قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

عبدالله السلايمة: حمدي أبو جليل لم يرحل وسيبقى حيًّا في كتاباته

×

رحل عن عالمنا أمس الكاتب والروائي الكبير حمدي أبو جليل عن عمر ناهز 56 عاماً، وفقًا لما أعلنته ابنته هالة أبو جليل على صفحتها الشخصية فيسبوك.

قال الكاتب عبد الله السلايمة عبر حسابه الرسمي على فيسبوك في مؤتمر أدباء مصر العام بمحافظة سوهاج 2006 تعرّفت إلى حمدي أبو جليّل الذي كما يقولون رحل أمس، وأقول أنه لم يرحل وسيبقى حيًّا في كتاباته. عرّفني إليه "أبو فجر"، قبل أن يذهب في مهب الريح، لأنني صحراوي ولا تطيقني الأماكن المغلقة اقترحت على مسعد الجالس بجواري الخروج لنتنفس هواء نقيًّا بدلا من هواء القاعة الملوّث بأوهام الأدباء وأحلامهم.

صداقة

واستطرد: العنطزة التي ورثها البدو عن أجدادهم هي سبب تظاهري في البداية بعدم اهتمامي بالـتعرّف إلى "حمدي" حين قال أبو فجر" وهو يشير إلى شخص كان يتجول بمفرده في حديقة جانبية، قائلاً: هذا ثالثنا..، بل لقناعتي التي غالبًا ما ثبُت صحتها في أن صداقة المؤتمرات سطحية وهشة. إلا أنني أمام نجاح أبي فجر في استنفار بداوتي، بقوله" قولة حيت بتسوق الجِمال كلها" وجدتني بدافع رابطة الدم أسير باتجاه حمدي، لكن، بنفس المشية البدوية المختالة التي باءت كل محاولاته التخلص منها بالفشل الذريع.


وتابع: كان يمكن لنزهتنا "السوهاجية" أن تكون أكثر روعة لولا إصرار حمدي على إفسادها بتوجسه غير المبرر بأن ثمة "لصوص متقاعدون" قال انهم لم يكتفوا بتربصهم بـ "أشيائه المطوية بعناية فائقة"، بل أكد شروعهم بالفعل في تنفيذ مؤامرتهم ضد البداوة بإتقان شديد، فحرمنا التمتع بالنزهة حينها.


وأنهى حديثه قائلًا جو عربة القطار العائد بنا إلى القاهرة لا يُحتمل، أفسده شخير المصابين من الأدباء بالتخمة، ومن كان ينتظر منهم، دفعه فضوله لفك طلاسم رطانتنا.

البدوي حمدي أبو جليل


أزعجت نظراتهم المتطفلة حمدي، فقال لأبي فجر بصوت خفيض "فلتخفض صوتك حتى لا تمنح تلك العيون الفضولية في وقاحة فرجة مجانية، "هل تخجل من بداوتك أمام أخوالك؟" قال له "أبو فجر" فهجمت على حمدي "أسراب نمل" خجله البدوي واكتفى بالإشاحة بوجهه وهو يبتسم في طيبة. فيما أخذ " مسعد" يقول في استنكار: ألم تقل إن المرحوم والدك قد حذرك من قبل من عاقبة الاختلاط بأخوالك الفلاحين؟".

قال حمدي أبو جليل ضاحكًا: اسكت يا بدوي. هل تظن نفسك في الصحراء؟ أسكت.

عِبت على نفسي اتخاذ موقف المتفرج، وقررت أن أقوم بتدخل سريع، علني نجحت في فض اشتباكهما. ونجحت بعد عناء.


وليتني لم أفعل، لكن ما فائدة الندم الآن بعد مضي كل تلك الأعوام، فقد اكتشفت أنني أضعتها من عمري هدرًا، قضيتها في محاولات مستمرة لإثبات مدى تجني والد حمدي عليه باتهامه بأنه لا يعرف أن شرف البدو يكمن في كلمتهم. الآن تأكد لي أن والده كان على حق بعد أن أخل حمدي بوعده لي مؤخرًا بأن يرسل لي روايته الأخيرة "يدي الحجرية"، وها هو يغادر دون أن يفي بوعده، ويترك في القلب جرحًا عميقًا، وبعض الجراح لا يندمل..
وبعض الذكريات لا تُمحى.


ستفتقدك يا صديقي .. مع السلامة حتى نلتقي