EN 
مرور أكثر من أسبوعين على انهيار منزل قـرية الترامسة بمحافظـة قنا، لم يخفف من آلام أسرة ضحايا المنزل المنهار أو حتى جيرانهم الذين كان لهم نصيب كبير فى الأزمة؛ حيث بدأت تداعيات المنزل المنهار تتفاقم، بعدما فرضت الظروف على الأسر المتضررة من الانهيار، المبيت فى الشارع، لعدم وجود بديل آخر يحتويهم أو حتى توفير بديل مناسب من قبل المسئولين حتى الآن.
أضرار المنزل المنهار لم تقف عند أسرة واحدة فقط، فقد امتدت للأسر المجاورة، من بين منازل تصدعت وأصبح ممنوعا على سكانها دخولها حرصا على حياتهم، وما بين أسر فقدت أحد أبنائها وأصيب آخرون، أثناء انهيار المنزل على البيوت المجاورة، خلال دقائق قليلة حولت حياة المنطقة بالكامل إلى ظلام، بعدما وصل عدد المتوفين إلى 4 أشخاص والمصابين إلى 11 شخصا.
نفترش الشارع منذ انهيار منزل جيراننا
قال محمود كمال "متضرر من انهيار منزل الجيران"، رغم أن المأساة بدأت قبل أسبوعين من الآن، إلا أن تبعياتها مازالت قائمة وآلامها تتزايد يوماً بعد يوم، فمن يوم واقعة انهيار منزل جيراننا، ونحن نفترش الشارع على مرأى ومسمع من الجميع، فلا يوجد لنا مكان آخر يأوينا رغم الاحتياج الشديد لمنزل يحتوى المرضى والمصابين فى حادث الانهيار.
وتابع كمال، قصتنا الحزينة بدأت عندما كنا نائمين، واستيقظنا جميعاً على انهيار منزل جيراننا وانهيار أجزاء من منزلنا، وبعدما حضرت قوات الإنقاذ الأهالى فوجئنا بتصدع أجزاء كبيرة من منزلنا ووفاة ابن اختى الصغير، وإصابة والدتى بكسور فى الفقرات وكدمات، فيما أصيبت شقيقتى بكسر فى الحوض و إصابة آخر بإصابات بسيطة، فضلاً عن وفاة 3 أشخاص من المنزل المنهار وإصابة 8 آخرين.
و أشار كمال، إلى أنه منذ وقوع الحادث ولم يفكر أحد من المسئولين فى ايجاد منزل للأسر التى تسكن الشارع بعد انهيار منزل و تصدع المنازل المحيطة، ما دفع الأجهزة المعنية لمنعنا من دخول منازلنا حرصاً على حياتنا، وحتى لا تتكرر مأساة الانهيار مرة أخرى.
ممنوعون من دخول منزلنا
وأضاف طارق كمال" من جيران المنزل المنهار"، انهيار منزل جيراننا تسبب فى أزمة للجميع وليس لأسرة واحدة، فالمنازل المحيطة، تم إخراجها لحين صدور قرار من لجنة هندسية، تفيد صلاحية المنازل من العدم للسكن مرة أخرى، وهو ما دفعنا للمبيت والعيش فى الشارع، لعدم وجود بديل يحتوينا، لذلك نناشد محافظ قنا أن يسمع استغاثتنا، ويجد لنا حل عاجل، ينقذنا من المبيت فى الشارع.
وطالب كمال، اللجنة المكلفة بفحص صلاحية المنازل المجاورة، بسرعة إعداد تقريرها حول حالة منزلهم والمنازل الأخرى المجاورة للمنزل المنهار، حتى يصدر قرار بإعادتهم لمنزلهم مرة أخرى أو توفير سكن بديل فى منطقة قريبة، للتخفيف من المعاناة اليومية التى يعيشونها فى الشارع فى ظل درجات حرارة لا يمكن احتمالها تحت المراوح والتكييف، فكيف نتحملها نحن المقيمين فى الشارع.
وقالت نوبية حسانى، أصبت بكسور فى فقرات الظهر، بعدما تساقطت على أجزاء من المنزل المجاور، وتم نقلى للمستشفى، وبعدها بأيام توجهت لطبيب خاص و أفاد بالكسور التى تحتاج إلى تدخل جراحى وراحة تامة، لكن عدم وجود منزل بديل ومنعنا من دخول المنزل، يجعلنى مقيمة بشكل دائم فى الشارع، ما يزيد من متاعبى و آلامى الصحية.
و تأمل حسانى، أن ينظر المسئولين إلى أزمتهم بعين الإنسانية والرحمة، ويبادروا بايجاد حل عاجل لانقاذهم من السكن فى الشارع، ينامون على مرأى من الجميع، لعدم قدرتهم على دخول المنزل بتعليمات من الوحدة المحلية حرصاً على حياتهم.
وكانت قرية الترامسة التابعة لمركز قنا ، شهدت انهيار منزل مكون من ثلاثة طوابق، يوم ٢٠ مايو الماضى، نتج عنه مصرع ٤ أشخاص بينهم أطفال، و إصابة ١١ آخرين بإصابات متنوعة.
