الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هدنة جديدة وتسهيل دخول السودانيين لمصر.. ماذا قدمت القاهرة للخرطوم؟

الرئيس السيسي
الرئيس السيسي

تبذل مصر، منذ اندلاع الأزمة السودانية جهودا كبيرة للتهدئة، والعمل على سلامة ووحدة أراضي السودان، وشعبه، فيما أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس الأحد، خلال استقباله نائب رئيس مجلس السيادة السوداني مالك عقار ووفد مرافق له، أن  مصر تبذل أقصى الجهد لتحقيق التهدئة وحقن الدماء ودفع مسار الحل السلمي في السودان، وشدد على  دعم مصر الكامل لـ السودان وتماسك دولته، ووحدة وسلامة أراضيه.

وأكد الرئيس السيسي، أن وقف الاقتتال وإطلاق النار بشكل دائم وشامل، وبدء عملية الحوار السلمي بما يفضي إلى تحقيق إرادة الشعب السوداني في الأمن والاستقرار والتنمية، هي الأولويات التي ينبغي تكثيف الجهود من أجل تنفيذها.

وتابع السيسي: "مصر كانت وستظل دائما سندا وعونا للسودان الشقيق، خاصة خلال الظروف الدقيقة التي يمر بها، أخذا في الاعتبار الروابط التاريخية بين الشعبين والمصلحة الاستراتيجية المشتركة التي تجمع البلدين الشقيقين". 

ومن جانبه، قال وزير الخارجية، سامح شكري، أن فيما تعلق بالسودان بالتأكيد موضوع السودان أخذ حيز كبير في المشاورات فيما بيننا لأن هذه القضية لها تأثير واسع على أمن واستقرار المنطقة وأمن واستقرار أوروبا.

سلبيات الأزمة على الشعب السوداني 

وأضاف شكري- خلال مؤتمر صحفي مع الممثل الأعلى لشئون الخارجية والسياسية والأمنية بالاتحاد الأوروبي، أن ما يحدث في المنطقة له تأثير على أمن البحر الأحمر، وقضية مقاومة الإرهاب، وأهمية الحفاظ على استقرار الدول والمؤسسات الشرعية وعدم انزلاقها للفوضى. 

وتابع كل ذلك له تأثير بالغ على مقدرات الشعب السوداني، وبالتأكيد العلاقة التي تربط الشعبين الشعب المصري والشعب السوداني علاقة كبيرة، والتلاحم شعبي والتواصل الجغرافي يجعل أي شيء يحدث لأي جانب بالتأكيد سيكون له تأثير على الجانب الآخر.

ويقول الكاتب الصحفي، السماني عوض الله، رئيس تحرير موقع "الحاكم نيوز" السوداني، إنه يعتقد أن الوضع في أشد الحوجة لهدنة لوقف إطلاق النار، وذلك لإيصال المساعدات الإنسانية للمحاصرين داخل الخرطوم، وللمتأثرين أيضاً  في مدينة الجنينة بغرب دارفور، مشيراً إلى أنهم يعيشون أوضاعاً مأساوية ويحتاجون للغذاء والدواء.

وأضاف السماني عوض الله، في تصريحات لــ"صدى البلد"، أن الهدنة التي بدأت أمس يتوقع لها نجاح نسبي، نسبة للوضع الإنساني الحرج، ولا أعتقد انها تصمد لمدة ثلاثة أيام متتالية، وذلك حسب تجارب الهدن السابقة، ولكن يتوقع أن تحقق نوعاً من النجاح وذلك يعود الي عدم الثقة بين الطرفين.

استصدار تأشيرات دخول السودانيين لمصر

وتابع: "يعتقد كل طرف أن الطرف الآخر يريد تحقيق مكاسب جديدة على الأرض، فلذا ستشهد هذه الهدنة بعض الخروقات خاصة من ميليشيا الدعم السريع التي ظلت لا تحترم أي اتفاق لغياب الاتصال والتنسيق بين قياداتها وجنودها المنتشرين في الأحياء السكنية".

واستطرد: "لا تصمد الهدن لعدم توفر الثقة بين الطرفين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع المتمردة بجانب أن الميليشيا تسعى من خلال هذه الهدن للحصول على الإمداد العسكري والغذائي بعد أن قامت القوات المسلحة بتضييق الخناق عليها وقطع خطوط الإمداد".

ومن جانبه، أشاد نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، مالك عقار، بالدور الإنساني الذي تلعبه مصر في استقبال المواطنين الفارين من هول المعارك القائمة منذ أكثر من شهرين، بين الجيش السوداني ومليشيات الدعم السريع، قائلا: "مصر تلعب دورا أخويا في التعامل مع تداعيات الأزمة، وهو ما حظي بإشادة واسعة، مؤكدا أنه حرص على توجيه الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي على هذا الدور".

وأضاف عقار، أن مصر تعمل على تسهيل دخول السودانيين مع مراعاة البُعد الأمني في هذه القضية، وأشار إلى إمكانية حدوث تسريع في استصدار تأشيرات دخول السودانيين إلى مصر، وأكد أن بلاده ترحب بكل المبادرات الساعية إلى حل الأزمة، لكنها تعمل في الوقت نفسه على التحقق من هذه المبادرات، بما يحافظ على سيادة الدولة السودانية وتحترم مؤسساتها ورغبات السودانيين.

وقف إطلاق النار بحيز التنفيذ

كما أكد علي ضرورة إيجاد حل للأزمة، يضمن عدم تكرارها مستقبلا، ومن ثم العمل على بناء الدولة السودانية الجديدة.

وأعلنت المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، الأحد الماضي، أن القوات المسلحة السودانية، وقوات الدعم السريع، أظهرتا قيادة وسيطرة فعالة على قواتهما خلال فترة وقف إطلاق النار الذي جرى بتاريخ 10 يونيو 2023م، ما أدى إلى تراجع حدة القتال وانحساره في جميع أنحاء السودان ومكّن من إيصال المساعدات الإنسانية الحيوية وتحقيق بعض تدابير بناء الثقة.

وأضافت الدولتان في بيان مشترك، أنهما تعربان عن أسفهما الشديد جراء عودة الطرفين إلى أعمال العنف فور انتهاء فترة وقف إطلاق النار، وتؤكدان على أن الحل العسكري للصراع غير مقبول وتدينان بشدة تلك الأعمال وتدعوان إلى وقفها فوراً.

ورحّبت قوات الدعم السريع، بإعلان السعودي الأمريكي المشترك والذي ينص على وقف إطلاق النار والهدنة لمدة 72 ساعة تبدأ في تمام الساعة السادسة من صباح يوم غدٍ الأحد 18 يونيو حتى السادسة صباحاً من يوم الأربعاء 21 يونيو. 

وأكدت قوات الدعم السريع في بيان، أمس السبت، التزامها التام خلال هذه الفترة بالوقف الكامل لإطلاق النار في جميع أنحاء السودان بما يخدم أغراض الهدنة الإنسانية وتسهيل إيصال المساعدات الانسانية للمدنيين، وزيارة المرافق العامة كالمستشفيات ومحطات المياه والكهرباء من أجل إصلاحها وإعادة تشغيلها وفتح الممرات الآمنة للمواطنين. 

واالجدير بالذكر، أن مصر تعمل قيادة وحكومة وشعبًا على دعم الاستقرار داخل  السودان الشقيق، لما يمثله من امتداد للأمن القومي المصري، إضافة إلى العلاقات القوية التي تجمع شعبي وادي النيل والممتدة لآلاف السنين.