يصادف اليوم 10 يونيو ذكرى وفاة الإسكندر الأكبر أحد ملوك مقدونيا، وكان من أشهر القادة العسكريين.
إذ ولد فى مثل هذا اليوم 20 يوليو من عام 356 ق .م، فقام والده فيليب الثانى المقدونى باستدعاء الفيلسوف اليونانى الشهير أرسطو إلى قصره لتعليم الإسكندر.
لم يكن لمقدونيا ذكر هام فى التاريخ قبل أيام " فيليب المقدونى " حيث انتهز فرصة غفلة الولايات الإغريقية فهم ببناء دولته العظيمة. و بانتصاره على الإغريق في واقعة " قيرونة " سنة ٣٣٨ ق .م . خضعت له جميع ولاياتهم، و من ذلك الحين اندمج تاريخ الاغريق في تاريخ مقدونيا.
[[system-code:ad:autoads]]
و لما استتب الأمر لفيليب فى بلاد الإغريق، أراد أن يغزو بلاد فارس انتقاما لما فعله هؤلاء بأثينا فيما مضى، غير أن المنية حالت بينه و بين مآربه، فقتل سنة ٣٣٦ ق . م . و تولى الملك بعده ابنه " الإسكندر " و كان عمره آنذاك عشرين سنة.
استخف الإغريق بالاسكندر فثاروا عليه، و لكنه برهن لهم و للعالم أجمع أنه أشد بأسا و أكبر بطشا مما يظنون، فلم يكد يستتب له الأمر فى هذه البلاد حتى شرع في الاستعداد لغزو الفرس للأخذ بثأر و الانتقام من الفرس. و حين وصل إلى مدينة " أسوس " على الطرف الشمالى من شاطئ البحر الأبيض المتوسط، وهناك قابل جيشا فارسيا بقيادة " دارا الثالث " ملك الفرس سنة ٣٣٣ ق . م . و كثرة العدد لم تجد نفعا بجانب مهارة الاسكندر الحربية، فشتت شمل الجيش الفارسى و فر هاربا، و تعرف هذه الواقعة بواقعة " أسوس " بعد أن هزم الإسكندر الفرس، زحف على مدينة " صور " فأخذها بعد عناء كبير، و بذلك تم اسنيلاؤه على الشام.
ثم قدم إلى مصر عن طريق " بلوز " ( الفرما ) بورسعيد حاليا سنة ٣٣٢ ق . م . رحب به المصريون، لما سمعوه عن عدالة حكمه و لما لاقوه من الذل والهوان في حكم الفرس، ففتحت له مصر أبوابها بدون عناء، و لم يجرؤ الوالى الفارسى على مقاومته و قابله فى منف بترحاب.
توجه الاسكندر إلى " واحة آمون " فى سيوة، و دخل معبد آمون، حيث لقبه الكهنة بابن آمون، و عند ذلك أبدى احتراما كبيرا لديانة المصريين و قدم القرابين لمعبوادتهم، لكنه مع ذلك لم يهمل العادات والتقاليد الإغريقية، فأدخل منها فى مصر الموسيقى و الألعاب النظامية.
و لما رأى الاسكندر أن قرية " راقوتيس " ( راقودة ) ذات موقع بحرى، أنشأ عندها مدينة جديدة له سماها " الإسكندرية " و ما زالت مدينة الإسكندرية من أهم بلاد الدنيا إلى وقتنا هذا. و كان السياح الإغريق يصفونها بأنها " مدينة جميلة: و كان الرومان يعتبرونها أول المدن فخامة و عظمة بعد عاصمة بلادهم.
رحب البايليون بالاسكندر راضين به ملكا لهم، ثم سار إلى بلاد فارس و استولى عليها، و اخترق الاقليم المعروف الآن بأفغانستان و التروكستان الروسية، ثم عبر جبال " الهيمالايا " فدخل شبه جزيرة الهند، و استولى على مقاطعة " البينجاب " و اتجه إلى الجنوب متتبعا نهر السند حتى وصل شواطئ المحيط.
ثم عاد إلى يابل و أخذ ينظم أمور دولته العظيمة، و لكنه أصيب بحمى قضت على حياته سنة ٣٢٣ ق . م . و كان عمره آنذاك ٣٢ سنة و ثمانية شهور. لم يكن الاسكندر قائدا حربيا فقط، بل كان سياسيا عظيما، و كان فى نيته توحيد الشرق والغرب و جعلهما دولة واحدة تحت سلطانه.
و من أهم نتائج فتوحه انتشار الحضارة اليونانية فى الشرق، و صبغ البلاد التى فتحها بالصبغة الإغريقية، و بقيت تلك الصبغة ظاهرة فيها حتى تغلب عليها الاسلام، فكان له فيها أثر آخر.
رفض كبير كهنة "منف" دفن الإسكندر في مدينتهم، وقال لهم كبيرهم "ادفنوه في المدينة التي أسسها هو بنفسه، في ضاحية راقودة "بالقرب من أحد موانئ الإسكندرية المعروف باسم ميناء رافودة القديم"، وذلك لأن المدينة التي سيدفن فيها ستكون دائما عرضة لاضطرابات وتهزها المعارك والحروب.
وقاد بطليموس الموكب إلى الإسكندرية وأنشأ قبرا في المعبد الرئيسي الذي كان يسمى "سوما الإسكندرية"، وهناك تم قبر جثمان الإسكندر.