لم أتخيل أن أجد كل ردود الأفعال هذه على مقالي الأسبوع الماضي، والذي كان بعنوان "دراجتك صحتك" تحدثت فيه عن أهمية الدراجة وأنها رياضة مهمة لصحة المصريين، وهي علاج؛ خاصة للأمراض المزمنة، وتحافظ على البيئة، وأن الرئيس السيسي متحمس لها وشارك بنفسه في أكثر من ماراثون بين أبنائه الشباب.
وفوجئت بمكالمات كثيرة ورسائل كلها تطالبني بالاستمرار في هذه الحملة شديدة الأهمية .." خاصة مشروع كايرو بايك، الذي افتتح مرحلته الأولى رئيس الوزراء وتم تخطيط حارات للدراجات في شوارع وسط البلد العام الماضي، ثم فوجئنا باختفاء المشروع وتوقفه بدلا من تعميمه وجعله بداية لإعادة تخطيط شوارع القاهرة والمدن بما يسمح بمرور آمن للمشاة وراكبي الدراجات إلى جانب السيارات أسوة بالمدن العالمية الكبرى التي قضت على التكدس فى شوارعها وجامعاتها ومؤسساتها ومصانعها باحترام الدراجة كوسيلة مواصلات؛ خاصة فى وقت نُعاني فيه من التلوث البيئي والتغير المناخي، وارتفاع سعر السيارات والبنزين وقطع الغيار.
واتصلت بي الدكتورة درية شرف الدين وزيرة الإعلام السابقة ورئيس لجنة الإعلام بمجلس الشيوخ، وأشادت بموضوع المقال، وطلبت أن أستمر في الحملة، وأن تتناولها برامج القنوات التلفزيونية والمواقع ووسائل التواصل الاجتماعي؛ لأن هذا المشروع يُحسِّن من صحتنا، ويغير سلوكياتنا فى الشارع من احترام إشارة المرور حتى النظافة والنظام، كما أصدر اللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة بيانا قال فيه "إنه تم تقييم شامل للمشروع، بسبب ما وصل إليه من وضع لا يتناسب مع الشروط الفنية التى تم إعدادها بخبرات عالمية، وعدم الالتزام بمعايير مقبولة لإدارة المنظومة، وصيانة الدراجات، فقد قامت المحافظة بتكليف مشغل آخر بالمشروع له من الخبرة المحلية الناجحة في مجال مشاركة الدراجات، وتتطلع محافظة القاهرة فى خلال الأيام القادمة الانتهاء من تنفيذ كافة التعديلات، بداية من إعادة تأهيل النظام وصولاً لتوفير عدد (500) دراجة و (45) محطة لاستكمال تغطية هذا المشروع الهام لكل انحاء القاهرة".
وللحقيقة فإن ردود الفعل دليل على أهمية القضية وضرورة الكتابة فيها وتفاعل جميع الأطراف معها، فلا نكتفي بافتتاح المشروعات بحماس ثم يختفي الحماس وتوضع المشروعات على الرف أو تؤجل.
شكر اللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة على سرعة الاستجابة، وكنت أتوقع ردود أفعال من الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة ومن الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة والجمعيات الأهلية المهتمة بصحة الإنسان.
أتمني أن تتفاعل جميع الجهات لإعادة الحياة لهذا المشروع وأن ينتقل إلى كل المحافظات، حرصا على صحة المواطن ومنعا للتلوث.. ونسأل الله السلامة.