قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

عبد السلام فاروق يكتب: 30 يونيو.. إنجازات قائد وطموحات أمة

عبد السلام فاروق
عبد السلام فاروق
×

جاءت اللحظة الفاصلة ، واندفع الشعب بكل فئاته وطوائفه وقال كلمته..إننا نريد الاستقرار والأمان ، لأنهما الداعم الوحيد لبناء الأمم.. وكعادتها دائماً انحازت القوات المسلحة لإرادة الشعب ، والتقت الإرادتان معاً فى بنيان واحد شعاره : "الشعب والجيش والشرطة يد واحدة" ، فلا أحد يعزف منفرداً ، بل الجميع معاً يعزف نفس اللحن فى تناسق وانسجام.

هكذا بدأت الإنجازات تتحقق منذ اللحظة الأولى التى قررت فيها القيادة المصرية أن تتولى تصحيح الأوضاع وإعادة الأمور إلى نصابها لإصلاح ما تم إفساده خلال عام التخريب، عام إخوان الشيطان.
ولأن الأحداث تسارعت منذ تلك اللحظة الفاصلة ، ولأن تراكمها ينسينا بعضها .. دعونا نتذكر معاً مدى حجم ما تحقق ، لنعرف ما الذى تبقَّى؟

70 إنجازا في 9 سنوات

إذا شئنا الحديث عن المشروعات القومية الصغرى والكبري التى تحققت في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي ، فإن هذا المقال لا يفى بسردها جميعاً أو حتى نصفها .. فهى ، وبلا أدنى مبالغة، بالمئات .. حتى أن كتاباً كاملاً لم يستطع استيفاء تفاصيلها جميعاً ..

إنما الحديث هنا عن رحلة ثورة 30 يونيو ، وما استطاعت تحقيقه حتى اليوم .. بدون تفاصيل ولا تطويل ولا إسهاب ، إنها مجرد مانشيتات نستعيد بها ما أنجزناه معاً خلال رحلة التسع سنوات .. وكأنها رحلة سندباد مصري للبحث عن بر الأمان ، أو للبحث عن الكنز . ثم بعد أن تستقر قدماه على أرض صلبة ، يبنى أمجاداً يتحدث بها التاريخ ..

لم تحدث تلك الإنجازات فى يومٍ وليلة ، كما لم تحدث فى ظروف مثالية .. بل كانت التحديات الداخلية والخارجية كَفكَّى كماشة ـ لكن القيادة الحكيمة استطاعت إدارة الدفة باقتدار ، وتجاوزت كل الصعاب ، وحققت ما لم يتحقق فى عشرات السنوات التى سبقت 30 يونيو .

نعم حققنا الكثير ،وما زال الشعب يطمح للمزيد .. وثقته فى الرئيس عبد الفتاح السيسي والجيش والشرطة تزداد يوماً بعد يوم.
ولنستعرض معاً رحلة السبعين إنجازاً ، وهى ليست إلا جزءاً مما تحقق على أرض الواقع:
تعديل الدستور ،تطوير منظومة القوانين ، فرض السيطرة على شبه جزيرة سيناء..وهو ما ساعد على دحر الإرهاب.

رفع كفاءة الجيش والشرطة.. وهو ما استدعى تزويدهما بالأسلحة والمعدات والمهمات .. هكذا استلزم الأمر عقد صفقات أسلحة ضرورية .. ولم تكن تلك الصفقات لتتم إلا من خلال علاقات دولية مميزة..هكذا كان البناء داخلياً يسير بالتزامن مع بناء العلاقات الدولية..

استطاع السيسي خلال سنوات قليلة من بناء شبكة تحالفات دولية ..وهو ما فتح الطريق نحو بناء مصر داخلياً بكل السبل الممكنة .. بدأت الإنجازات تتدفق وتتوالَى مع القرار بحفر قناة السويس الجديدة.. تحققت المهمة خلال عام واحد بدلاً من ثلاثة أعوام .. وانطلقت بعدها عجلة الإنجاز تتسارع بأقصى سرعة ممكنة .. إذ جاء القرار بإنشاء "المنطقة الاقتصادية لقناة السويس" ، كأحد أضخم المشروعات القومية لبناء سلسلة موانئ ومناطق صناعية على مساحة 460كم2. وبالتزامن ، بدأ العمل فى حفر أنفاق للسيارات أسفل قناة السويس ، لربط سيناء بقلب الوطن ، ولوصل الجذر بالفرع، حتى يتدفق المدد بينهما.

