قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

في ذكراه .. محطات بارزة بمسيرة الفنان الفرنسي بول غوغان مبدع تقنيات اللون والمنظور في الرسم الخلاب

الرسام الفرنسي بول غوغان
الرسام الفرنسي بول غوغان
×

يصادف السابع من يونيو ذكرى ميلاد الرسام الفرنسي بول غوغان، مؤسس الحركة الانطباعية الجديدة، إذ أحدثت لوحاته ذات الألوان الزاهية المسطحة والجريئة ثورةً في مجال الفن.

وُلد بول غوغان في باريس، في السابع من يونيو 1848، وغادرت أسرته فرنسا عندما تولى الإمبراطور نابليون الثالث الحكم في 1849؛ فانتقلت إلى مدينة ليما في البيرو، حيث قضى بول غوغان السنوات الست التالية من طفولته هناك، وفي 1855 عاد مع والدته وأخوته إلى فرنسا، وعاشوا بضع سنوات مع أقاربهم في "أورليان"، قبل أن يعودوا بعدها إلى باريس في 1861.

[[system-code:ad:autoads]]

أدى بول خدمته العسكرية في سن السابعة عشر على متن سفن تجارية وحربية، وشارك في الحرب الفرنسية البروسية في عام1870، وبعد خروجه من طاقم البحرية وعودته إلى فرنسا صاغ بول غوغان مهمة ناجحةً في مجال البورصة بباريس. وفي نوفمبر 1873، تزوج من امرأة دنماركية تدعى "ميت صوفي جاد"، وأنجبت له طفلان. ومنذ 1873، كان بول غوغان يقضي عطلات نهاية الأسبوع في الرسم، وفي مرحلة ما، أدرك أنه كان يضيع وقته فحسب.

الحركة الانطباعية

تقاطع اهتمام بول غوغان الخاص بالفن والحركة الانطباعية الجديدة في أبريل 1874، وذلك في المعرض الانطباعي الأول في باريس، إذ حاول الانطباعيون مثل "كلود مونيه" التقاط التأثيرات اللحظية للضوء واللون، ما أثار أعجاب غوغان. وكان أحد القلائل المشترين في المعرض.

استحسن بول غوغان فكرة التحوّل من هواية الرسم إلى احترافه، فالتحق بأكاديمية “كولاروسي” للفنون في عام 1876. وفي العام نفسه وافق صالون باريس على لوحتة "مشهد المنظر الطبيعي في فيروفلاي".

تأثر بول غوغان بالفنان الانطباعي "كاميل بيسارو" سيد المناظر الطبيعية، وبأعمال الفنان الواقعي "إدغار ديغا". وتردد غوغان مع إحدى جماعات الانطباعيين إلى مقاهي باريس، لكنه لم يستطع الاتفاق مع الجميع بسبب شخصيته العدائية، إذ أصبح "بول سيزان" عدوًا له، بالرغم من إعجابه بأعماله. وكان الشاب المنشق "فان جوخ" أحد أصدقائه المقربين.

مواضيع جديدة

حاول الانطباعيون تصوير الضوء بدقة في لوحاتهم، لكن هذا لم يكن وحده ما أثر في بول غوغان. إذ استخدم الرسامون الانطباعيون ألوانًا أكثر إشراقًا، وضربات فرشاة حالمة، ورسموا في الهواء الطلق، وتعاملوا مع مواضيع جديدة مثل الحياة اليومية في الشارع.

دعاه زملاؤه الفنانون لعرض أعماله في المعرض الانطباعي المستقل الرابع في باريس في أبريل 1879.

قرر غوغان بعد انهيار سوق الأسهم في باريس 1882 التخلي عن عمله في المدينة؛ ليصبح فنانًا بدوام كامل بدءًا من يناير 1883. وفي 1884، انتقل إلى مدينة روان على أمل زيادة مبيعات لوحاته، ولم يكن قرارًا موفقًا، فانتقل مع أسرته إلى "كوبنهاجن"، حيث حصل على فرصة الانضمام لمعرض جمعية الفنون الجميلة في كوبنهاجن، مع أنه فشل في إثارة الكثير من الاهتمام العام. قرر غوغان الاستقلال عن زوجته، وعمل في مجال التدريس والترجمة. وفي يونيو 1885، عاد إلى باريس، ومنها إلى مدينة “دييب”.

شارك بول غوغان في المعرض الانطباعي الثامن في مايو 1886، مقدمًا 19 عملاً فنيًا، لكنه أحس بالغربة نظرًا لانتقال العديد من الانطباعيين القدامى، ولأنه لم يُمنح المكانة المريحة ذاتها في المجتمع التي كان يتمتع بها عندما كان سمساراً في البورصة وجامع للأعمال الفنية.

انتقل بعد ذلك إلى بلدية "بونت آفين"، وهناك طور غوغان أسلوبه المميز، معتمدًا على الألوان الأكثر إشراقًا، ومستخدمًا ضربات فرشاة أكثر سماكةً لإنشاء خطوط عريضة جريئة، ومناطق حية ذات ألوان مسطحة.

العودة إلى باريس

عاد إلى باريس مع حلول الشتاء، لكنه اضطر إلى قضاء أربعة أسابيع في المستشفى لإصابته بالذبحة الصدرية، ثم تولى صناعة الفخار. وكان بحث غوغان عن وسائل جديدة لفنه مستمرًا حينها، فقرر زيارة مدينة بنما مرة أخرى في أبريل 1887، حيث تبين له أن الحصول على أي عمولات من اللوحات بين سكان بنما الأكثر ثراءً أمر بعيد المنال، فاضطر غوغان إلى العمل لبعض الوقت في موقع لبناء عملاق الذي كان في طريقه ليصبح قناة بنما. ثم أصيب بعدها بالزحار، فغادر إلى مستعمرة مارتينيك الفرنسية في يونيو.

أسلوب البدائية

جرب غوغان تقنيات متنوعة في اللون والمنظور، وكثيراً ما استخدم الرموز لإثارة المشاعر داخل مؤلفاته، وقدم في لوحاته مشاهدًا مُبسطة متعمدًا. فأصبح هذا الأسلوب معروفًا باسم البدائية أو التوليف. إذ استُوحيَ هذا الأسلوب من أعمال المينا الخزفية في العصور الوسطى، والمطبوعات اليابانية، والفن المحلي.

استُخدمت فيه الخطوط العريضة القوية المظلمة لإحاطة المناطق ذات الألوان الخفيفة، مثل الصور في النوافذ الزجاجية الملونة، وكان هذا الأسلوب واحدًا من الأساليب العديدة التي حلت محل الانطباعية، وصُنفت على أنها ما بعد الانطباعية، مع أن هذا المصطلح لم يُصَغ حتى عام 1910.

نفد مال غوغان، ولم يستطع دفع أجرة عودته إلى فرنسا، فكان السبيل الوحيد للخروج هو العثور على سفينة تقبل أن توظفه ليتمكن من عبور المحيط الأطلسي. فتمكن من ذلك، وعاد إلى باريس في 1887. بدأت الأمور بالازدهار، فتسببت لوحاته في “مارتينيك” بإثارة ضجة كافية، ما دفع تاجر الأعمال الفنية " فان جوخ" إلى شراء بعض منها، واشترى أيضًا بعضًا من أعماله السيراميكية، وسمحت هذه المبيعات وغيرها لغوغان بالانتقال إلى “بونت آفين” مرة أخرى في فبراير 1888.