الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

التوصيات الختامية للمعرض والمؤتمر الطبي الأفريقي الثاني «Africa Health ExCon»

صدى البلد

اختتمت اليوم الجمعة 9 يونيو أعمال المعرض والمؤتمر الطبي الأفريقي الثاني « Africa Health ExCon» الذي عقد تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية،  وبمشاركة واسعة من قبل أكثر من 800 ممثل للهيئات الطبية بمصر وأفريقيا.

وقد ناقش المؤتمر التحديات المختلفة التي تواجه الدول الأفريقية في القطاع الصحي والتي تشمل الأمراض المعدية وغير المعدية والأوبئة والمشاكل الصحية المرتبطة بالتغذية إضافة الى تبعات جائحة الكوفيد. كما تطرقت أنشطة المؤتمر إلى مناقشة طرق توطيد التعاون بين دول القارة لإتاحة خدمات الرعاية الصحية الأساسية والأدوية واللقاحات لشعوب القارة.

في البداية يتقدم المشاركون بالشكر والامتنان للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية على تفضله بالموافقة على وضع المؤتمر وجميع الفعاليات المرتبطة به تحت رعاية سيادته، إضافة إلى تفضله بافتتاح المؤتمر والمعرض الطبي، للعام الثاني على التوالي مما يحفز المجتمع الدولي على التركيز في الاستثمار في صحة هذه القارة والحفاظ على الصحة في طليعة الأجندة السياسية المصرية، كما يعكس ذلك اهتمام الدولة المصرية ممثلة في قيادتها بالعمل على تنمية علاقات التعاون والشراكة في القارة الأفريقية، الثناء على حفاوة استقبال الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين الطبي وحرفية تنظيمها لفعاليات الملتقى، والإشادة بالتجربة المصرية في مجال تطوير الرعاية الصحية إحدى الركائز الرئيسية لتحقيق التنمية المستدامة والشاملة.

كما تم توجيه الشكر إلى المركز الأفريقي للوقاية من الأمراض والوقاية منها وإلى منظمة الصحة العالمية للمشاركة في الاستضافة لتقديم الدعم الجماعي والتقني، وكذلك إلى لجنة كوفيد - 19 التي تدعم فخامة الرئيس رامافوزا.

كما نتقدم بالشكر إلى الجمعية الطبية المصرية على إعداد المحتوى العلمي والاهتمام الذي تبديه بالتعليم الطبي والتطوير المهني المستمر وحرصها على الاضطلاع بدورها الرائد والرئيسي في هذا المجال.

يمكن الإشارة الى تبلور العمل الكبير والأنشطة المتعددة والمتنوعة لهذا المؤتمر الضخم في ثلاث مسارات عمل متوازية: المسار الأكاديمي والذي تناول عرض كل الجديد والهام من البحث العلمي في مختلف التخصصات الطبية (25 تخصصا) بمشاركة أبرز الخبراء الدوليين، والأفارقة، والمصريين، والعرب.

فيما يتمثل المسار الثاني يتعلق بالسياسات الطبية وكل ما يرتبط بتطبيقها على أرض الواقع مع التأكيد على الأهمية البالغة لإقامة أسس تعاون فاعلة ومستدامة بين الدول الأفريقية في هذا المجال.

كما يتعلق المسار الثالث بالجانب التقني والذي يمثل العمود الفقري لطرق التشخيص والعلاج في الممارسة العصرية والسليمة للخدمات الصحية. وقد تبلور ذلك في المعرض العملاق الذي شارك فيه أكثر من 300 شركة عالمية هم قمة الإنتاج التكنولوجي المتطور لكل الأجهزة والمستلزمات الطبية والمستهلكات التي لا تجتمع إلا في هذا المؤتمر، بما يتيح لجميع المشاركين – سواء من كبار المسؤولين عن السياسات الصحية في الدول الأفريقية الأطباء ومن غيرهم من المعنيين بتقديم خدمات الرعاية الصحية – التعرف على كل جديد ومبتكر في هذا المجال.

فيما يلي استعراض لأهم مخرجات المؤتمر:

-       العمل على تطبيق خطة التنمية المستدامة لعام 2030 والهدف الإنمائي الثالث الوارد بها والخاص بضمان تمتّع الجميع بأنماط عيش صحية والرفاهية في جميع الأعمار، ومقاصده المتعددة التي تتضمن إتاحة خدمات الرعاية الصحية الأساسية الجيدة وإمكانية حصول الجميع على الأدوية واللقاحات الفعالة والميسورة التكلفة، ودعم البحث والتطوير في مجال اللقاحات والأدوية للأمراض المعدية وغير المعدية التي تتعرض لها البلدان النامية في المقام الأول، في اطار خطة العمل العالمية لمنظمة الصحة العالمية للوقاية من الأمراض غير المعدية ومكافحتها بحلول عام 2030 وسياسة «أفضل المشتريات» وكذلك أطر عمل مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في أفريقيا لمكافحة الأمراض غير المعدية مثل الوقاية من مرض السكري في أفريقيا والمبادرة «وضع حد لأمراض القلب الروماتيزمية في أفريقيا».

