قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

مسلسل التاج.. تحليل لأسباب كراهية وعداء ونستون تشرشل للمصريين

تشرشل "علي اليسار" وممثل دوره في مسلسل التاج "علي اليمين"
تشرشل "علي اليسار" وممثل دوره في مسلسل التاج "علي اليمين"
×

استحوذ مسلسل "التاج"، وهو مسلسل تلفزيوني شهير تبثه منصة نتفلكس، على الجماهير في جميع أنحاء العالم بتصويره الأخاذ للنظام الملكي البريطاني أحد الجوانب الخاصة التي لفتت الانتباه، هو تصوير عداء وكراهية واضحة لنستون تشرشل للمصريين.

في حين تم الإشادة بالعرض لدقته التاريخية، فمن الضروري فحص السياق والتعقيدات المحيطة بهذا التصوير.

في هذه السطور نتعمق في العوامل التي ربما أثرت على منظور تشرشل لمصر ونلقي الضوء على الديناميكيات التاريخية الأوسع نطاقا، وفق ما جاء في سياق أحداث المسلسل وفي ضوء ما رصده موقع صدي البلد الإخباري.

خلفية تاريخية:

لفهم موقف تشرشل، من الضروري النظر في السياق التاريخي. خلال أوائل القرن العشرين وحتى منتصفه، كانت مصر تحت الاحتلال البريطاني. تميزت هذه الفترة بالتوترات بين القوة الاستعمارية والشعب المصري الذي كان يقاتل من أجل الاستقلال. أثرت هذه الظروف على تصورات ومواقف السياسيين البريطانيين، بمن فيهم تشرشل.

العقلية الاستعمارية:

كان تشرشل نتاج عصره، وتشكلت نظرته للعالم من خلال العقلية الاستعمارية السائدة للإمبراطورية البريطانية. مثل العديد من السياسيين في عصره، كان يؤمن بتفوق الحكم البريطاني ورسالته الحضارية. غالبًا ما أدت هذه العقلية إلى موقف متعالي ورفض تجاه الشعوب المستعمَرة، بما في ذلك المصريون.

العدوان الثلاثي علي مصر وأزمة قناة السويس:

كانت أزمة السويس عام 1956 من أهم الأحداث التي شكلت العلاقة بين تشرشل ومصر. واندلعت الأزمة عندما قام الرئيس المصري جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس، وهي ممر مائي حيوي يسيطر عليه البريطانيون. عارض تشرشل، الذي لم يعد رئيسًا للوزراء في ذلك الوقت ولكنه لا يزال مؤثرًا، بشدة تصرفات عبد الناصر ودعا لرد قوي.

وعليه، شنت كل من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل العدوان الثلاثي أو حرب 1956 كما تعرف علي مصر، وهي ثاني الحروب مع الاحتلال الإسرائيلي بعد حرب 1948، وتعد واحدة من أهم الأحداث العالمية التي ساهمت في تحديد مستقبل التوازن الدولي بعد الحرب العالمية الثانية.

بدت علاقة عبد الناصر مع الدول الغربية في تلك الفترة في صورة جيدة خاصة مع موافقة البنك الدولي بدعم أمريكي بريطاني على منح مصر قرضاً لتمويل مشروع السد العالي الذي كان يطمح به عبد الناصر أن يحقق طفرة زراعية وصناعية في البلاد.

في تلك الفترة، أعلن عبد الناصر صراحة عداءه لإسرائيل، وضيق الخناق على سفنها في قناة السويس وخليج العقبة، ما شجع الأخيرة ووجدت فيه تعليلاً لتدعيم ترسانتها العسكرية عن طريق عقد صفقة أسلحة مع فرنسا، فقرر عبد الناصر طلب السلاح من الولايات المتحدة وبريطانيا، إلا أنهما ماطلتا في التسليم ورفضتاه في النهاية معللتين ذلك بوضع حد لسباق التسليح في الشرق الأوسط، لم يجد عبد الناصر بديلاً إلا أن يطلب السلاح من الاتحاد السوفيتي وهو ما قابله الأخير بالترحيب لتدعيم موقفه بالمنطقة؛ فقررت كل من بريطانيا والولايات المتحدة الرد على الخطوة المصرية، والرد على رفض عبد الناصر الدخول في سياسة الأحلاف، ورفضه الصلح مع إسرائيل طبقاً لشروط الغرب كما أقرتها الخطة «ألفا» وذلك بوضع خطةٍ جديدةٍ أطلق عليها «أوميجا» هدفت إلى تحجيم عبد الناصر عبر فرض عقوبات على مصر بحظر المساعدات العسكرية، ومحاولة الوقيعة بينها وبين أصدقائها العرب، وتقليص تمويل السد ثم إلغاؤه بالكامل في وقت لاحق.

المنافسات السياسية:

هناك جانب آخر يجب مراعاته وهو الشبكة المعقدة من المنافسات السياسية والمصالح المتنافسة. أقام تشرشل علاقات قوية مع الجالية اليهودية، لا سيما من خلال دعمه لإقامة دولة الاحتلال الإسرائيلي علي الآراضي الفلسطينية المحتلة. قد يكون هذا الدعم قد أثر على تصوره لناصر، الذي اعتبره البعض تهديدًا لأمن إسرائيل.

التحيزات الشخصية والمفاهيم الخاطئة:

يمكن أن تشكل التحيزات الشخصية والمفاهيم الخاطئة أيضًا مواقف الفرد تجاه مجموعة معينة. في حين أنه من الصعب التأكد من وجهات نظر تشرشل الشخصية حول المصريين، فمن المهم الاعتراف بأن التحيزات الفردية يمكن أن تؤثر على القرارات والإجراءات السياسية.

ختامًا، يساهم السياق التاريخي لتشرشل، والعقلية الاستعمارية السائدة في ذلك الوقت، والديناميكيات المعقدة لأزمة قناة السويس، في فهم أعمق لمنظوره. كمشاهدين، من الأهمية بمكان دراسة الأحداث التاريخية بما يتجاوز التصوير الخيالي، وتعزيز فهم أكثر شمولاً للعلاقة المعقدة بين بريطانيا ومصر خلال هذه الفترة.