EN 
يستعد أكثر من 700 ألف طالب وطالبة بالصف الثالث الثانوي، لخوض ماراثون امتحانات الثانوية العامة للعام الدراسي الحالي 22/ 2023، والمقرر انطلاقها يوم الإثنين 12 يونيو الجاري، والذي يخصص للمواد غير المضافة للمجموع، على أن تبدأ يوم 18 يونيو للمواد الأساسية؛ للشعبتَين الأدبي والعلمي.
وتسود حالة من التوتر والقلق المبالغ فيه من جانب الطلاب وأولياء الأمور، مع اقتراب امتحانات الثانوية العامة التي يفصلنا عنها 5 أيام فقط، لأنها تعد مفصل الحياة بالنسبة للطلاب، حيث يتحدد عن طريقها مستقبلهم والكلية التي سيلتحقون بها وحياتهم فيما بعد.
ويعاني كثير من طلاب الثانوية العامة من مشكلات نفسية، بسبب التوتر والقلق الناتج عن الامتحان، وخلال هذه الفترة لا ينحصر التوتر والقلق على الطلاب فقط، ولكن تدخل الأسرة نفس الدائرة وأحيانا أكثر، فتوتر الأهالي ينتقل للطلاب ويظهر عليهم الانزعاج وعدم السيطرة على الموقف.
امتحانات الثانوية العامة 23
ومن جانبها أصدرت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، عدة تعليمات بشأن تعامل طلاب الثانوية العامة مع بوكليت ورقة الأسئلة وورقة البابل شيت أثناء الامتحانات، وجاء التعليمات كالتالي:
- كتابة خطوات للحل في ورقة الأسئلة؛ ولكن لا بد من نقلها إلى كراسة الإجابة، لأنه سيتم تصحيح ورقة الإجابة فقط.
- يجب على الطالب نقل وكتابة رقم نموذج الأسئلة في ورقة البابل شيت؛ حيث إنه في حالة إذا كان رقم نموذج الأسئلة "أ" يسجل الطالب رقم "أ" في نموذج البابل شيت، ولو "ب" يقوم بوضعه في ورقة البابل شيت، و"ج" يكتبه في كراسة الإجابة، وأيضًا نموذج رقم "د".
وقدم الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، نصائح لأولياء الأمور لطرق التعامل مع أبنائهم قبل امتحانات الثانوية العامة.
وقال المهدي خلال مداخلة مع قناة "صدى البلد"، اليوم الأربعاء: يجب على أولياء الأمور عدم نقل الرعب وااخوف لأبنائهم وأن الثانوية العامة ستحدد مصير الإنسان طوال حياته، محذرا من زيادة درجة القلق الذي يعيق المخ عن التفكير والتذكر.
وتابع أستاذ الطب النفسي، أن المقارنات بين الأبناء والتوقعات المبالغ فيها ممنوعة، ناصحًا بالتعامل مع الطلاب بهدوء وبث الطمأنينة في نفوسهم "عارفين إنك هتعمل اللي عليك.. وإحنا راضيين بالنتيجة أيا كانت مادام إنك عملت اللي عليك".
كما قدم محمد المهدي، روشتة لطلاب الثانوية للتعامل مع "المذاكرة" بهدوء، محذرًا من تبادل الأفكار السلبية التي تبث الإحباط واليأس ولو على سبيل الهزار مثل "المجاميع السنادي هتكون مرتفعة ومش هنعرف ندخل كلية"، مؤكدا أن مفهوم كليات القمة خاطئ ويجب إنهاؤه واعتبار أن الجامعات كلها على مستوى واحد.
ونصح المهدي طلاب الثانوية العامة بممارسة الرياضة يوميًا لأنها تخرج الطاقة السلبية، والخروج لمكان مفتوح ومريح عند الشعور بالضيق.
مرحلة حاسمة للآباء والأبناء
وقال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسى بالاكاديمية الطبية العسكرية، إن القلق والتوتر من العلامات المميزة لفترة امتحانات الثانوية العامة عند الطلاب وأسرهم، والخوف أمر طبيعي ورد فعل تلقائي، خاصة أنها "المرحلة الحاسمة التي تحدد مصير كل طالب".
وأضاف فرويز - في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن هذه الفترة صعبة أكثر بالنسبة للأهالي لأنه لا يوجد دولة الطب يطلب فيها 99% إلا في الشرق الأوسط، وهذا يمثل ضغطا نفسيا كبيرا على الأهالي، بجانب أن الطالب "عارف نفسه مذاكر ولا لا"، لكن الأسرة لديها رغبة تسعى إلى تحقيقها وقد تكون هذه ليست رغبة الابن.
وأكد أن الفيسبوك مصدر رئيسي للإحباط وتصديره للآخرين، والهدف منه في هذه الفترة تشتيت الطلاب وإدخالهم في قلق وتوتر ويشعرون بفقدان الثقة في أنفسهم.
