يعتبر الكاتب محمد أبو العلا السلاموني، الذي وافته المنية، اليوم، أحد أهم كتاب الحركة المسرحية، وأحد الأعمدة الكبار، وهو واحد من كتاب الجيل الثالث في المسرح المصري، والذي جاء بعد جيلين؛ الأول منهما هو جيل الرواد، ممثلاً في توفيق الحكيم ومعه كتّاب المسرح الشعري مثل أحمد شوقي وعزيز أباظة، والثاني منهما (جيل الستينيات)، ممثلاً في عدد كبير من كتاب المسرح منهم يوسف إدريس، ونعمان عاشور، وسعد الدين وهبة، والفريد فرج، ومحمود دياب، وصلاح عبد الصبور، وميخائيل روما، وغيرهم.
معلومات عن محمد أبوالعلا السلاموني
ونرصد في هذا التقرير أبرز المعلومات عن الراحل محمد أبو العلا السلاموني، حيث أنه وُلد محمد أبو العلا السلاموني في محافظة دمياط في 3 يناير 1941، تخرج من كلية الآداب جامعة القاهرة عام 1968، عمل كمدير عام المسرح بالهيئة العامة لقصور الثقافة، كما عمل كعضو في اللجنة الدائمة للمسرح بالمجلس الأعلى للثقافة، كتب أكثر من ثلاثين مسرحية عرضت على جميع مسارح مصر ( القومــــى – الحديث - البالون – الطليعة – الكوميدى – السامر – الهناجر – ميامي – المسرح الجامعى والشباب – مسارح الأقاليم) ، شارك في إخراجها كبار المخرجين منهم عبد الرحيم الزرقاني وسعد أردش وكرم مطاوع وجلال الشرقاوي .كتب للمسرح الخاص والمسرح الاستعراضى والمسرح المدرسى ومسرحة المناهج.
تولى عدة مناصب منها: رئيس تحرير سلسلة " نصوص مسرحية " حتى 2012، عضو اللجنة الدائمة للمسرح بالمجلس الاعلى للثقافة، عضو نقابة المهن التمثيلية والسينمائية، رئيس مهرجان الجمعيات الثقافية – برج العرب 2007، رئيس المهرجان الختامي لفرق الأقاليم المسرحية 2009، رئيس لجنة تحكيم مهرجان مسرح الغرفة بدمياط 2014، رئيس لجنة تحكيم جريدة المساء للنص المسرحي 2012، رئيس لجنة تحكيم مهرجان المسرح العربي بالقاهرة 2014، رئيس لجنة تحكيم أيام الشارقة المسرحية 2010، رئيس المؤتمر القومى الرابع للمسرح المصري – مايو 2013، رئيس لجنة التحكيم بالمهرجان القومي للمسرح المصري – يوليو 2017.
أعمال محمد أبو العلا السلاموني
كتب للدراما التلفزيونية مسلسلات اجتماعية وتاريخية منها ( البحيرات المــرة – الحب فى عصر الجفاف – صفقات ممنوعة – رسالــة خطرة – أحــلام مسروقة – الورثــة – المتاهة – قصة مدينة – حكاية بلا بداية ولا نهاية – اللص والكلاب – كفر الجنون- الفراشات تحترق دائما – نسر الشرق صلاح الدين – زهرة الياسمين – محمد على باشا– سنوات الحب والملح – المصري افندى)، أخرجها كبار المخرجين منهم علوية زكي و حسام الدين مصطفى و محمد فاضل، أصدرت له الهيئة العامة للكتاب أربعة مجلدات تضم أعماله الكاملة من المسرحيات التي سبق نشرها أو عرضها.
عرضت مسرحياته على جميع مسارح مصر مثل: القومي، الحديث، البالون، الطليعة، الكوميدي، السامر، الهناجر، مسارح الأقاليم. حصل السلاموني على جائزة الدولة في الآداب عن النص المسرحي سنة 1984، وجائزة وسام الدولة في العلوم والفنون من الطبقة الأولى سنة 1986، وجائزة أحسن نص مسرحي من معرض القاهرة الدولي للكتاب سنة 1992، وجائزة أحسن نص مسرحي بالفصحى من منظمة الأليسكو في مهرجان قرطاج الدولي سنة 1995، وحصل على الميدالية الذهبية لأحسن سيناريو في الدراما التليفزيونية من مهرجان القاهرة الدولي للإذاعة والتليفزيون سنة1997، وفاز بجائزة التأليف في مهرجان المسرح المصري القومي الرابع عن مسرحية تحت التهديد التى قدمها مسرح الهناجر.
ما يميز تجربة أبو العلا السلاموني أن لديه مشروعاً مسرحياً متكاملاً وكاملاً؛ يكتب ويعرف لماذا يكتب؛ يكتب ويعلم أن الكتابة ضرورة؛ يكتب محدداً موقفه تجاه الواقع، ورؤيته الفنية تعكس هذا الموقف بشكل متميز ولافت. تعامل مع التراث التاريخي لضرورة حين استخدمه كوسيلة إسقاط على الواقع بقضاياه السياسية والاجتماعية، وتعامل مع التراث الشعبي مُستلهماً منه العناصر التي بها يستطيع تقديم مسرح له ملامح وهوية، ومعياره في كل الحالات هو صدق التناول وبراعة المعالجة ووضوح الرسالة.