منال الشرقاوي تكتب: الثانوية العامة بين الآمال والقلق

مع اقتراب موعد امتحانات الثانوية العامة في كل عام ، ينتابني شعور بالقلق ،لا أعرف له سبباً ،فقد مر على وجودي في الثانوية العامة عشرات السنين!
ولم الثانوية العامة تحديداً؟!
تعد الثانوية العامة إحدى المحطات المهمة في حياة الشباب، حيث يخوضون تجربة قاسية ومهمة في رحلة تحصيلهم العلمي وبناء مستقبلهم المهني، إنها فترة تجمع بين التحديات والضغوط ، فهي بوابة الالتحاق بالتعليم العالي والحصول على فرص عمل أفضل في المستقبل.
ومع ذلك، يواجه الطلاب العديد من التحديات أثناء مسيرتهم الدراسية، بدءًا من ضغوط الدراسة وحفظ المواد، وصولًا إلى الكليات التي قد يلتحقون بها سواء كان ذلك برغبتهم ،أو رغماً عنهم بسبب التنسيق!
ومن أجل ذلك يتطلب الأمر من الطلاب التخطيط والتنظيم الجيد، والعمل الجاد والمثابرة، فيجب عليهم التنظيم الزمني، والاستعداد المبكر للامتحانات والاختبارات. إلى جانب ذلك، يلعب الدعم العائلي والمدرسي دورًا هامًا في تحفيز الطلاب وتوجيههم نحو النجاح.
إن أحد التحديات الرئيسية التي يواجهها الطلاب هو طبيعة الامتحانات والمنهج المكثف، فنجد أنه يجب على الطلاب دراسة مجموعة واسعة من المواد في فترة زمنية محدودة، مما يتطلب منهم تنظيم الوقت والاستعداد الجيد، إن هذا الضغط النفسي المرتبط بالامتحانات قد يؤثر على الصحة العقلية والنفسية للطلاب، وبالطبع يزيد من قلق الأهالي
بالإضافة إلى ذلك، يتساءل العديد من الأهالي عن جودة التعليم والمنهج الدراسي المعتمد في الثانوية العامة! وقد يشعرون بعدم الثقة في النظام التعليمي وتساؤلات حول مدى تأهيل الطلاب لمواجهة تحديات سوق العمل وتلبية متطلبات الحياة بعد ذلك وسوق العمل.
وللأسف، تشكل الثانوية العامة تحديًا للطلاب وذعرًا للأهالي، ولذا يجب على الجميع أن يتعاملوا معها بروح إيجابية وتفاؤل، فيتطلب الأمر دعم الطلاب وتوجيههم وتذكيرهم بأن هذه المرحلة هي فرصة للتطور والنمو الشخصي، وذلك من خلال التعاون بين الطلاب وأولياء أمورهم والمدرسين.
وفي ظل كل هذه التحديات، يصبح دور أولياء الأمور حاسمًا في دعم الطلاب وتوفير الدعم النفسي والعاطفي لأبنائهم، ويجب عليهم تشجيع الطلاب على تحقيق أهدافهم بصبر وثقة، لأن كل هذا سينعكس على نفسية الأبناء.
وهنا أجد أنه من الضروري أن يكون هناك توعية وتثقيف للأهالي حول أهمية دعم الطلاب وتقديم الدعم اللازم لهم في هذه المرحلة ،وأن الثانوية العامة ليست نهاية العالم، بل هي مجرد بداية لمرحلة جديدة من التعليم والتطور الشخصي، حيث يمكن للطلاب استغلال هذه المرحلة لاكتشاف قدراتهم واهتماماتهم وتحديد مساراتهم المستقبلية .
وأوجه رسالتي لكل الطلاب ، فأنا أعلم جيداً أن الثانوية العامة قد تكون صعبة، ولكن هذا ما يجعل النجاح فيها أكثر قيمة وإشراقًا. . لا تيأس، فأنت أقوى مما تتخيل، كن متفائلاً وثابر على أهدافك ، فالنجاح يأتي لأولئك الذين يؤمنون بإمكاناتهم ويعملون بجد على تحقيقها .
وتذكر أن القلق والضغط النفسي في الثانوية العامة طبيعيان، ولكن لا تدعهما يعرقلان تقدمك، فهي فرصة لاكتشاف قوتك وقدراتك.. استغل هذه الفرصة واكتشف إمكاناتك المذهلة.
كما أوجه رسالة أخرى لأولياء الأمور، كونوا داعمين ومشجعين لأبنائكم في هذه المرحلة الحاسمة.. دعوهم يشعرون بالثقة في قدراتهم وأنكم تثقون بهم .
وأخيرا. . إن النجاح في الثانوية العامة يتطلب تحضيرًا جيدًا، لكن لا تنسى أنه أيضًا يحتاج إلى إيمانك بقدرتك على تحقيقه.