تفقد الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح اليوم، عددًا من المشروعات ضمن مبادرة "حياة كريمة" بقرية الأبعادية في محافظة البحيرة، حيث شملت الجولة الوحدة الصحية، ودار المسنين، ومجمع الخدمات التكنولوجية، ومجمع الخدمات الزراعية.
احتياطي يكفي 6 شهور
وتحدث الرئيس السيسي عن عدة أمور تشغل بال المواطنين، قائلا: "إحنا كـ دولة حريصين يبقى عندها رصيد احتياطي يكفي 6 شهور من الزيوت والقمح والأرز واللحوم والدواجن حتى لا تحدث أزمة".
وأضاف السيسي: "لو أنا النهاردة ملقتش الطلب ده موجود في الـ 10 مليون طن اللي إحنا بنعملهم في مصر، هضطر أشتري من برة، ونيجي هنا لموضوع الدولار، وده ليه تأثير كبير جدًا على الأسعار في مصر، وفاتورة الدولار لما تزيد هيبقى عبء على الاقتصاد".
ويقول الدكتور ماجد عبد العظيم، الخبير الاقتصادي، إن الدولة المصرية تبذل العديد من الجهود لتوفير السلع الغذائية خلال الأزمة الاقتصادية، وجميع دول العالم تواجه أزمات حالية فيما يتعلق بتأمين الغذاء وتوفيره وارتفاع أسعار الغذاء وتكاليف المعيشة خاصة بعد أزمة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، حيث تسبب ذلك في مشكلة تسمى سلاسل الإمداد الغذائي على مستوى العالم.
وأضاف عبدالعظيم- خلال تصريحات لـ"صدى بالبلد"، أن الدولة المصرية اتخذت مجموعة من الخطوات بتوجيهات من القيادة السياسية لكي توفر كافة السلع والمواد الغذائية وهو ما يحدث بالفعل.
وأشار، إلى أن السلع المتوفرة تتميز بميزتين وهما الجودة والسعر المناسب، منوهًا بأن الهدف من توفير السلع الغذائية من خلال الجمعيات الاستهلاكية أو منافذ البيع المتنقلة هو الوصول إلى جميع المناطق على مستوى الجمهورية بجانب الوصول إلى كافة فئات المجتمع.
الرئيس يوصي بزيادة العمل
ومن جانبه، قال الرئيس السيسي، خلال لقائه بأهالي قرية الأبعادية، على هامش افتتاح عدد من المشروعات ضمن مبادرة حياة كريمة، إن “موضوع الصناعة شغالين فيه جامد أوي ونعتبر إنها فرصة كويسة للتشغيل وزيادة شغل الناس وزيادة الناتج المحلي ولو صدرنا يجيلنا دولار ولو كفينا مش هنشتري بالدولار، وقلت فى مؤتمر فى زامبيا إن كل ساعة الدولة تقضيها في اقتتال ده خراب سنين بدل ما تختلف معايا اشتغل من حقك تختلف وترفض، بس اشتغل”.
ويقول الدكتور عادل عامر، الخبير الاقتصادي، إن الدولة أصدرت حزمة من التيسيرات المحفزة للاستثمار والعمل المستمر على جذب المزيد من المستثمرين المحليين والإقليميين والدوليين ما من شأنه المساهمة في تحقيق المستهدف من قطاع الاستثمار وزيادة الإنتاج وفرص التصدير، ما يساعد على زيادة فرص العمل.
وأضاف عامر - خلال تصريحات لـ"صدى البلد": "تقوم الدولة بدعم الشباب وتحفيز صغار المنتجين عن طريق دعم المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر والتي تعد من أهم المشروعات وأسهلها بالنسبة للشباب خاصة بعد أن أنشأت الدولة جهازًا لرعاية هذه المشروعات التابعة لوزارة التجارة والصناعة بحيث تساعد الشباب والمنتجين الصغار وتهيئتهم لدراسات الجدوى المتخصصة التي تناسب إمكانياتهم وقدراتهم وتناسب البيئة المتواجدين فيها".
