تفاصيل مثيرة في واقعة مقتل طبيب الساحل على يد صديقه الطبيب، كشفتها تحقيقات النيابة العامة، حيث تبين من التحقيقات أن المجني عليه الطبيب أسامة توفيق - طبيب عظام بمعهد ناصر - أختفى في الرابع من شهر يونيو الجاري، وكانت آخر مشاهدة له برفقة صديقه الطبيب أحمد شحته، وعامل لديه بالعيادة.
تحقيقات النيابة في مقتل طبيب الساحل
وأعترف المتهم الطبيب أحمد شحتة صديق المجني عليه طبيب الساحل، خلال تحقيقات النيابة العامة باعترافات تفصيلية حيث أكد على علمه بأن المجني عليه ميسور الحال، ودائم حيازة العملات الأجنبية والبطاقات الائتمانية، حيث خطط في غضون شهر مايو مع المتهمة الثانية «محامية» والمتهم الثالث «عامل بالعيادة» على استدراج المجني عليه لسرقته.
[[system-code:ad:autoads]]
وقال المتهم، إنه اتفق مع المحامية «المتهمة الثانية» على استدراجه إلى وحدة سكينة يستأجرها العامل «المتهم الثالث» وذلك بحجة توقيع كشف طبي منزلي فيها، وقامت المتهمة الثانية بشراء عقارا مخدرا وصفه لها المتهم الأول، وفي الثالث من يونيو الجاري طلبت المحامية من طبيب الساحل المجني عليه الكشف الطبي المنزلي، وحدد العامل بالعيادة عنوان الوحدة السكنية المستدرج إليها.
وتابع المتهم بقتل طبيب الساحل، في يوم الرابع من يونيو الجاري، توجه المجني عليه طبيب الساحل الدكتور أسامة صبور، إلى الشقة المستأجرة وفور وصوله إليها برفقة العامل، قيده الطبيب والعامل وحقناه بالمخدر فأغشى عليه، وسرقا منه حافظة النقود وبطاقات الإئتمان التي كانت بجوزته، وأغلقا هاتفه وأتلفاه خشية تتبعه.
إعترافات قاتل طبيب الساحل
وأضاف قاتل طبيب الساحل في إعترافاته، أن المجني عليه طبيب الساحل بدأ في إستعادة وعيه فقاما بحقنه مرة أخرى بالمخدر ونقلاه إلى عيادة المتهم الطبيب أحمد شحتة في الساحل فجر يوم 5 يونيو، خشية من إفتضاح أمرهم، ووضعوه داخل حفرة كان المتهم الأول أعدها لتخزين أدوية فيها لبيعها لاحقا، وحين إستعاد الطبيب أسامة توفيق وعيه خدره الطبيب مرة ثالثة وتركه دون مأكل أو مشرب يومين متتابعين حتى توفى، ثم قام بدفنه هو والعامل داخل الحفرة وفرا هاربين.
وأعترف المتهم الثالث «عامل العيادة» بأن الطبيب المتهم أحمد شحتة على علاقة عاطفية بالمتهمة الثالثة «المحامية»، وأن المتهم الأول شرح له الواقعة على أنه سيقوم باستدراج المجني عليه طبيب الساحل وسرقته للإنتقام منه بسبب خلافات بينهم، وقام بالفعل باستئجار شقة وأخبرا المجني عليه طبيب الساحل بمكانها وبعدما توفى ساعده في دفنه داخل الحفرة في العيادة.
كما إعترفت المتهمة الثالثة «المحامية» أمام النيابة العامة، بأن الطبيب المتهم أحمد شحتة وعامل العيادة قاما بحفر الحفرة داخل العيادة قبل الواقعة بفترة بغرض قتل المجني عليه والتخلص من جثمانه بدفنه فيها بعد سرقة أمواله، أو طلب فدية من أسرته نظير إطلاق سراحه، وأجرى المتهمون محاكاة مصورة لجريمتهم داخل الوحدة السكنية وكذا العيادة المعثور بها على جثمان المجني عليه.
قصة مقتل طبيب الساحل
تحقيقات النيابة العامة في جريمة مقتل طبيب الساحل، بدأت بإخطارا ورد من الأجهزة الأمنية يوم 12 يونيو الجاري، تضمن تغيب المجني عليه طبيب الساحل الدكتور أسامة توفيق - طبيب عظام بمستشفى معهد ناصر - منذ الرابع من يونيو، وأن المشاهدة الأخيرة له كان متوجها إلى مقر عمله ثم أغلق هاتفه وأختفى آثره، وتمكنت أجهزة أمن القاهرة من تحديد أخر مكان وزمان لتواجد المتهم.
حيث كشفت تحريات الأجهزة الأمنية في القاهرة، وإستخدام التقنيات الحديثة أن المجني عليه طبيب الساحل كان برفقة صديقه المتهم أحمد شحته - طبيب العظام بمعهد ناصر - وانتقلت الشرطة إلى مقر العيادة الخاصة به، فوجدت آثار ترميمات بها وحفر حديث وأجولة تحتوي على مخلفات حفر، بالإضافة إلى انبعاث رائحة كريهة في العيادة، فاشتبهت في وجود جثمان موجود بها.
وأنتقل فريق من النيابة العامة إلى مقر عيادة المتهم بقتل طبيب الساحل لمعاينتها، وبرفقتها فريق الطب الشرعي والإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية، وتبين انبعاث رائحة كريهة من العيادة وبعثرة في محتوياتها، كما تم العثور على آثار دماء بها، وأدوات حفر وهدم مستخدمة، ومخلفات حفر أيضا وملاءات طبية، وتمكنت النيابة من تحديد مصدر الرائحة، أسفل أعمل ترميم حديثة أسفل ثلاجة بإحدى الغرف، وأمرت بالحفر فعثرت على جثمان المجني عليه طبيب الساحل.
تفاصيل العثور على جثمان طبيب الساحل
وكلفت النيابة الطبيب الشرعي بإجراء الصفة التشريحية على الجثمان، لبيان ما به من إصابات وسبب وكيفية الوفاة، وأخذ عينات منه لاستخلاص البصمة الوراثية، وفحص آثار الدماء المعثور عليها بالعيادة، ومضاهاتها بالبصمة الوراثية للمجني عليه، وكذا فحص العقاقير الطبيب المعثور عليها في العيادة، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة.
وأسفرت جهود الأجهزة الأمنية في القاهرة، من خلال فحص كاميرات المراقبة بمحيط العيادة عن رصد خطوط سير المجني عليه طبيب الساحل حيث تبين خروجه من مستشفى معهد ناصر يوم 4 يونيو الجاري، برفقة أحد المتهمين الثلاثة «عامل العيادة» ودخولهما عقارا بشارع مسجد الرحمة ثم خروجهما ومعهما الطبيب المتهم من ذات العقار في صباح اليوم التالي.
وتبين من التحريات قيام المتهم الأول «طبيب العظام» والمتهم الثالث «عامل العيادة» بشراء مواد بناء من حانوت على مقربة من العيادة على مدار شهرين بحجة القيام بأعمال ترميم فيها، وعبوات مياه نار بحجة وجود إنسداد بحمامها وتوليا نقلها بنفسهما، وعقب تقنين الإجراءات ألقت الأجهزة الأمنية في القاهرة، القبض على المتهمين وأمرت النيابة العامة بحبسهم 4 أيام على ذمة التحقيقات لاتهامهم بقتل المجني عليه عمداً مع سبق الإصرار المقترن بجريمة السرقة بالإكراه.