هذا الأمر استتبع ضرورة تطوير منظومة النقل البري والطرق ؛ لإحداث الانسيابية الكافية فى حركة التجارة ونقل البضائع .. هكذا تم تنفيذ ما يزيد عن أربعمائة مشروع فى مجالات الطرق والكبارى والأنفاق، لخدمة نحو 20 مليون راكب يومياً ، والمساهمة فى نقل حوالى 450 مليون طن بضائع سنوياً .. وهى الاستثمارات التى بلغ إجمالى تكلفتها حوالى 254 مليار جنيه!

وفيما يخص السكك الحديدية ، فقد شمل التطوير تجديد أكثر من 808 كم قضبان، وصيانة أكثر من 376 محطة ، بالإضافة لتجديد المزلقانات ونظم الإشارات وتحديث العربات والمقطورات التى تم شراؤها .. ولن يمر وقت طويل حتى نشهد مظاهر ذلك التطوير قريباً ..

كذلك تطوير المرحلتين الثالثة والرابعة من مترو الأنفاق ـ بل وصيانة وتطوير الخطين الأول والثانى .. وهو ما شهدنا إتمام أكثره ، وننتظر بقيته لاحقاً.. امتد التطوير إلى قطاع الموانئ التى شهدت تطويراً كبيراً خاصةً فى موانئ الغردقة وسفاجا ونويبع ودمياط .. كما امتد التطوير لقطاع الطيران المدنى ، إذ تم إنشاء 5 مطارات جديدة : مطار العاصمة الإدارية ، مطار البردويل الدولى ، ومطار سفنكس الدولى ، مطار برنيس الدولي ، ومطار المليز الدولي.. بخلاف مطارات أخرى تم تحديثها وتطويرها ..

كل هذا ونحن نركز حديثنا على منطقة شرق مصر ، فما بالنا بالقلب.. وأول تلك المنجزات وأهمها ما حدث فى مجال العقارات ومشروعات الإسكان والتعمير..إن عدد مشروعات البناء التى تمت خلال تسع سنوات زاد عن ألف مشروع بتكلفة تزيد عن 100 مليار جنيه، لإقامة أكثر من 300 ألف وحدة إسكان اجتماعى .
هذا بخلاف مشروعات المناطق العشوائية التى تمثل وحدها إنجازاً يرقَى إلى حد الإعجاز .. وأهم ما تم منها : الأسمرات، غيط العنب، دار مصر، عمائر بورسعيد الجديدة .. والعمل ما زال مستمراً للقضاء المبرم على العشوائيات..
وفى نفس الإطار يأتى إنشاء المدن الجديدة لاستيعاب الزيادة السكانية الهائلة بعد أن كسرنا حاجز 105 ملايين مواطن .. والدولة كانت تسابق الزمن عندما نفذت بالفعل العاصمة الإدارية الجديدة بخلاف أكثر من 20 تجمعاً عمرانياً فى أطراف الوادى والدلتا بطول النيل..

من مجال العمران السكنى إلى العمران الصناعى .. وهو المجال الذى استوعب استثمارات تزيد عن 60 مليار جنيه ، لإنشاء عدد من المدن والمناطق الصناعية أهمها : (مجمع الرمال السوداء بمدينة البرلس.. مصنع كيما 2 لإنتاج الأسمدة بأسوان.. مجمع الصناعات البلاستيكية .. مجمع مصانع العريش) بالإضافة لبناء أكثر من 500 مصنع فى 3 مدن هى : السادات، وبدر، وبورسعيد.
الاتجاه نحو مشروعات البنية الأساسية كان يهدف بالأساس لإنعاش سائر الأنشطة الاقتصادية ، وهو ما حدث بالفعل حيث تدفقت الدماء فى عروق الاقتصاد المصرى بكل مفرداته وصوره : الزراعة ، السياحة ، التجارة ، التعدين، الضرائب..
لعل أهم إنجازات ثورة 30 يونيو فى مجال الزراعة كان إزالة فوضى التعديات على الأراضى التى حدثت خلال سنوات الفوضَى السابقة ..
إن مشروع المليون ونصف مليون فدان قطع جل المسافة للاكتمال .. وعلى هامشه تم استصلاح آلاف الأفدنة من الصوب الزراعية .. أكثر من هذا ، ما تم تحقيقه فى مجالات تسمين وتربية الماشية بالعلمين والبحيرة ، والاستزراع السمكى بشرق بورسعيد وقناة السويس وكفر الشيخ.. تلك المشروعات الهائلة والسريعة استلزمت تطويراً مماثلاً فى قطاعات الرى وتنمية الموارد المائية والكهرباء ..عشرات المشروعات التى تمت وتتم .. فمن قناطر أسيوط الجديدة ومحطتها الكهرومائية ، إلى مخرات السيول والبحيرات الصناعية ، إلى إنشاء أكبر مشروعات لتوليد الكهرباء.. فبالتعاون مع شركة سيمنس العالمية .. تم افتتاح 3 محطات كهرباء هى الأكبر فى العالم بالعاصمة الإدارية ، والبرلس ، وبنى سويف .. وهو ما حقق زيادة فى القدرة الكهربائية بأكثر من 25 ألف ميجاوات .
على هامش كل هذا .. تم تنفيذ مشروعات أخرى فى مجال تبطين الترع و معالجة مياه الصرف الزراعى والصرف الصحى بما يزيد عن 250 مشروعاً فى أنحاء البلاد..
وقد جاء اكتشاف حقل ظهر فى البحر المتوسط ليمثل قفزة كبيرة فى الاستثمارات البترولية بما يوازى نحو 16 مليار دولار ، بحجم إنتاج يصل لحوالى 30 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي..
وفى عاصمة الشمس أسوان ، تم إنشاء محطة "بنبان" الشمسية الأضخم لتوليد الكهرباء من أشعة الشمس ، بتكلفة 3.4 مليار يورو ، لتوليد نحو ألفى ميجاوات..

