حُكم من أفطر شهر رمضان سنوات عديدة - خمس سنوات أو أكثر.. سؤال أجاب عنه الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم، أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط.
حُكم من أفطر شهر رمضان سنوات عديدة
يقول السائل: أفطرت في رمضان الماضي ولمدة عدة سنوات أو يزيد .. ماذا أفعل ؟، ليوضح "مرزوق" أن المسلم الذي يترك فريضة الصيام مُتعمداً دون عذر مُسلّم يقيم على معصية عظيمة وكبيرة من الكبائر، والواجب عليه حينئذ أن يقوم بشيئين.
وأشار إلى أن أولهما: قضاء ما فاته من الصوم باتفاق المذاهب بأن يصوم شهرًا عن عن كل سنة من السنوات الماضية .
وثانيهما: عليه الكفارة بصيام شهرين متتابعين، لافتا إلى أنه نظرًا لتعدد الكفارات فإن الحنفية قالوا: لا تتعدد الكفارات بتعدد ما يقتضيها مطلقا سواء كان التعدد في رمضان واحد أو في متعدد من سنين مختلفة.
وشدّد: إن عجز عن الصيام أطعم ستين مسكينًا أكلتين مُشبعتين من أوسط ما يأكل هو وأولاده .
ونبّه العالم الأزهري إلى حرمة الإفطار عمدًا في رمضان، كما يفعل بعض المُستهترين من المسلمين، وأن الواجب على المسلم أن يُحاسب نفسه وأن يقضي ما عليه قبل موته حتى لا يندم يوم لا ينفع الندم.
ما فضل الصدقة في رمضان؟
يقول الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء: اختص بها ربنا شهر رمضان الكريم وذلك بأن جعل الصدقة فيه خير من غيره، وللصدقة عمومًا فضل كبير في الإسلام فقد ورد عن النبي ﷺ أنه قال: «الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار» [رواه الترمذي]. وقال ﷺ: أفضل الصدقة صدقة المُقل: «يا رسول الله، أي الصدقة أفضل؟ قال: جهد المقل، وابدأ بمن تعول» [رواه أبو داود وابن خزيمة والحاكم].
وروي عنه ﷺ أنه قال: «إن أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مؤمن، تكشف عنه كرباً، أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً» [ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج]. وقوله ﷺ : «من أفضل العمل: إدخال السرور على المؤمن يقضي عنه ديناً، يقضي له حاجة، ينفس له كربة».
وتابع: بل إن الصدقة لتباهي غيرها من الأعمال وتفخر عليها؛ وفي ذلك يقول عــمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ: «إن الأعمال تتباهى فتقول الصدقة: أنا أفضلكم» [رواه ابن خزيمة والحاكم في المستدرك].
وكان النبي ﷺ يكثر من الصدقة في شهر رمضان، فعن ابن عباس رضي الله عنه قال : «كان رسول الله ﷺ أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله ﷺ أجود بالخير من الريح المرسلة».
ولقد حث الشرع الشريف على الصدقات في شهر رمضان ورغب فيها، ومن هذه الصدقات التي حث عليها، إفطار الصائم، فعن النبي ﷺ قال : «من فطر صائماً كان له مثل الأجر غيره أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء» [رواه أحمد والنسائي].