تتنوع مجالات التعاون بين مصر وإيطاليا خاصة في مجال الطاقة والصناعات التحويلية، حيث تتواجد الكثير من الشركات الإيطالية الرائدة في مجال البحث والتنقيب العاملة داخل السوق المصرية، وعلى رأسها شركة "إيني" عملاق الطاقة.
شركات إيطاليا للتعدين
واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي الثلاثاء، عدداً من رؤساء شركات التعدين الإيطالية، وهي شركات "بيرتون"، و"مينيرالي اندستريالي"، وشركة BSM، وذلك بحضور الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والمهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، والفريق أحمد الشاذلي رئيس هيئة الشئون المالية للقوات المسلحة، واللواء أركان حرب وليد أبو المجد مدير عام جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، واللواء أركان حرب عبد السلام شفيق رئيس الشركة المصرية للتعدين وإدارة واستغلال المحاجر والملاحات، و "شريف الغريب" رئيس شركة "الشريف براند جروب"، بالإضافة إلى السفير "ميكيلي كواروني" سفير إيطاليا بالقاهرة.
وأكد الرئيس السيسي، تقدير مصر لعلاقاتها التاريخية الراسخة مع إيطاليا، والحرص على تطويرها في مختلف مجالات التعاون الثنائي، مشيراً في هذا الصدد إلى اهتمام مصر بجذب استثمارات الشركات الإيطالية الكبرى في قطاع التعدين، والصناعة التحويلية، بهدف زيادة القيمة الصناعية المضافة، وتوطين الصناعة ونقل المعرفة والتكنولوجيا، وبناء القدرات المصرية في هذه الصناعات الأكثر تطوراً، على النحو الذي يتيح آفاقاً واسعة أمام الاقتصاد الوطني لتوفير المزيد من فرص العمل المتميزة، وزيادة الإنتاج والصادرات إلى مختلف دول العالم.
وتناول اللقاء استعراض آفاق التعاون مع الشركات الإيطالية لتعظيم الاستفادة من الثروات المعدنية في مصر، في ضوء النجاح الكبير لنموذج التعاون الصناعي بين مصر وإيطاليا في مشروع مجمع مصانع إنتاج الكوارتز بالعين السخنة، الذي شهد افتتاحه الرئيس في مايو الماضي.
دفع الاستثمار الخاص
وأعرب مسئولو الشركات الإيطالية عن تطلعهم لتكثيف العمل نحو تعميق مسيرة التعاون مع مصر، منوهين إلى ما تعكسه المتابعة الدقيقة من جانب الرئيس لجهود دفع الاستثمار الخاص من حرصٍ للدولة على تحقيق طفرة حقيقية في هذا المجال، ومؤكدين التزامهم بتعزيز التعاون المثمر مع مصر في مجال الأنشطة التعدينية، لاسيما في ظل ما تحظى به من ثروات كامنة من الخامات المعدنية، وكذا استفادةً من المناخ الاستثماري الجاذب في قطاع التعدين في مصر.
ويقول الدكتور حسن بخيت، الخبير البترولي، إن الاحتكاك بالخبرات الأجنبية والوقوف على تجارب الآخريين يمثل دفعة قوية للنهوض بقطاع الثروة المعدنية، مؤكدا أن الخبرة الإيطالية مميزة بقطاع الرخام والجرانيت والأحجار.
ولفت بخيت - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن "هناك اتجاها عالميا لكبريات الشركات العاملة في مجال البحث والتنقيب ومنها الشركات الإيطالية للعمل داخل السوق المصرية والقيام بعمليات بحث وتنقيب وهذا ما أوضحته الاكشافات الأخيرة".
والجدير بالذكر، أن حجم التبادل التجاري بين مصر وإيطاليا بلغ 5 مليارات دولار، ومؤهل للزيادة، مشيرا إلى أن الاقتصاد الإيطالي يعتمد على الصناعات الصغيرة والمتوسطة، وهذا يتواكب مع القدرات المصرية، في عدة مجالات مثل النقل، والزراعة، والطاقة.
وتعد إيطاليا أول شريك تجاري أوروبي لمصر وأهم بوابة للسلع والمنتجات المصرية للوصول إلى السوق الأوروبية.
وشاركت إيطاليا الدولة المصرية مصنع معالجة "الكوارتز" في العين السخنة، وبالفعل تعاونت مصر مع شركة "بريتون" الإيطالية وهو مثال عملي على الإمكانات الكبيرة للتعاون الصناعي بين مصر وإيطاليا، الذي سيتمكن من إنتاج منتجات راقية بأحدث الأجهزة الإيطالية تصل إلى أهم الأسواق العالمية.
ويهدف هذا المشروع إلى أمرين؛ الأول توفير القيمة المضافة للصادرات المصرية من المواد الخام، والثاني خلق مجال ملائم للإنتاج بأعلى جودة.