EN 
من أغرب التصريحات التى طالعتنا بها وسائل الاعلام ، الرفض الغربى المسبق للدور الافريقى من أجل حل النزاع الروسى الأوكرانى . فلابد ان تتعجب من تصريحات أوربية تؤكد رفضها لأية مقترحات سيتقدم بها الوفد الافريقى الحالى المعنى بالصراع الروسى الأوكرانى ، والأغرب تعرفك على السبب وهو أن هذا الوفد موالى لروسيا !! فهل بهذا الرفض المسبق يتأكد لنا العكس ؛ بمعنى أنه لو أن هذا الوفد سيصنف بأنه موالى للغرب كانت ستقبل مقترحاته وتوصياته ؟ وأيضا السؤال الذى سيفرض نفسه أيضا.
لماذا هذا الحكم المسبق ؛ مع أن المصلحة العامة تقتضى ان نرحب بأية جهة تضع على طاولة المفاوضات الروسية الأوكرانية آراء وحلولا تنهى صراعا داميا يمضى فى عامه الثانى وربما يستمر لاعوام لايعلمها الا الله سبحانه وتعالى . الغريب أيضا ماتستشعره كمواطن طبيعى ، بلا أهواء أو أهداف سياسية ، بأن هناك أيادى خفية وعقولا تعمل ليل نهار على إطالة أمد النزاع الروسى الأوكرانى .
أضف الى كل ماسبق حرص الوفد الافريقى المكون من ستة دول؛ حرصه على انهاء الحرب الروسية الاوكرانية التى تركت آثارا سلبية جمة على كافة بلدان العالم وبخاصة دول العالم النامى التى عانت الامرين من ارتفاع الاسعار وبخاصة اسعار المواد الغذائية والوقود . ويرى آخرون من أهل الخبرة، أن الاستباق العربى لنتائج الجولة الافريقية ليس الا محاولات لاجهاض محاولات القارة السمراء بأن تضطلع بادوار جديرة بها وبتاريخها القديم ؛ وربما أيضًا لابقاءها كما هى مخزنا للثروة الطبيعية التى ينهل منها الغرب نهلا. الغرب يمضى فى طريقه للحفاظ على هيمنته على العالم ؛ والقارة السمراء تقوم بجهودها من أجل اقرار واستقرار الكرة الارضية التى فعل بها ابنها مافعله قابيل مع أخيه هابيل عند بدء الخليقة ومازلنا نعانى من تبعاته حتى الان .
