قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

أغرب كلمات.. لمن أهدى يوسف السباعي مقدمة رواية "أرض النفاق"؟

يوسف السباعي
يوسف السباعي
×

يصادف اليوم ١٧ يونيو ذكرى ميلاد الأديب ووزير الثقافة الأسبق يوسف السباعي، صاحب الأعمال الروائية الهامة التي تحولت العديد منها إلى أعمال درامية صنفت من أفضل 100 عمل درامي.

يوسف السباعي يهدي رواية “أرض النفاق” إلى نفسه

كتب الأديب الكبير يوسف السباعي في روايته اغرب إهداء، فهو لم يهدي الكتاب إلى زوجته أو والداي أو إي شخص مقرب منه أو جمهوره بل اهداه إلى نفسه.

كتب في الإهداء:


إلى خير من استحق الإهداء، إلى أحب الناس إلى نفسي، وأقربهم إلى قلبي
إلى يوسف السباعي، ولو قلت غير هذا
لكنت شيخ المنافقين، من أرض النفاق
" يوسف السباعي "

وجاءت المقدمة :

أهو الغرور الذي دفعني لكي أهدي كتابي إلى نفسي؟
أم هي الأنانية؟
لا أكذبكم القول .. أني - ككل إنسان - أناني مغرور ..
ولكني أؤكد لكم أن هذا لم يكن الدافع إلى هذا الإهداء الجريء .. وأسميه جريئا لأنها بلا شك جرأة - مني وأنا المنافق الذي لطالما بديت أمام الناس متواضعا.. منكرا لذاته - أن أفضح نفسي فأخصها .. دون بقية خلق الله .. بإهداء الكتاب وأتهمها علنا بأنها أحب الناس إلي! .
ما الذي دفعني إلى هذه المغامرة؟
لم لم أهد الكتاب إلى عزيز لدي؟ والأعزاء كثيرون في أرض النفاق فأوفر.. على نفسي ما قد يوجه إلي من لوم وسخرية؟
دفعني إليها أمران....أولهما:
أني لا أود أن أكون _كما قلت في الإهداء_أول المنافقين في أرض النفاق ..وأني لا أرغب في أن أتهم بأني أنهى عن خلق وآتى مثله ..أو أني آمر الناس بالبر وأنسى نفسي ...بل أريد أن أكون أول من يخلع رداء النفاق ..في أرض النفاق ..فأبدو على حقيقتي...أنانيا مغرورا .
وثانيهما:أني أود أن أكرم نفسي وهي على قيد الحياة....فلشد ما أخشى ألا يكرمني الناس ..إلا بعد الوفاة..ونحن شعب يحب الموتى ..ولا يرى مزايا الأحياء حتى يستقروا في باطن الأرض .
إني أريد كل شيء أريد ما بالدنيا وأنافي الدنيا ..أما الخلود ..والذكرى..والتاريخ..فما حاجتي لها وأنا عظام نخرة تثوى في قبر بقفرة ..ما حاجتي إلى تقدير الأحياء وأنا بين الأموات؟....ما حاجتي إلى أن يذكروني في الدنيا وأنا في الآخرة!!ويمجدوني في الأرض وأنافي السماء؟!
أني أبغى المديح الآن ...والتقدير الآن..وأنا أسمع وأحس...فما أمتعني شيء كسماع المديح والتقدير ..قولوا عني مخلصين ..وأنا بينكم ...إني كاتب كبير قدير شهير ... وإني عبقري ..ألمعي ...لوذعي.
فإذا ما متُ ، فشيعوني بألف لعنة ، واحملوا كتبي فأحرقوها فوق قبري ، واكتبوا عليه : " هنا يرقد أكبر حمار .. أضاع عمره في لغو وهذر " .
إني لا شك رابح كاسب .. لقدسمعت مديحكم وأنا حي محتاج إليكم .. وصممت أذني عن سبابكم وأنا ميت ، أغناني الله عنكم وعن دنياكم .
هل علمتم لِمَ أهديت الكتاب إلى نفسي ؟
لأني أحب نفسي وأقدرها ، ولديّ الجرأة على أن أقول ذلك .
إليكم الكتاب بعد هذا .. لقد حاولت جهدي أن أكون في كتابته .. كما كنت في إهدائه .. غير منافق ، وأن أكتب فيه بما استطعتُ من الصراحة .
ولست أزعم أني نجحت تماما .. فهناك موضوعات ، لم أستطع طرقها . وهناك سطور شطبتها بعد أن كتبتها .. ولكن لم يكن من ذلك بد ، على الأقل لكي يمكن للكتاب أن يرى النور ، ولكي يمكن لكم أن تقرءوا الكتاب .. هل فهمت