-       الدعوة إلى صياغة استراتيجية قارية للتطبيقات الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي على مستوى القارة الأفريقية، تعتمد في تصميمها وتنفيذها على العقول الأفريقية، وتأخذ بعين الاعتبار الحقائق التي تنفرد بها القارة، وعلى نحو يساهم إسهاماً مباشراً وملموساً في زيادة استفادة الشعوب الأفريقية من الخدمات الصحية وتحسين استجابة الأنظمة الصحية لاحتياجات الفرد والمجتمعات المحلية، فضلاً عن الارتقاء بجودة الخدمات الصحية وكفاءتها، وتمكين المرضى، ومنحهم إمكانية الاطلاع على معلومات الرعاية الصحية الخاصة بهم.

-       إطلاق قاعدة بيانات إلكترونية موحدة تربط بين كافة الدول الأفريقية لتمهيد طريق التعاون القاري في المجال الصحي على مستوى الخبراء والشركات، وتأسيس شراكات لتنفيذ وتقييم التعاون القاري.

-       الاتفاق على حزمة من الإجراءات لتكثيف التعاون بين الجهات الصحية الأفريقية المختلفة، من بينها إجراء بحوث مشتركة مبنية على الاحتياجات والأولويات المجتمعية مع الاستفادة بالتكنولوجيات الجديدة، وتبادل وعرض الملفات الطبية، وتبادل السياحة العلاجية، وعلى نحو يساهم في إثراء الخبرات الوطنية لدول القارة.

-       البدء في ترتيبات إطلاق نظام موحد لإدارة المنشآت الصحية في القارة تأخذ بين الاعتبار كافة المتطلبات الخاصة بتطبيق أعلى معايير الجودة العالمية استناداً إلى الخبرات التي اكتسبتها الهيئات المصرية للشراء الموحد.

-       تنفيذ مجموعة من الدورات التدريبية للعاملين بالقطاعات الصحية الأفريقية في الموضوعات المرتبطة بتصميم وتطبيق السياسات الصحية، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية خلال العامين المقبلين إضافة إلى إصدار كتيب بعدة لغات في عام 2024 بأهم المواد التعليمية التي تشملها هذه الدورات.

-       مضاعفة الجهود الرامية إلى توطين الصناعات الدوائية في القارة واللقاحات والمستلزمات الطبية الأخرى.

-       إطلاق قوافل طبية المصرية في أفريقيا للتواجد في مناطق نائية جغرافياً وتنفيذ جراحات متوسطة وكبيرة ومعالجة حالات مرضية.

-       تشجيع الجهات البحثية المعنية على كل من الآتي:

●       دراسة مقترح تسجيل وتسعير الأدوية بشكل موحد في إطار آليات العمل التابعة لمنظمة الاتحاد الأفريقي

●      بلورة تصور لتشجيع التفاعل بين الحكومات الأفريقية والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات الأكاديمية والبحثية والمؤسسات الخيرية والقطاع الخاص، وإدماج الجانب الصحي في جميع السياسات لإيجاد حلول للتحديات الصحية.

كذلك تابع المؤتمر تقدم مبادرة "صحة أفريقيا.. من توريد العلاج إلى الشفاء" التي تم إطلاقها خلال النسخة الأولى من المؤتمر والتي انعقدت في القاهرة سنة 2022. وتستهدف المبادرة توسيع القدرات الأفريقية البشرية والمادية لإنتاج 25% من اللقاحات وأدوات ومعدات ومستلزمات العلاج بحلول عام 2030، فضلاً عن تعزيز الموقف التفاوضي للدول الأفريقية في استيراد الدواء ومستلزمات العلاج التي لا يتم إنتاجها في القارة بما يضمن عمليات شراء ذات كفاءة استراتيجية.

وأكد اللواء طبيب بهاء زيدان رئيس الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين على توافق المشاركون على إعادة الاجتماع بهذه الصيغة بشكل دوري كل عام في مصر من منطلق قناعتهم بأن هذه المنصة الجديدة ستولد أوجه تآزر جديدة بين أطراف التنمية الصحية والجهات الفاعلة في أفريقيا، حيث تحدد مبدئياً النصف الثاني من عام 2024 للاجتماع المقبل، مضيفاً أن الهيئة سوف تبدأ في الإعداد لوثائق اجتماع 2024 ومتابعة تنفيذ الخطوات التي تم الاتفاق عليها خلال المؤتمر.

من ناحية أخرى، عبر الاستاذ الدكتور عادل عدوى وزير الصحة الأسبق ورئيس الجمعية الطبية المصرية عن تقدير المشاركين في المؤتمر البالغ لاستضافة مصر هذا المؤتمر ومبادرتها في وضع التصور الخاص به، مثنياً بشكل خاص على حفاوة استقبال الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين الطبي وحرفية تنظيمها لفعاليات المؤتمر.