الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الأمير المتمرد يكسر قواعد الملكية

صدى البلد

أدلى الأمير المتمرد "هاري" بشهادته في القضية التي رفعها ضد وسائل إعلامية، يزعم  خلالها أن الصحف اخترقت بريده الإلكتروني وتجسست على حياته الخاصة.

الأمير هنري تشارلز ألبرت ديفيد (معروف بصورة عامة باسم الأمير هاري)، هو ثاني أبناء ملك المملكة المتحدة الملك تشارلز الثالث من زوجته الأولى ديانا أميرة ويلز، ويعتبر الخامس في ترتيب العرش البريطاني بعد شقيقه الأكبر الأمير ويليام وأبناء أخيه الأمير جورج والأميرة شارلوت والأمير لويس.


حرب الأمير هاري ضد صحف الإثارة ليست وليدة اليوم، وإنما تعود إلى مقتل والدته الأميرة ديانا عام 1997، إذ يتهم في الحادث الصحفيون المتهورون.

وقد تأثر منذ أن كان طفلا بتدخل الصحافة في حياته الخاصة، فقد نقلت الصحف تقارير مفصلة عن حادث كسر ذراعه وعمره 14 عاما. 

وبعد عامين، نشرت تقارير عن حضوره حفلات تناول فيها المخدرات.

والأمير هاري أول عضو من العائلة الملكية يدلي بشهادته أمام المحكمة منذ القرن التاسع عشر. 

وزعم الأمير أن صحفيين في "ديلي ميرور" و"صنداي ميرور" وأشخاصا آخرين اخترقوا بريده الإلكتروني، وانتدبوا محققين للحصول على قصص عن حياته الخاصة.

وزعم  أيضا أنه تعرض لقرصنة هاتفه، لكن الصحف تنفي ذلك وتقول إنها حصلت على مادتها المنشورة بطريقة مشروعة. 

وأغلب الأدلة التي قدمها الأمير هي أدلة غير مباشرة.

ولعلى أتساءل عما إذا كانت هذه الأدلة ستقنع القاضي فيحكم لصالح نجل الملك تشارلز الثالث؟!

فى الحقيقة أن الأمير هاري في شهادته كسر تقاليد الملكية عندما انتقد الحكومة الحالية ووصفها بأنها كانت مثل الصحف في الحضيض.

وأدت فضيحة قرصنة هواتف مشاهير في 2011 إلى إغلاق مجموعة "نيوز أوف ذي ورلد"، وإلى سجن صحفيين بارزين، وأنفقت فيها نفقات قضائية قيمتها مليار جنيه إسترليني، فضلا عن تعويض الضحايا.

ولَم تكن الخطوة التى أقدم عليها الأمير المتمرد الأولى من نوعها فى الخروج على البروتوكول الملكى والقواعد المعمول بها، بل سبق وتمرد على عائلته وانفصل عنها وانتقل للعيش فى الولايات المتحدة  الأمريكية، إرضاءً لميجان زوجته التى كانت تقترف كثيرا من الأخطاء، لدرجة أن الملكة كانت تستدعى حفيدها هاري لتوبيخه، وكانت ميجان ترفض الاعتذار أو التقرب للملكة، حتى ذلك الإعلان المفاجئ بالانفصال عن العائلة الملكية.

بدأت التوترات بين الأمير والملكة إليزابيث  قبل فترة طويلة، منذ الاستعدادات للزواج بين هارى وميجان، وقد بدأت تتسع بمجرد بدء مراسم الزواج الفخم، وميجان لم تكن تريد التشاور مع موظفى الملكة فى مراسم حفل الزفاف، فاستدعت ميجان بائعى الزهور وطهاة المعجنات الخاصين بها دون الحصول على إذن مستشارى الملكة، الأمر الذى زاد من التوتر بين الملكة وهاري.

بالإضافة لقيام هارى، من رئيس أساقفة كانتربيرى، إتمام زواجهما قبل استشارة الملكة، بجانب صدور أخطاء متتالية لميجان، أزعجت الملكة إليزابيث، لدرجة أن الأخيرة كانت تستدعى حفيدها لتبلغه بتصرفات زوجته المسيئة، ولكن بدلاً من محاولة ميجان إرضاء الملكة لتفادى التوترات، فإن تلك الشابة الأمريكية أضافت الوقود إلى النار بمطالب أكثر جنونا من أى وقت مضى، حتى وصل الأمر بين الزوجين والعائلة إلى طريق مسدود.

وجاء إعلان الأمير هارى وزوجته ميجان، بالتخلى عن وظائفهما الملكية والاستقلال المالى قبل سنوات قليلة، كتأثير "قنبلة"، بالرغم من محاولات الملكة إليزابيث الثانية إرضاء ودعم حفيدها خلال هذه السنة المضطربة.

بالإضافة إلى رفض هارى وميجان بشكل خاص قضاء بعض الوقت مع الملكة فى الصيف من ذات العام بالمورال، وفى عيد الميلاد فى ساندرينجهام، لالتقاط الصورة الملكية للعائلة، وهى القشة التى قصمت ظهر البعير.

وفى خضم الأزمة، أكدت الملكة إليزابيث أن حفيدها وزوجته لن يكونا قادرين على استخدام اسم "ساسكس رويال"، فيما أجاب هارى فى بيان حينها أن اختصاصه لا ينطبق خارج المملكة المتحدة، ما أثار موجة أخرى من الغضب، حتى أصبحت مسألة لم الشمل أمراً مستحيلاً.

وفى الحقيقة لم تنهِ شطحات هاري المتمردة على القواعد الملكية بل قام بنشر مذكراته حول الفترة التى قضاها فى أفغانستان أثناء الحرب التى شنها الجيش البريطاني على حركة طالبان، ما يعد إفشاءً لأسرار عسكرية، الأمر الذى قوبل بنوع من السخط من قادة الجيش واعتبروه انفصالا عن أسرته الثانية “الجيش” والأمير هاري  ترتيبه الخامس فى تولى العرش رغم التوترات وانفصاله عن العائلة المالكة.