يصادف اليوم 19 يونيو ذكرى وصول تمثال الحرية الذي جاء كهدية من الشعب الفرنسي إلى الشعب الأمريكي إلى ميناء مدينة نيويورك.
تمثال الحرية يعود لفلاحة مصرية
بداية التمثال كان لفلاحة مصرية، وبدأت القصة عندما سافر النحات الفرنسي "فريدريك بارتولدي" في 1869 إلى مصر حاملا معه نموذجا مصغرا عن التمثال بطلب من الخديو اسماعيل نفسه، فاقترحه عليه بديلا عن مشروع تمثال ديليسبس ليأتي كرمز لحرية الملاحة والصداقة بين الشعوب مع وضع عبارة "مصر تحمل الضوء لآسيا" في قاعدته حين نصبه عليها عند مدخل قناة السويس، وكانوا افتتحوها في 16 نوفمبر ذلك العام.
وكانوا سيصنعون تمثال الفلاحة المصرية عملاقا أيضا وبوضعية تمثال الحرية النيويوركي نفسها، لكنه كان لسمراء تحمل الجرة بدلا من المشعل، أو ما يطلق عليه المصريون اسم "البلاص" المعروف بأنه زاد الخير من عسل أو جبن أو زيتون منذ زمن الفراعنة، وصاحبة التمثال هي رمز الزاد الحديث للخير في مصر الحديثة.
لكن الخديو اسماعيل فوجئ بتكاليف التمثال الباهظة ، و هو ما يزيد على 600 ألف دولار كتكاليف للتمثال وقاعدته وملحقاتها، و يكفى ما تم دفعه لحفر القناة وحفل افتتاحها، فصرف النظر عن التمثال، وولى الفرنسي بارتولدي وجهه شطر الولايات المتحدة متساهلا مع الأمريكيين أكثر بكثير مما تساهل مع المصريين .
عرض صانع التماثيل الفرنسي أن يكون تمثاله هدية تقدمها فرنسا للولايات المتحدة لمناسبة المئوية الأولى لاستقلالها، مشترطا أن يكون بناء القاعدة على عاتق الأمريكيين، فوافقوا سريعا ..
جمع الأمريكيون التبرعات فبنوا قاعدة التمثال وملحقاته، وافتتحه الرئيس الأمريكي آنذاك ، غروفر كليفلاند، في 28 أكتوبر 1886 باحتفال مهيب ، وفيه ألقى كلمة وقال: "لن ننسى أن الحرية اتخذت لها بيتا في هذا المكان" ..
ويرتاد "مزار الحرية الدولي" في نيويورك أكثر من 3 ملايين و500 ألف سائح بالعام، ومن الصعب أن تجد من يعرف منهم بأن "الليدي ليبرتي" كما يسمون صاحبة التمثال، وهي شارلوت بيسر، والدة بارتولدي نفسه، ليست في الحقيقة سوى فلاحة مصرية رآها بارتولدي في مدينة الأقصر وكان تمثالها سيرتفع قبل 125 سنة عند أهم معبر مائي في العالم، لو كان في الخزينة المصرية 600 ألف دولار.