كما قال الرئيس السيسي، خلال لقائه بأهالي قرية الأبعادية: "قوائم الانتظار حتى الآن على مستوى الدولة المصرية أصبحت تقدر بـ2 مليون، والرقم الذي تم إنفاقه حتي الآن فى تلك القوائم داخل فى الـ20 مليارا، 16 مليارا الدولة وفرتها وعدة مليارات من جهات كثيرة مثل الأزهر والبنوك ومؤسسات المجتمع المدني".
أزمة الدولار وأسعار السلع
ومن جانبه، قال الدكتور خالد أمين عضو مجلس نقابة الأطباء، إن الدولة نجحت في العديد من المبادرات الرئاسية الصحية، ومنها: مبادرة قوائم الانتظار والكشف المبكر عن الأورام السرطانية (الرئة، البروستاتا، القولون، عنق الرحم) بالمجان، وأيضا التقزم.
وأضاف أمين- خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن تلك المبادرات الرئاسية تساعد على تقليل مضاعفات المرض، ما يساعد على تقليل تكلفة العلاج بسبب اكتشافه مبكرا، مما يكون له انعكاس اقتصادي.
أما عن أزمة الدولار، قال الرئيس السيسي، خلال لقائه بأهالي قرية الأبعادية: "موضوع الدولار له تأثير كبير جدا على الأسعار في مصر، كل ما تكون فاتورتي من الدولار تزيد لازم ده يبقى عبء على الاقتصاد، لأننا عايزين نجيب حاجات أساسية”.
وأضاف الرئيس السيسي: "كان زمان الريف يغطي حاجته، حد كان بيجيب زيت في البيت كان عيبة أوي إن حد يشتري الزيت أو يشتري بيضة أو فرخة، كانت البيوت عبارة عن وحدات إنتاجية صغيرة، والريف من 40 سنة كان يغطي نفسه وكمان كان بيخصص جزء للحضر".
كل 15 ثانية مولود جديد
وتابع: "ده مبيحصلش دلوقتي بالمستوي اللي كان، الدولة النهاردة بقت معنية أنها تغطي كل الطلبات والكلام ده يبقي متوفر، تحولنا من الحالة اللي كانت قبل كدا لحالة تانية، ليه الأسعار بقت كده، ما أنتم بتتكلموا لغاية 52 كنا 19 أو 20 مليون كل مصر من الريف والحضر، ثم فى عهد السادات وصلنا إلى 40 مليون، ثم في 2011 كنا تقريبا 80 مليون، اليوم إحنا 105 ملايين، وإحنا قاعدين بندردش فات كام دقيقة كل 15 ثانية فيه مولود".
ويقول أحمد معطي، الخبير الاقتصادي، إن الفترة الحالية بدأت دول كثيرة تتنبه بخصوص الدولار، لأن أي أزمة تضرب العالم تؤثر على الدولار لذلك فكروا في تنويع الاحتياطي أكثر وتقليل الاعتماد على الدولار قدر المستطاع.
ولفت معطي ـ في تصريحات لـ"صدى البلد": "رأينا اتفاقية بين الأرجنتين والبرازيل قيد التنفيذ بالقيام بالتبادل بينهما بدلا من التعامل بالدولار، بجانب الحديث بين روسيا وإيران عن عملة خاصة بهما، وأيضا سعى مصر وروسيا للتعامل بالروبل والجنيه في التبادل التجاري بينهما بعيدا عن الدولار، والصين تسعى بكل قوة في هذا الاتجاه تماما لأنها تعتبر مصنع العالم".
وتابع: صندوق النقد الدولي في التقرير الخاص به أعلن أن "الصين والهند" نسبة الناتج المحلي لهما وصلت إلى 50% من إجمالي الناتج المحلي العالمي، بمعني أن كل الإنتاج العالمي نصف إنتاجه من الصين والهند فقط.
والجدير بالذكر، أن الرئيس السيسي زار قرية الأبعادية في البحيرة، اليوم الأربعاء، لافتتاح عدد من مشروعات حياة كريمة والتي تضمنت حديثا ولقاء مع عدد من الأهالي والقيادات الشعبية بالمحافظة.