صدر حديثًا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين،ضمن إصدارات سلسلة التراث الحضاري كتاب «نصوص عن الأندلس.. من كتاب ترصيع الأخبار وتنويع الآثار والبستان في غرائب البلدان والمسالك إلى جميع الممالك» من تأليف أحمد بن عمر بن أنس العذري، تحقيق الدكتور عبد العزيز الأهوائي، ودراسة أحمد عادب قرني.
يُعد هذا الكتاب أقيم ما نُشر عن الأصول الأندلسية منذ أن نشر ليفي بروفنسال مختاراته الأندلسية من كتاب "الروض المعطار في خبر الأقطار" لابن عبد المنعم الحميري، وهو كنز زاخر بالمعلومات، ومنبع غزير للفوائد منكل صنف عن الأندلس، وبلغ من أهميته وفائدته أنه منذ صدر لا يكتب أحد شيئا عن الأندلس إلا رجع إليه وأفاد منه وذكره بين مراجعه، واحتل الكتاب مكانته من بين المتخصصين في الأندلسيات حتى بين المستعربين الإسبان.
وليس غريبا أن تتوالى دراسات المستعربين فور تحقيق هذا الجزء من ترصيع الأخبار، ففي سنة ١٩٦٥م، وهو العام الذي حقق فيه الأستاذ الأهواني نصوص العذري، ظهرت إلى النور عدة دراسات للمستعربين، كان أسبقهم إلى ذلك رائد الدراسات الأندلسية المستعرب فرناندو دي لا جرانخا في دراسته "العلامة الأسمى في عمل العذري"، أما المستعرب لويس سيكو دي لوثينا فقد أنجز دراستين في ضوء الكتاب، أولهما حول الحملات العسكرية للمنصور بن أبي عامر، والثانية عن قصور"المعتصم بن صمادح ملك الطوائف في المرية".
وفي تقديمها للكتاب تقول سلوى بكر: «نصوص من كتاب ترصيع الأخبار وتنويع الآثار ، وهو كتاب مفقود لأحمدابن عمر بن أنس العذري، تعيد سلسلة التراث الحضاري نشرها، إذ أن كتاب ابن العذري يعتبر من الكتابات المؤسسة لجغرافية بلاد الأندلس، وقد تناثرت مادته وسرت في أعمال جغرافيين مشاهير مثل البكري والإدريسي والحميري، وهذه النصوص التي يتم نشرها، الآن تم تحقيقها وتقديمها من قبل الأستاذ الدكتور عبد العزيز الأهواني، فأثرت سلسلة التراث الحضاري نشرها وفقا لعمل الدكتور الأهواني المدقق المتمحص لكن هذا النشر، له قيمة مضافة وهي تلك الدراسة الموسعة الباحثة للأستاذ أحمد عادل قرني فله الشكر والتقدير».