فارق الدكتور أحمد عماد الدين، وزير الصحة الأسبق، الحياة أول أمس الإثنين بعد خضوعه لعملية جراحية في القلب بأحد المستشفيات الخاصة بمدينة نصر.
وأوضح مصدر طبي في المستشفى، أن الدكتور عماد الدين حضر إلى المستشفى في الظهر وأجرى عملية قسطرة علاجية وتركيب دعامات بالقلب بدأت في الساعة 1 ظهرًا، وانتهت في الساعة 3 عصرًا، وخرج من العملية وهو في حالة جيدة، وتعتبر العملية الجراحية التي خضع لها الدكتور عماد الدين تعد من العمليات الجراحية الحرجة، وتتطلب متابعة دقيقة بعد العملية.
نزيف في المعدة
ووفقًا لمصدر طبي في المستشفى الذي كشف النقاب عن تفاصيل وفاة الدكتور أحمد عماد الدين، فتم رصد هبوط في الضغط في تمام الساعة 5 مساءً، وبعد الفحص تم تشخيص وجود نزيف في المعدة الذي أدى إلى هبوط حاد في الدورة الدموية ووفاته، ويعتقد المصدر الطبي أن تناوله أدوية السيولة بعد العملية الجراحية كان السبب في النزيف، وأشار المصدر أيضًا إلى وجود مشاكل مرضية سابقة في المعدة، مثل القرحة وغيرها، قد تأثرت بالأدوية التي تناولها.
وكان الدكتور عماد الدين يعاني من آلام متكررة في الصدر قبل خضوعه للعملية الجراحية الحرجة لإجراء قسطرة وتركيب دعامة بالقلب، ودخل المستشفى في نفس اليوم المحدد مسبقًا للعملية.
وأكد المصدر أن الدكتور عماد الدين خرج من العملية في حالة وعي وتفاعل مع الطبيب وأهله في الغرفة، وكان من المقرر له مغادرة المستشفى في نفس اليوم،فضلا عن تسجيل كل ما تم من إجراء طبي أثناء العملية.
ونعت رئاسة الجمهورية وزير الصحة الأسبق، وقالت "إن الفقيد قامة طبية ورمز للعمل الدؤوب والتفاني ودماثة الخلق، وقدم إسهامات مخلصة في خدمة وطنه طوال فترة عمله للنهوض بمستوى الرعاية الصحية للمواطنين".
وأضافت الرئاسة أن الرئيس عبد الفتاح السيسي تقدم بخالص التعازي لأسرة الفقيد.
ومن جانبه، نعى الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة الحالي الوزير الأسبق، مؤكدا أنه رحل بعد مسيرة علمية وبحثية حافلة بالإنجازات على المستويين المحلي والعالمي.
أشهر جراحي العظام
وتولى الدكتور أحمد عماد الدين وزارة الصحة في سبتمبر 2015 وانتهت فترة عمله في يونيو 2018،وخلفته بعدها الدكتورة هالة زايد.
وولد الدكتور عماد الدين في يوم 8 يونيو عام 1955، ولفت انتباه العالم بإنجازاته، ويعد ضمن أشهر جراحي العظام في مصر، وحصل على درجة البكالوريوس في الطب عام 1985، وحصل على درجة الماجستير في جراحة العظام عام 1987، وأكمل درجة الدكتوراه في عام 1989.
وعمل الدكتور عماد الدين وكيل لكلية الطب في جامعة عين شمس، وتم انتخابه عميدًا للكلية، كما شغل مناصب عديدة، بما في ذلككان وراء إنشاء أول وحدة متخصصةفي تشخيص أمراض الجهاز الهضمي والمريء في الجامعة، ورفع كلية الطب في عهده إلى مستوى عالمي حيث تم إدراجها ضمن أفضل 300 كلية طب في العالم، وتوفي الدكتور أحمد عماد الدين في يونيو 2023، وهو نفس الشهر الذي وُلد فيه.
واختير من بين 3 أطباء، للخضوع لدورة تدريبية مُكثفة على جهاز مفصل حوض لا يتجاوز حجمه 3 سنتيمترات، يسمح بعودة الحركة الطبيعية بنسبة 95%، خلال 15 يومًا، بزيادة قدرها 15% في حال تركيب المفصل قبل تطويره، وذلك على يد مخترعي الجهاز "إيطالي وألماني"، حيث أجريت بالكامل وبنجاح على يد الفريق المصري برئاسة الدكتور أحمد عماد الدين راضي.
حقيقة حدوث خطأ طبي
وأكد الدكتور عادل الأتربي، أستاذ أمراض القلب بجامعة عين شمس، أنه لم يثبت حتى الأن وجود أي خطأ طبي في عملية الدكتور أحمد عماد، مضيفا أن الدكتور أحمد عماد خرج من العملية بصحة جيدة وكان يمشي على قدميه قبل حدوث المضاعفات.
وأشار عادل الأتربي، خلال لقاء له لبرنامج “يحدث في مصر”، عبر فضائية “ام بي سي مصر”، إلي أن مريض القلب بعد تركيب الدعامة يرجع طبيعيا ويمارس حياته بشكل عادي.
وأضاف أستاذ أمراض القلب، أنه في الوقت الحالي يمكن الإكتشاف المبكر لأمراض القلب بالأشعة المقطعية، مؤكدا ان الحزن الشديد قد يؤدي لأزمات قلبية في عمر صغير رغم أن الشرايين تكون سليمة.