قطاع السياحة ظل يحقق قفزات متتالية سواءً على مستوى البنية التحتية ، أو عدد السائحين ، أو الإشغالات الفندقية ..خاصةً خلال النصف الأول من العام الحالى.. وهناك عدد من المشروعات الأثرية التى تَعِد بزيادة عدد السياح خلال المواسم القادمة ..

يأتى افتتاح "المتحف الكبير" على قمة تلك المشروعات الأثرية , تتويجاً لعدة مشروعات تطوير وترميم وتنقيب على مدى السنوات السابقة ..

كل هذا أتى فى إطار منظومة متكاملة للإصلاح الاقتصادى ، لم يكن أولها تعويم الجنيه ، ولا آخرها الإلغاء التدريجى للدعم .. وهى الإجراءات التى تقبلها الشعب بصدر رحب لتحقيق منظومة الإصلاح المالى الشامل .. أدى هذا كله لزيادة تدفق العملة الأجنبية من خلال تحويلات المصريين بالخارج ، والقروض الدولية ، وعائدات قناة السويس .. وهو ما عكس ثقة الجميع فى الاقتصاد المصرى الذى يتعافَى أكثر يوماً بعد يوم ..
تلك الثقة التى اكتسبها الاقتصاد حثَّ المؤسسات الدولية وشركات الاستثمار للدفع بأموالها فى السوق المصرية من خلال البورصة والتجارة والاستثمار المباشر.

لهذا باتت مصر ضيفاً رئيسياً فى كل المؤتمرات والفعاليات الاقتصادية الدولية ، وهو ما أفرز عدداً هائلاً من الاتفاقيات الاستثمارية المشتركة حول العالم.

هذا الشكل من الاستقرار الأمنى ، والثقل السياسي، والأمان الاقتصادى جعل من السهل على الدولة الالتفات لقطاعات الخدمات بمختلف أشكالها : تعليمية ، صحية ، اجتماعية ، ثقافية ، ترفيهية .. وخلال السنوات السابقة أنشأت الدولة أكثر من 3000 مدرسة ، و6 جامعات دولية ، و5 جامعات تكنولوجية ، و7 مجمعات تكنولوجية بالجامعات .. بخلاف "منظومة التأمين الصحى الشامل" ، حقق القطاع الصحى عدداً من الإنجازات .. ليس أولها 100 مليون صحة، أو علاج الأنيميا والتقزم لأطفال المدارس، ولا آخرها مشروع القضاء على فيروس سي .. ولا أبرزها إنشاء 40 مستشفى نموذجى ..الأهم من هذا وذاك ما حدث من تطوير فى مجالات تحسين الخدمة والتصنيع الدوائى وتدريب الكوادر الطبية والتمريضية .. وهو ما انعكس على حسن الأداء خلال أزمة وباء كورونا.

حتى فى مجالات الثقافة والفنون التى تأتى نهضتها كانعكاس لنهضة مصر اقتصادياً وسياسياً .. حيث استضافت مصر عدداً من أهم المهرجانات العالمية فى السينما والكتاب والفنون الشعبية .. كانت الفعاليات المصرية الأفريقية أكثر من أن تُحصَى ، وأعظم من أن يحيط بمنجزاتها قلم.

قدَّمت مصر نفسها كنموذج يُحتذَى فى قيادة أفريقيا لشراكة حقيقية اقتصادياً وسياسياً ..وقَّعت مصر خلال تلك الفترة عدداً كبيراً من الاتفاقيات مع شركائها الأفارقة .. والأهم هو ما انعكس من ثقة متبادلة بين مصر وأفريقيا من ناحية ، وبين مصر ودول العالم ، وهو ما أدى لانفتاح مصر على سائر بلدان العالم.

