الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بشرى لأصحاب الحق.. خطيب المسجد الحرام: أنتم محفوظون منصورون وأعدائكم مبتورون مدحورون

بشرى لأصحاب الحق
بشرى لأصحاب الحق

قال الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، إمام وخطيب المسجد الحرام،  إن خطورة استهداف الأوطان والمجتمعات لا تقف على الانحراف في فهم التعاليم الشرعية فحسب؛ بل تتعداها إلى الفكر والتطبيق.

هنا يكمن الخطر

وأوضح " السديس" خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أن هنا يكمن الخطر المحدق بالمجتمع خاصة أمنه وشبابه، فحينما تتعمق الأفكار المتطرفة والمنحلَّة في نفوس هذه الفئام تتحول إلى جرائم تهدد الأوطان وتنذر بخراب الديار، وتجعل منهم وقودا للانحلال والإرهاب، وقوة غاشمة للفساد والإرعاب.

وتابع: وتعمل على زعزعة الأمن وخلخلة النسيج الاجتماعي المتميز، مما يهدد وحدة الأمة، ويبث فيها الفرقة والانقسام إلى أحزاب ضالة وجماعات منحرفة وتنظيمات مشبوهة تعمل على إثارة الفتنة وإذكاء النعرات والعصبيات والتحريش والبلبلة والتشويش، وذلك استهداف للمجتمعات في أعز مقوماتها وهي وحدتها وتضامنها.

 واستشهد بما أخرج الإمام مسلم من حديث جابر بن عبدالله –رضي الله عنهما- أن الرسول صل الله عليه وسلم قال: “إنَّ الشيطانَ قدْ أَيِسَ أن يعبدَه المصلُّون فِي جزِيرة العرَب، ولكنْ في التحريشِ بينهُم”، منوهًا بأن الاستهداف يشمل استهداف الدين والأنفس والعقول والأعراض والأموال ومنه ضروب الافتراء على البرءاء بقذفهم والنيل من أعراضهم.

وأضاف:  ونشر خصوصياتهم وتضخيم هناتهم وطمس حسناتهم ومنه صور الابتزاز والاستغلال، ومنه الاحتيالات المالية عبر المنصات والرسائل الوهمية بدعوى الثراء السريع والتستر التجاري والمساهمات الوهمية واستهداف أموال الناس والاحتيال عليهم، بشتى الوسائل الاعتيادية والرقمية وكذا الاختراقات الإلكترونية، مشيرًا إلى أن أخطر أنواع الاستهداف الاستهداف الاستراتيجي المؤدلج الممنهج ضد الرموز والقدوات في محاولة إسقاط مكشوفة، وهز للثقة بهم مفضوحة.

بشرى لأصحاب الحق

وقال: فيا أيها المبارك الموفق وأمام الاستهدافات ارفع وعيك، وخذ حذرك من خطر المستهدف وإن كنت أنت المستهدف، وأبشر فأصحاب الحق محفوظون منصورون، والأعداء الشانئون مبتورون مدحورون، ﴿وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ﴾، ﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾، داعيًا شباب الأمة أن يدركوا أبعاد هذه الاستهدافات الخطرة، وأن يحصّنوا أفكارهم ضد المؤثرات العقدية والفكرية والسلوكية.

ونصحهم : وألا يكونوا ميدانًا خصبًا لها أو سببا في انتشارها، وأن يقفوا في الأحداث عن علم وبصيرة، معتصمين بالكتاب والسنة على منهج سلف الأمة رحمهم الله، وهنا يؤكد دور الأسرة والبيت والمدرسة والجامع والجامعة، وكذلك القائمين على وسائل الإعلام ومواقع التواصل إلى الوعي بخطورة الاستهداف لدينكم وأوطانكم، لا تكونوا بَوْقًا للمرجفين المخذلين المستهدفين، ولتحرصوا على وأد الفتن في مهدها واجتثاثِها من أصولها وتجفيفِ منابعها، لاسيما في أوقات الأزمات، وعدمِ التهويل والإثارة والمبالغة في التعليقات والأطروحات وبث الشائعات، وإيجادِ صيغة علمية، وآلية عملية للحوار الحضاري، ونشر القيم القويمة، والفضيلة المؤتَلِقة.

وأكد أنه أمام تلك الصيحات الناعبات؛ فإن الواجب الوقوفُ صفًا واحدًا في وجه كلِّ من يحاول شَقَّ الصَّفِّ وإحداثَ الفُرقة والخلل، فإننا نرى العالم من حولنا إلى أين وصل به الحال؛ حيث تغمره أمواج الفتن، ويعاني إخواننا في بقاعٍ شَتَّى صنوفا من الصراعات والأزمات، والنيل من المكتسبات والمقدرات، والتعدي على الحقوق والمقدسات، وبعد أيها المسلمون فلم يعد خافيًا على ذوي البصائر أننا مستهدفون في ديننا وقيمنا وأوطاننا ومجتمعاتنا وأمننا واستقرارنا، ولكن مع خطورة الاستهدافات يجب أن تعيش المجتمعات الوعي والثقة والصبر والإصرار والتلاحم والتفاؤل والبشائر والآمال.