منذ إطلاق أداة الذكاء الاصطناعي ChatGPT من شركة "أوبن إيه آي" وقطاع التكنولوجيا بكل شركاته، سواء كبيرة أو ناشئة أصبح شغلها الشاغل تطوير أدوات ذكاء اصطناعي خاصة به تنافس "تشات جي بي تي" وتأخذ من حصته السوقية، وتوقع الكثير من المحللين والخبراء في عالم التقنية أن يحدث الذكاء الاصطناعي التوليدي ثورة في عالم الإنترنت وطريقة استخدامنا للأجهزة.
أسابيع قليلة بعد إطلاق "تشات جي بي تي"، كشفت شركة "جوجل" عن الروبوت الخاص بها وهو "بارد" Bard الذي صمم ليكون منافسا قويا لـ "تشات جي بي تي" المستخدم من قبل منتجات شركة "مايكروسوفت"، ومع ذلك يبدو أن مسيرة تطور هذه الآلات غامضة بعد أن تدخل الاتحاد الأوروبي ليكبح جماح جنون هذا الصراع.
يستخدم الكثيرين أدوات الذكاء الاصطناعي على اختلاف مهامها لتسهيل مهامهم اليومية، والبعض يستعملها في التسلية، ومع ذلك ، هناك مخاطر كثيرة مرتبطة بالذكاء الاصطناعي ، من أبرزها إمكانية تسريب معلومات حساسة، وهو السبب الذي جعل بعض الشركات مثل سامسونج وآبل Apple ،أن تحظر على موظفيها استخدام روبوتات الذكاء الاصطناعي التوليدية.
أدرك الاتحاد الأوروبي المخاطر المرتبطة بالذكاء الاصطناعي وقد بدأ بالفعل في تنظيم استخدامه، ليصبح أكثر أمانا، قامت جوجل ، بتأخير إطلاق Bard في الاتحاد الأوروبي حتى تتمكن من الامتثال للقوانين المنظمة الجديدة.
بدورها أبلغت لجنة حماية البيانات الأيرلندية (DPC) ، وهي السلطة الرئيسية لحماية البيانات في القارة الأوروبية شركة Google ، أنها لم تتلق معلومات كافية من "جوجل" حول كيفية عمل روبوت بارد الجديدة وكيف سيحمي خصوصية وبيانات المستخدمين.
أثارت لجنة حماية البيانات الأيرلندية DPC مخاوف بشأن طريقة عمل Bard وجمعه بيانات المستخدمين وطريقة استخدامه لهذه المعلومات الحساسة بعد أن تدخل على خوادم البرنامج، والتي سوف تشمل أسمائهم وعناوين بريدهم الإلكتروني وعناوين IP.
كما عبرت إدارة DPC عن قلقها البالغ حيال كيفية قيام Bard بمنع استخدام بيانات المستخدمين لأغراض غير مصرح بها ، مثل الإعلانات الموجهة. بدورها أكدت جوجل Google أنها ملتزمة بحماية خصوصية المستخدمين وأنها تعمل بالتعاون مع DPC لمعالجة المخاوف والمخاطر.
رغم ذلك لم تعلن جوجل حتى الآن وقت طرح Bard في الاتحاد الأوروبي، مما يعني أن الأمور ما زالت معقدة ولا تمشي بسلاسة كما توقعت العلامة التجارية الأمريكية.
ليست هذه هي المرة الأولى التي تؤخر فيها شركة تكنولوجية كبرى إطلاق روبوت يعمل بالذكاء الاصطناعي التوليفي في الاتحاد الأوروبي بسبب مخاوف تتعلق بأمان العملاء وخصوصية البيانات.
الجدير بالذكر أنه في شهر مارس الماضي، تم حظر "تشات جي بي تي" مؤقتًا في إيطاليا بعد أن أثار منظم الخصوصية الإيطالي مخاوف مماثلة، وحتى الآن من غير المعروف متى ينتهي الجدل والتوتر بين جوجل والاتحاد الأوروبي.