قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

الرسم مرادف الإحساس.. ذكرى ميلاد جون كونستابل رسام المناظر الطبيعية| صور

جون كونستابل
جون كونستابل
×

يوافق اليوم الحادي عشر من شهر يونيو ذكرى ميلاد جون كونستابل رسام المناظر الطبيعية الإنجليزي، أحد أبرز فناني الحركة الرومانتيكية في بلاده، حيث اشتهر بلوحاته الطبيعية عن الريف البريطاني.

وُلد جون كونستابل في 11 يونيو 1776، بقرية "إيست بيرغولت"، المطلة على نهر "ستور" في "سوفولك". كان والده تاجر ذرة ثري يمتلك مطاحن وسفينة صغيرة ترسو بالقرب من مصب نهر ستور، وكان ينقل الذرة إلى لندن. قضى جون كونستابل فترة وجيزة في مدرسة داخلية، ثم انتسب إلى مدرسة خارجية في ديدهام. وعمل كونستابل في تجارة الذرة بعد تركه المدرسة، لكن في النهاية استلم أخوه الأصغر أبرام إدارة المطاحن.

[[system-code:ad:autoads]]

تأثير الطبيعة المحيطة

اشترك جون كونستابل في رحلات رسم للمبتدئين، زار خلالها الريف المحيط ب "سوفوك" و"إسكس"، والذي أصبح موضوعًا لنسبة كبيرة من إنتاجه الفني فيما بعد ، ويقول عن تلك المشاهد «جعلتني رسامًا، وأنا ممتن»؛ «صوت الماء المندفع من سدود الطاحونة، أشجار الصفصاف، الألواح الخشبية القديمة البالية، الدعامات الموحلة، الأبنية الآجرّية، أحب هذه الأشياء».

لوحات ملهمة

تعرف إلى جورج بومونت، جامع تحف أراه لوحة «كلود لورين هاغار» و«الملاك المُثمنة»، والتي ألهمت كونستابل، أثناء زيارته بعض الأقارب في “ميدلسكس”، تعرف على الفنان المحترف “جون توماس سميث”، الذي أسداه بعض النصائح في الرسم، لكنه أيضًا ألحّ عليه ليبقى في تجارة والده بدلًا عن احتراف الفن.

الأكاديمية الملكية

في عام 1799، أقنع جون كونستابل والده بالسماح له بالسعي خلف حياة مهنية في الفن، وأعطاه راتبًا صغيرًا. بعد دخوله الأكاديمية الملكية بصفة متمرن، حضر دروسًا حياتية ودروس تشريح، ودرس وقلد الأساطين القدماء.

لوحات مؤثرة

من ضمن الأعمال التي ألهمته بالتحديد خلال هذه الفترة كانت لوحات ل"توماس غينزبرة، كلود لورين، بيتر بول روبنس، أنيبيل كاراتشي وجاكوب فان روسيدل". توسع أيضًا في قراءة الشعر والمواعظ، وأثبت لاحقًا أنه فنان خطابةٍ بصورة ملحوظة.

رسام محترف

عام 1802 رفض منصب أستاذ في الرسم في كلية “جريت مارلو” العسكرية، وقد اعتقد بينجامين ويست أستاذ الأكاديمية الملكية وقتها، أن ذلك التصرف كفيل بإنهاء مسيرته المهنية. في ذلك العام، كتب “كونستابل” رسالة ل"جون دونثورن" أفصح فيها عن قراره في أن يصبح رسام مناظر طبيعية محترف:

«أنفقتُ السنتين الآنفتين في ملاحقة الصور من جهة، والسعي خلف الحقيقة من جهة أخرى... لم أحاول تصوير الطبيعة بذات الرفعة الذهنية التي خططت لها، بل حاولت بدلًا عن ذلك جعل أدائي يشبه أداء أشخاص آخرين.. يوجد متسع من المكان لرسام الطبيعة. الخطيئة العظمى في أيامنا هذه هي البراعة، محاولة فعل شيء خلف حدود الحقيقة.»

أسلوبه الفني

يشترك أسلوبه في بداياته مع أسلوبه في أعمال نضوجه ببعض الصفات، من بينها نضارة الإضاءة، واللون واللمسة، ويظهر تأثره بتركيبيّة الأساطين القدماء الذين درس أعمالهم، وبصورة ملحوظة “كلود لورين”. كانت مواضيع كونستابل المعتادة المتجسدة في مشاهد من الحياة اليومية الطبيعية، غير متماشية مع عصر يبحث عن رؤى أكثر شاعرية لمناظر طبيعية برية أو آثار. وسافر في بعض الرحلات العرضية بعيدًا عن وطنه.

في عام 1803، عرض لوحات في الأكاديمية الملكية، وقضى نحو شهر في أبريل على متن سفينة “كوتس”، عندما زارت موانئ الجنوب الشرقي خلال إبحارها من لندن إلى ديل قبل السفر إلى الصين.

من أجل المعيشة

كانت طبيعته اجتماعية بشكل غريب ولم يشعر بالرضا عن المشاهد، لكنه لم يزخر بالارتباطات الإنسانية، وكان بحاجة إلى قرًى وكنائس وبيوت ريفية وأكواخ.

وليكسب مالًا يكفي معيشته، عمل في رسم الصور الشخصية، لكنه لم يحب ذلك، رغم أنه رسم العديد من الصور الشخصية الجيدة. رسم أيضًا صورًا دينية في بعض الأحيان.

روتين جون كونستابل

اتخذ كونستابل روتينًا ينطوي على قضاء الشتاء في لندن والرسم صيفًا في “إيست بيرغولت”. زار جون فيشر وعائلته في “سالزبوري” للمرة الأولى عام 1811، وهي مدينة ألهمت كاتدرائيتها والمناظر الطبيعية المحيطة بها بعض رسوماته العظيمة.

كتب لصديقه جون فيشر عام 1821 «يجب أن أرسم مناطقي الخاصة بأفضل شكل»، و«إنما كلمة رسمٍ مرادفة لكلمة إحساس».

أعماله الفنية الشهيرة

تتضمن أشهر لوحات جون كونستابل حديقة ويفنهو في عام 1816، وادي ديدهام في عام 1802، وعربة التبن في عام 1821. رغم أن لوحاته من ضمن أشهر وأقيَم اللوحات في الفن البريطاني الآن، لم يحظ كونستابل بنجاح مادي. أصبح عضوًا في مؤسسة الأكاديمية الملكية بعد انتخابه الثانية والخمسين من عمره. تبنى الفرنسيون أعماله، حيث باع في فرنسا أكثر منها في وطنه الأم إنجلترا وألهم مدرسة "باربيزون".

الوفاة

رحل جون كونستابل في 31 مارس عام 1837، عن عمرٍ ناهز 60 عامًا.