اليوم وهم يحرقون المنازل والعربات الفلسطينية ويعتدون على القرى الفلسطينية مثل حوارة و ترمسعيا وبرقين وغيرها من القرى.
وأضاف أن هذا الاجرام الذي يتم بحماية جيش الاحتلال صورة واضحة لإرهاب جيش الاحتلال والمستوطنين، حكومة نتنياهو التي يقودها المتطرفين سيموتريتش وبن غفير لن يستطيعوا جلب الأمن لكيانهم وشعبنا لن يفقد الوسيلة في الدفاع عن نفسه ومقدساته، لقد حاولت الولايات المتحدة الأمريكية ودول عربية مثل مصر والأردن دفع الاحتلال للتوقف عن التصعيد ضد شعبنا ووقف اقتحامات المدن الفلسطينية التي تقع تحت السيادة الأمنية الفلسطينية.
ضرورة الاعتراف بحقوق الفلسطينيين
وواصل: ولم يلتزم الاحتلال بمخرجات لقائي العقبة وشرم الشيخ، واستمر في القرصنة على أموال الشعب الفلسطيني واقتحام المدن، والسعي لإضعاف السلطة الفلسطينية التي لازالت متمسكة بشعرة معاوية المتمثلة في التنسيق الأمني، إلا أن الاحتلال لم يكترث وينفذ ما يمليه عليه غولاة المتطرفين أعضاء حكومة نتنياهو.
وأوضح الرقب أنه من المتوقع رغم كل النداءات في المستوى السياسي الإسرائيلي بشكل هجوم واسع على الضفة الغربية بتنفيذ عملية محدودة كما يوصي الشاباك، مع زيادة نشاط القوات الخاصة الاسرائيلية، لان أي عملية عسكرية واسعة على الضفة الغربية قد تدفع لسقوط السلطة الفلسطينية ولن تكون نزهة لجيش الاحتلال الذي سيدفع ثمن بالتأكيد.
وقال إن على الاحتلال الإسرائيلي ومعه للولايات المتحدة الأمريكية سلبية الدور إدراك واقع مهم بأن الشعب الفلسطيني سأم الاحتلال ولن يكسره ارهاب جيش الاحتلال ومستوطنيه، وعليهم إدراك ضرورة الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني والانسحاب من أراضي الدولة الفلسطينية ودعم قيام دولة فلسطينية تعيش بسلام بجانب دولة الاحتلال دون ذلك سيستمر الصراع سنوات ولن يرفع الشعب الفلسطيني الراية البيضاء.
واختتم قائلا: مطلوب أيضا من السلطة الفلسطينية التوقف عن انتظار تغير في موقف الاحتلال اتجاهها والتوجه لترتيب البيت الفلسطيني من خلال العودة للشعب الفلسطيني لاختيار قيادته بطريقة ديموقراطية ووضع استراتيجية واحدة بمشاركة كل الفصائل بالعملية الديموقراطية لمواجهة الاحتلال.