هكذا توطدت علاقات مصر بمختلف البلدان فى آسيا وأوروبا وأفريقيا والأمريكتين .. كان آخرها زيارة الرئيس لثلاثة دول أفريقية ، وما جرى فى إطار الزيارة من اتفاقات استثمارية فى شتى المجالات .. مؤتمرات الشباب التى أقامها الرئيس عكست اهتمامه بتطوير قدرات تلك الفئة العمرية للانتفاع بإسهاماتهم على المستوى القومى.

وكان مجال التكنولوجيا والاتصالات هو أهم المجالات التى شجع الرئيس السيسي شباب الأمة على خوضها وإتقانها ..وفى هذا الإطار أفتتح الرئيس الشبكة الوطنية الموحدة للطوارئ والسلامة العامة، ومعرض القاهرة الدولى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات .. كما نجحت مصر فى إطلاق القمر الاصطناعى المصرى "طيبة1" الذى سيغذى سائر مناطق الجمهورية بخدمات الإنترنت اللاسلكى.

فى مجال الأجور والمعاشات ، انعكس الإصلاح الاقتصادى إيجابياً على رفع الحد الأدنى للأجور إلى 3500 جنيه .. بالإضافة لرفع الحد الأدنى للمعاشات ، وإقرار العلاوات الاستثنائية .. أدت تلك الإجراءات لتقليل نسب البطالة وتشغيل الشباب.

ومن خلال مشروعات التمكين الاقتصادى المختلفة حدثت انتعاشة كبري فى مجال تشغيل الشباب ودعم المرأة المعيلة ..عن طريق برامج التمويل والقروض الميسرة ، تم الدفع بسيارات النقل المبرد ، وتمويل ألف تاكسي ، وإنشاء المحال التجارية ، إلى جانب مشروعات تدريب وتأهيل الشباب لسوق العمل .. وكلها إجراءات موجهة لدعم الشباب .. مشروعات اجتماعية أخرى كثيرة تحققت ، كإيواء المشردين والأطفال بلا مأوى ، ومبادرة "سجون بلا غارمين" ، بخلاف العفو الرئاسي عن المسجونين.

طفرة أحرى حدثت فى مجالات الصحافة والإعلام .. وخاصةً بعد إطلاق قناة القاهرة الإخبارية ، وهو ما سيؤتى ثماره لاحقاً ..كل هذا أسفر عن تحسين صورة مصر ، واستعادتها لمكانتها وثقلها الدوليين.. وكذا الدعوة لتطوير الخطاب الدينى ، والتي أفرزت ثقة المجتمع الدولى فى الاتجاه الوسطى الذى ننتهجه لدى التعامل مع الآخر. مثل هذا الخطاب الوسطى حقق تماسكاً مجتمعياً بدا فى طريقة تعامل المجتمع مع الأزمات والمعوقات والمصاعب.

ظهر المعدن الأصيل للشعب المصرى فى التزامه بتوجيهات وإرشادات الحكومة خلال الأزمات ، خاصةً أزمة السيول التى أعقبت عاصفة التنين .. وهو ما قلل الخسائر وأفضى لتجاوز المحنة سريعاً ..كذلك ما أبداه الشعب طوال الوقت من التصدى للشائعات والأكاذيب .. والاستمساك بما تم تحقيقه من منجزات ، بهدف استكمال المسيرة الطَموحة.

شارك الإعلام وشاركت الصحافة فى تصحيح المفاهيم المغلوطة ودعم الوعى المجتمعى تحقيقاً لفكرة التكامل والمشاركة الإيجابية .. مثل ذلك الانسجام والالتحام والتكامل بين مؤسسات الدولة من ناحية وبين المجتمع من ناحية أخرى أدى للقدرة على تمرير القرارات الصعبة ، بل وتجاوز الأزمات العصيبة بالتعاون المثمر بين أجهزة الدولة والشعب ..ظهر ذلك جلياً واضحاً فى أزمتي وباء كورونا والحرب الروسية الأوكرانية.. تحركت الدولة بسرعة وبإجراءات استباقية لاحتواء الأزمات العالمية ، والأرقام والبيانات تشير إلى أن مصر نجحت في احتواء الأزمة وتجاوزها .. بدا الشعب متفهماً مدركاً لخطورة الأوضاع ، واستجاب للحكومة فيما تتخذه من قرارات .. وهو ما يعكس مدى فاعلية واستمرارية الشعار الأول الذى أعلنته الثورة : "الشعب والجيش والشرطة يد واحدة" .