وطالب فرويز، الطلاب بالتركيز في المناهج بكل دقة، كما أطالب الأهالي بأن يجعلوا بيوتهم هادئة لأن الهدوء يجلب الراحة النفسية لطلاب الثانوية العامة، وفي فترة الامتحانات عليهم تأجيل المشاكل الأسرية أو حلها بعيد عن الأولاد.
وتابع: "لا تشتتوا أولادكم بالأحداث، ولا تقارنوهم بأقرانهم، لأنه سبب رئيسي في الضغوط النفسية والشكوى المستمرة للطلاب من الأسرة، ولا تنتقدوهم طوال الوقت، "طمنوهم” واطلبوا منهم ما يستطيعون، وعلى الطلاب التركيز في المنهج الفيسبوك لن يفيد بشيء".
واختتم قائلا: "وبعد الانتهاء من الامتحان على الطالب إعطاء فرصة للترفيه عن نفسه مع الأهل أو الأصدقاء دون التفكير في صعوبة الامتحان أو التفكير المبالغ فيه في القادم".
جدول الثانوية العامة 2023
وتعقد الامتحانات وسط إجراءات أمنية واحترازية مشددة، على مستوى الجمهورية، وفقاً لنظام الامتحانات الذي اعتمده الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم، بأن تعقد الاختبارات بين الأسئلة المقالية والاختيار من متعدد.
- الإثنين 12 يونيو، التربية الدينية والتربية الوطنية.
- الثلاثاء 13 يونيو، الاقتصاد والإحصاء.
- الأحد 18 يونيو، اللغة العربية.
- الثلاثاء 20 يونيو، اللغة الأجنبية الثانية.
- الأحد 25 يونيو، الكيمياء لطلاب الشعبة العلمية، والجغرافيا لطلاب الشعبة الأدبية.
- من 27 يونيو 2023 حتى 1 يوليو 2023، يحصل الطلاب على إجازة عيد الأضحى المبارك، لمدة خمسة أيام.
- الأحد 2 يوليو، الفيزياء لطلاب الشعبة العلمية، والتاريخ لطلاب الشعبة الأدبية.
- الثلاثاء 4 يوليو، الرياضيات التطبيقية "الاستاتيكا" لطلاب شعبة علمي رياضة.
- الخميس 6 يوليو، اللغة الأجنبية الأولى.
- الأحد 9 يوليو 2023، الجيولوجيا والعلوم البيئية لطلاب شعبة علمي علوم، والتفاضل والتكامل لطلاب شعبة علمي رياضة، وعلم النفس والاجتماع لطلاب الشعبة الأدبية.
- الثلاثاء 10 يوليو، الديناميكا لطلاب شعبة علمي رياضة.
- الخميس 13 يوليو 2023، الأحياء لطلاب شعبة علمي علوم، والجبر والهندسة الفراغية لطلاب شعبة علمي رياضة، والفلسفة والمنطق لطلاب الشعبة الأدبية.
عزل تام عن السوشيال ميديا
من جانب آخر قال الدكتور محمد هاني، استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية، إن التأثير النفسي على طلاب الثانوية العامة هذا العام من أصعب التأثيرات النفسية على مدار السنين الماضية، فكلمة الثانوية العامة وحدها تشعرنا بارتباك، فهذه السنة تجعل الطالب في حالة توتر مستمرة.
وأوضح هاني، في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن كثرة الشائعات تجعل الطلاب في حالة غير مستقرة، وعلى الأسرة أن تعزل أبناءها عزلاً تامًا عن السوشيال ميديا، معقبا: "لأن الطالب لو من المتفوقين دراسياً مع كثرة الضغوط النفسية تجعله ينهار".
وأضاف: "توجد صفحات مفبركة يتم إنشاؤها مخصوص لتدمير الصحة النفسية للطالب وتفقده الثقة في نفسه"، مشيرا إلى أنه على الأسرة أن تمتنع عن عتاب الأبناء في حالة إخفاقهم في الامتحانات، لأن الطالب في مرحلة مراهقة لا يستوعب الضغوط النفسية التي عليه.
وأكد استشاري الصحة النفسية، أنه على الطالب عدم استخدام مواقع التواصل الاجتماعي باستمرار، وعلى الأسرة أيضا عدم متابعة الأخبار التي تسبب القلق والتوتر على مواقع التواصل الاجتماعي مثل “فيسبوك” و"تويتر"، ونقل هذا الشعور للأبناء.
وتابع: "لا بد من توفير المناخ الآمن لأولادنا، ونوضح لهم أن الثانوية العامة ليست نهاية العالم، ومجاميع الثانوية العامة هي رزق، ومثال على ذلك المتفوقون في كل السنوات لم يحصلوا على مجموع في الثانوية العامة، فهذا ليس شرطا للنجاح.
واختتم تصريحاته قائلا: "على الطالب عدم مراجعة الامتحان، والتركيز الكلي في المواد القادمة"، مشددا على ضرورة توفير الأسرة الهدوء النفسي والدعم لأبنائها ليتحقق النجاح والتفوق.
