الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحمد سالم يكتب: الأهلي.. منظومة الجدارة والإدارة والمهارة

أحمد سالم
أحمد سالم

لا نجاح يُنسب إلى فرد، ولا إنجاز يتشدق به أحدهم فحسب، ولا قوة إلا بالعُصبة، ولا مجد سوى للشعار ولا شُكرٌ على المدى إلا للجماهير.

هكذا هي المنظومة التي تآلفت وتماسكت واجتمعت فردًا إلى فرد، ومجموعة إلى مجموعة، لترسم مؤسسة من أنجح المؤسسات إن لم تكن الأنجح على الإطلاق في الشرق الأوسط .. اسمها: النادي الأهلي .. وصِفتُها: فوق الجميع.

الأهلي الذي لم يستغرق الوقت الكافي للاحتفال باللقب الـ 11 والأصعب لبطولة دوري أبطال إفريقيا، لم تلبث جماهيره إلا وهتفت بالثانية عشر، الـ 12 يا أهلي، وكأن قدَر هذا النادي وإدارته الانتصار ولا شيء دونه، والقناعة بالرقم 1 فحسب.

المشهد الأهلاوي بالأمس كان رائعًا، كانت المنظومة هي من تتحدث عن نفسها، في سياسات مُحكمة وخطط إدارية نابغة، تمنح كل ذي حق حقه، لا تبالغ في تمجيد الفرد، ولا تجور على جُهد مجتهد، حتى أن رئيس النادي الأهلي الكابتن محمود الخطيب، وهو الإسم الذي تعرفه إفريقيا جيدًا وتدرك اسطوريته حق الإدراك، جلس في كرسي عُلوي مترفعًا عن النزول إلى المنصة، ترك الأمر لرئيس البعثة الذي يمثل أحدث المنضمين لمجلس الإدارة ليقف على جانب الكبار محتفيًا ومُكرمًا لاعبيه الأبطال.

الخطيب لم ينزل عن كرسيه ليرفع الكأس، أو يلتقطه عنوة من أيدي اللاعبين وينفرد بالمشهد وحده، لم ينزل سوى لجمع أفراد مجلس إدارته حوله، ويطلب منهم الاصطفاف في صف واحد نحو الجماهير " كلنا هنقف في صف واحد جنب بعض ونسقف للجمهور" .. ولك أن تتخيل كم الرسائل في كلمة "جنب بعض" وليس "وراء مني".. والحقيقة أن الجميع وقفوا في الصف فعلًا لكن الخطيب كان آخرهم .. هكذا كان المشهد.
انسيابية المشهد وعفوية الفرحة التي انطلقت من إحساس بالظلم والتمييز من حكم المباراة، وإدارة الاتحاد الإفريقي التي ذللت الصعاب للمنافس، وحتى المنافس الذي لم يكن ينتوي لعب الكرة، وأراد أن يفسد المباراة بسقوط متكرر للاعبيه وادعاءات وهمية للإصابة وتضييع سافر للوقت، كل هذه الفرحة بعد اللقاء لم تدفع لاعبًا واحدًا من الأهلي للتجاوز أو الشماتة .. الانتصار كان كرويًا بلا ادعاء والاحتفال كان أخلاقيًا بكبرياء البطل وحجم البطولة.

الحادية عشر بتوقيت الأهلي.. مرت وانتهت، والثانية عشر في الانتظار والعمل عليها يجب أن يبدأ من اليوم قبل الغد، وقبلها كأس العالم للأندية بالمملكة العربية السعودية، وهي البطولة التي تستعصي على الأهلي، وقد تكون الأصعب على الإطلاق في وجود مانشستر سيتي والاتحاد السعودي المدجج بـ بنزيما وكانتي وربما غيرهما من نجوم العالم، ويتوجب على الأهلي أن يتحضر جيدًا لها ويملأ فراغات النقص بالفريق، بضم مهاجم قوي على أقل تقدير، أما ما تبقى من مباريات في الدوري المصري فهي فرصة عظيمة وسانحة لنشاهد لاعبين غابو عن الأنظار كثيرًا ونحن نظن فيهم حُسن الأداء وعظيم الموهبة إذا أتيحت لهم الفرص الكافية، وهي مهمة كولر في التدوير والتطوير.

مبروك للأهلي.. فخر الرياضة المصرية وحامل لواء الشرف والانجاز، الكبير الذي يترفع عن الصغائر، والبطل الذي لا تملّه البطولات، و "البراند" الذي صار عالميًا بجدارة وإدارة ومهارة.