لاشك أن الصلاة من أعظم الفرائض وهي عماد الدين كما أنها ثاني أركان الإسلام الخمسة، فإن كان ذلك معلومًا للجميع فهذا لا يعني بالضرورة أن كل أسرارها مكشوفة ، فلا تزال فيها بعض الخفايا ومنها ثوابها الذي يختلف من مكان لمكان ومن زمان لزمان حيث إن هناك مكان الصلاة فيها لها أجر عمرة وهو أحد المساجد، أي أن الصلاة قد تجمع بين فضلين فضلها وفضل العمرة بمجرد تغير المكان .
ولعل تضاعف هذا الفضل الجزيل ، يطرح السؤال عن حقيقة ذلك المكان أو المسجد الذي تكون الصلاة فيه لها أجر عمرة .
الصلاة فيه لها أجر عمرة
قالت دار الإفتاء المصرية، عن حقيقة ذلك المكان الذي تكون الصلاة فيه لها أجر عمرة إنه مسجد قباء ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «الصلاة في مسجد قباءٍ كعمرةٍ» أخرجه الترمذي.
واستشهدت “ الإفتاء” عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، بما ورد أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم قال: ( من توضأ في بيتِه ثم أتى مسجدَ قباءَ لا يريدُ إلا الصلاةَ فيه كان كعمرةٍ)، وفيما روى سهل بن حنيف ، وحدثه الألباني في صحيح ابن ماجه ، الصفحة أو الرقم: 1168 ، أنه قال -صلى الله عليه وسلم-: (من تطَهَّرَ في بيتِهِ ، ثمَّ أتى مسجدَ قباءٍ ، فصلَّى فيهِ صلاةً ، كانَ لَهُ كأجرِ عمرةٍ).
وأوضحت أن مَسْجِدُ قُباءٍ أُسِّسَ على التَّقْوى، وهو أوَّلُ مَسجِدٍ بناه النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بالمدينةِ، وللمَشيِ إليه والصَّلاةِ فيه فَضلٌ عظيمٌ، وفي هذا الحديثِ يُخْبِرُ سَهلُ بنُ حُنَيفٍ رضِيَ اللهُ عنه، أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: "مَن تَطَهَّرَ في بيتِه"، أي: أتَمَّ طَهارتَه بالاستنجاءِ والوُضوءِ قبْلَ خُروجِه مِن البَيتِ، "ثمَّ أتَى"، أي: ذهَبَ إلى، "مَسجِدِ قُباءٍ".
وأشارت إلى أنه يُعْرَفُ أيضًا بمسجِدِ بني عمْرِو بنِ عوْفٍ، وكانت قُباءٌ قريةً على بُعْدِ مِيلَينِ أو ثلاثةٍ مِن المدينةِ، صلَّى فيه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عندَ دُخولِ المَدينةِ النَّبويَّةِ في الهجرةِ، "فصَلَّى فيه صَلاةً"، وفي روايةٍ: "فصَلَّى فيه"، أي: صَلَّى فيه فريضةً أو نافِلةً، "كان له كأجْرِ عُمْرةٍ"، أي: كان أجْرُ الصَّلاةِ فيه بمثْلِ ما يُؤْجَرُ على العُمرةِ لبيتِ اللهِ عزَّ وجلَّ.
فضل مسجد قباء
وتابعت: ومَسجِدُ قُباءٍ ذَكَرَه اللهُ في قولِه تعالى: {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} [التوبة: 108]، فهو المَسجِدُ الَّذي أسَّسَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في أوَّلِ مَقْدَمِه المدينةَ على التَّقوى والإيمانِ، وروَى عمرُ بنُ شبَّةَ في "أخبارِ المدينةِ" بإسنادٍ صحيحٍ عن سَعدِ بنِ أبي وقَّاصٍ، أنَّه قال: "لَأَنْ أُصَلِّيَ في مَسجِدِ قُباءٍ رَكعتينِ أحَبُّ إليَّ مِن أنْ آتِيَ بيتَ المقدِسِ مَرَّتينِ، لو يَعلَمونَ ما في قُباءٍ لضَرَبوا إليه أكبادَ الإبلِ"، وفي الحديثِ: بيانُ فَضْلِ مَسجِدِ قُباءٍ وأجْرِ الصَّلاةِ فيه.
مسجد قباء
يعد مسجد قِباء مسجد قِباءٍ أحد أشهر المساجد في التَّاريخ الإسلاميّ بعد المسجد الحرام، والمسجد النَّبويّ، والمسجد الأقصى؛ لكنّه يختلف عن هذه المساجد بأنّ الرِّحال لا تُشدُّ إليه، كما لا يُطلق عليه اسم حَرَمٌ لعدم ورود ذلك عن النَّبي صلى الله عليه وسلم. مسجد قِباء أوّل مسجدٍ تمّ بناؤه في الإسلام عندما هاجر النّبي صلى الله عليه وسلم من مكّة إلى المدينة على مشارف المدينة من النَّاحية الجنوبيّة الغربيّة، ويبعد عن مركز المسجد النَّبويّ حوالي أربعة كيلومتراتٍ، ولمسجد قِباءٍ مكانةٌ عظيمةٌ في التَّاريخ الإسلاميّ، حيث إنَّ بناءه كان أوّل عملٍ قام به الرَّسول الكريم فور وصوله المدينة- يثرب سابقاً- وشارك في عملية البِناء بنفسه؛ فكان شاهداً على ميلاد الحضارة الإسلاميّة ودولتها العظيمة.
ويحرص الحُجاج والمعتمرون على زيارة مسجد قِباءٍ والصَّلاة فيه عند زيارتهم للمدينة المنوّرة، وذلك اقتداءاً بسُنّة النَّبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يأتي مسجد قِباء كلَّ سبتٍ ماشياً وراكباً، وكذلك داوم على هذا الفِعل عبد الله بن عُمر، والصَّلاة في مسجد قِباء أجرها يعادل أجر العُمرة، قال صلى الله عليه وسلم:"من تطهر في بيته ثُمّ أتى مسجد قِباء فصلَّى فيه صلاةً كان له كأجر عُمرةٍ".