الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ما سبب تسمية سورة الجن بهذا الاسم؟.. لصعوبة معرفة أقدار الخلائق

ما سبب تسمية سورة
ما سبب تسمية سورة الجن

لاشك أن معرفة ما سبب تسمية سورة الجن بهذا الاسم يعد من أسرار هذه السورة التي ترتبط بمخاوف البعض، وفي الوقت ذاته تثير فضول البعض ، حيث إن تسمية إحدى سور القرآن الكريم باسم الجن كما يثير في النفوس الخوف فإنه كذلك يثير الحيرة ، ولعل معرفة ما سبب تسمية سورة الجن بهذا الاسم ؟، هو السبيل لإنهاء تلك الحيرة ووقف التساؤلات بل وقد يزيل الخوف من القلوب ويحدد قدر كل من الإنس والجن وأيضًا العلاقة بينهما كما أرادها الله سبحانه وتعالى لخلقه .

ما سبب تسمية سورة الجن بهذا الاسم

ورد أنه سُميت سورة الجن بهذا الاسم بسبب ورود قصة فيها عن الجن الذين استمعوا إلى آياتِ القرآنِ الكريم، وآمنوا بها بعد أقروا بندمهم على ما سبق من الضلال، وتوبتهم إلى الله تعالى، وبراءتهم من مَنهج إبليس اللعين، فبينما كان النبي - عليه الصلاة والسلام - متوجهاً هو وأصحابه إلى سوقِ عُكاظ، لاحظ الجن أنَّ أمراً ما استجدَ وتغير؛ فبعدَ أنْ كان الجن يسترقونَ السمع إلى خبر السماء وما يُقدرُه الله تعالى للخلائق من أمورِ الغيب، أصبح الأمر صعباً وشاقاً للغاية، فقد سخر الله تعالى الشُهُب والنيازك تَتَربص بالجن الذين يسترقون السمع، وتقذفهم من كل جانبٍ يأتونَ منه. 

وجاءَ الجن إلى أقوامهم لِيُعلِموا الخبر ويستبينوا المسألة فقال بعضهم: أذهبوا في مشارق الأرض ومغاربها حتى تعلموا ما استجد من أمر ذلك، فذهب بعضهم نحو تهامة إلى رسول الله - عليه الصلاة والسلام - وهو يُصلي بأصحابهِ صلاة الفجر، وفي هذه اللحظات استمع الجن إلى آيات القرآن الكريم فعلموا الأمر، فسارع الجن إلى أقوامهم يعلمونهم الخبر وكيف أنّهم استمعوا إلى القرآن العجب الذي لم يَسبق لهم سماعُ مثل آياته، وآمن الجن بدعوة الله تعالى وامتثلوا لرسالة التوحيد بعد أنْ أدرَكوا أنّهم لنْ يعجزوا الله تعالى في الأرض، وبعد أنْ أدركوا أنَّ الرّشد والبعد عن الضلالة هو السبيل الوحيد لنيل رضى الله تعالى وثوابه، ونَعتَ الجن حال البشر الذين يلوذون بالقاسطين منهم ظانين أنّ عندهم الخبر واليقين، وهم في واقع الحال لا يزيدونهم إلا رهقاً وتعباً وعجزاً.

سورة الجن

ورد أن سورة الجنِّ هي سورة مكيَّة بالاتفاق، ، من المفصل، وعدد آياتها هو 28 آية، وترتيبها في المصحف 72، في الجزء التاسع والعشرين ، ومن المرجّح نزولها في السنة العاشرة للبعثة، فقد وردت آثار تقول بأنّها نزلت عقب عودة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من الطائف بهدف دعوة قبيلة ثقيف، وقد نزلت بين سورتي الأعراف ويس، وتقع بين سورة نوح والمزّمل في ترتيب سور المصحف، وتسمَّى بسورة (قل أوحيَ)، بدأت بفعل أمر قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا، نزلت بعد سورة الأعراف، وقد بينت سورة الجن أن الجن مكلفون كبني آدم، ومنهم المؤمن الكافر، وأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما عليه إلا التبليغ بالرسالة، وإيصال القرآن الكريم؛ ليكون منهجًا للمسلمين في الحياة الدنيا، ولكي يصل بهم إلى السعاد الدنيوية والآخروية.

الإنس والجن

خاطب الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز صِنفين من مخلوقاته وهما الإنس والجن؛ فالإنس هم ذرية آدم - عليه السلام - الذين استخلفهم الله تعالى في الأرض وأمرهم بعبادته وتوحيده، ورتب لهم يوم القيامة ثواباً للصالحين وعقاباً للمسيئين، والإنس كرمهم الله تعالى على كثيرٍ من خلقه بأنْ خلقهم في أحسنِ تقويم، ورزقهم من صنوف الطيبات والخيرات المسخّرة لهم في البر والبحر. الجن هم خلق الله الآخر؛ إذ خُلقوا من نار بينما خُلق الإنس من طين، والجِن فيهم الصالحون الذين آمنوا برسالاتِ الله تعالى السماوية والتي أنزلها على أنبيائه، ومنهم القاسطون والظالمون الذين تمرّدوا على أمر الله تعالى وفسقوا وطغوا، وزعيم هؤلاء هو إبليس عليه لعنةُ الله تعالى الذي أبى الامتثالِ لأمرِ الله تعالى والسجودِ لآدم، وقد وَرد ذكر الجن في مواطنَ عدةَ في القرآن الكريم، كما سُمّيت سورةٌ في القرآن باسم الجن.