الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نجاة عبدالرحمن تكتب: عاصفة الموت وجهود الدولة المصرية

نجاة عبد الرحمن
نجاة عبد الرحمن

شهدت محافظات مصر أول أمس الخميس عاصفة ترابية ضخمة تعد الأولى من نوعها تهاجم الأراضى المصرية؛ حيث بلغت  سرعة الرياح أمس أعلى نسبة سرعة غير متوقعة، ولن تكون العاصفة الأخيرة حسب تقارير هيئة الأرصاد الجوية، وذلك بسبب التغيرات المناخية التى طرأت على الكرة الأرضية، وأدت الى اشتعال غابات فى دول امريكا وأوروبا وحدوث فيضانات ببعض الدول .

الأعاصير والعواصف المدارية هى منطقة من الضغط الجوي المنخفض تنشأ فوق المياه الاستوائية وتنتقل بعدها لتضرب اليابسة محملة برياح قوية وهطولات غزيرة.

تتشكل العواصف والأعاصير المدارية عبر حالة تُعرف باسم الاضطراب المداري، التي تظهر بدورها فوق المياه الساخنة عندما تجتمع هذه الظروف:

درجة حرارة سطح الماء فوق 26.6 درجة مئوية.
أجواء مشبعة بالرطوبة.
اضطراب مداري يؤدي إلى رياح عاتية.
يتطور الاضطراب المداري مع استمداد طاقته من الطاقة المحررة من تكاثف بخار الماء الناتج عن سطح المياه الدافئة.

يتحوّل الاضطراب المداري إلى عاصفة عندما تتجاوز سرعة الرياح 63 كيلومترا في الساعة. وتتحول العاصفة المدارية إلى إعصار عندما ترتفع فيها سرعة الرياح فوق 118 كيلومترا في الساعة.

بعدما يبدأ نظام الإعصار بالدوران بشكل أسرع وأسرع، يتكون شكل يشبه العين في مركز الإعصار وتصبح السحب أكثر سمكاً، أما العاصفة فلا يوجد "عين" في مركزها.

يكون الضغط الجوي السطحي في وسط الإعصار منخفضا للغاية. أدنى قراءة ضغط مسجلة على الإطلاق لإعصار (Typhoon Tip ، 1979) هي 870 مللي بار (mb). ومعظم الأعاصير لديها متوسط ضغط يبلغ 950 مللي بار، أما العواصف فيزيد فيها الضغط الجوي عن 985 مللي بار، وترتبط سرعة الرياح في الإعصار ارتباطا مباشرا بالضغط السطحي للعاصفة.
يعرف الإعصار المداري بأنه رياح عاصفة وسُحب تدور في دوامية مغلقة في منطقة من الضغط الجوي المُنخفض تترافق برياح عاتية، وتنشأ فوق المحيط الأطلسي أو الهادئ أو الهندي بين مداري السرطان والجدي.

ويُسمى الإعصار المداري "هوريكين" (Hurricane) عندما يتكون في المحيط الأطلسي وشرق المحيط الهادئ، و"تايفون" (Typhoon) عندما يكون غرب المحيط الهادئ، و"سيكلون" (Cyclone) في المحيط الهندي.

وتنشأ الأعاصير الاستوائية عندما يتبخر الماء الدافئ من المحيط ويرتفع الهواء المشبع بالبخار إلى أعلى، ما يخلق نظاما لضغط منخفض يمتص الهواء من المناطق المحيطة، وعندما يرتفع البخار، يبرد ويتكثف في نطاقات السحب التراكمية. وينمو هذا النظام ويدور بشكل أسرع، ويمتص المزيد من الهواء ويستمد الطاقة من مياه البحر التي تم تسخينها بواسطة الشمس.

وتدور الأعاصير الاستوائية شمال خط الاستواء عكس اتجاه عقارب الساعة بسبب دوران الأرض، وينقلب اتجاهها في نصف الكرة الجنوبي. وتنشأ في الوسط، "عين" هادئة من الاضطرابات، حيث يغرق الهواء البارد باتجاه منطقة الضغط المنخفضة للغاية أدناه، وتحيط به رياح متصاعدة من الهواء الدافئ.

وكلما زادت سرعة الرياح، انخفض ضغط الهواء في الوسط وتصبح العاصفة أقوى فأقوى. وتتميز هذه الأعاصير بمركز ضغط منخفض وعدد كبير من العواصف الرعدية التي تؤدي إلى رياح قوية دورانية وأمطار غزيرة و فيضانات.

وعادة ما تضعف الأعاصير المدارية عندما تضرب اليابسة لأنها لم تعد تتغذى من التبخر الناتج عن البحر الدافئ، فيتراجع إلى عاصفة.

فى هذا الإطار سعت الدولة المصرية  لمواجهة التغيرات المناخية، منذ ما يقرب من 25 عاما بداية بإنشاء محطة رياح الزعفرانة لإنتاج الطاقة الكهربائية الخضراء النظيفة بمنحة يابانية من وكالة جايكا، وهي التي أسهمت في تجنب انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وثاني أكسيد الكربون الناجم عن إنتاج نفس كمية الكهرباء ولكن باستخدام الوقود الحفري «غاز طبيعي، مازوت، أو سولار».

و اشتملت جهود مصر لمواجهة المناخ على العديد من مشروعات الطاقة الكهربائية النظيفة ومنها محطة الطاقة الشمسية «بنبان» بأسوان وغيرها من مشروعات إنتاج الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية على النطاق المحلي مثل إنارة القرى المعزولة جغرافيًا عن نطاق العمران والشبكة الكهربائية الموحدة.

وفي المجال الزراعي، عملت مصر على استخدام الروث الحيواني ومخلفات الماشية في إنشاء مخمرات إنتاج البايوجاز Bio-gas في القرى المصرية واستخدام الغاز المنطق للطهي وتسخين المياه في المنازل عوضًا عن استخدام الغاز الطبيعي أو اسطوانات البوتاجاز، ما أسهم في خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وخاصة غاز الميثان الناتج عن روث الماشية ومخلفاتها وثاني أكسيد الكربون الناتج عن حرق الوقود الحفري.

ونجحت وزارة الزراعة  في استنباط وزراعة محاصيل أرز تتحمل الجفاف وأنتجت منه بالفعل منذ 2015 ذلك النوع من الأرز خفض من انبعاثات غاز الميثان كأحد غازات الاحتباس الحراري، حيث إنه يتم غمر المحصول بالمياه لمدة 5 أيام، ثم ترك التربة تجف لمدة يومين، ثم الغمر مرة أخرى في هيئة دورة متكررة.

و هذا التتابع بين الغمر والجفاف يعمل على تكسير حلقة عمل ونمو البكتريا اللاهوائية التي تنتج غاز الميثان في حالة الغمر المستمر للأرز بداية من الزراعة حتى الحصاد في النوع التقليدي منه.

وفي مجال الصناعة، قامت الدولة المصرية  بتحويل الصناعات كثيفة استهلاك الطاقة إلى استخدام الغاز الطبيعي الأقل كثافة في الانبعاثات الكربونية عن أنواع الوقود الحفري الأخرى، بل ودعم التحول للطاقة الخضراء النظيفة.

كما نظمت مصر قمة المناخ cop-27 بمدينة شرم الشيخ للخروج بحلول جذرية لمواجهة التغيرات المناخية والحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وثانى أكسيد الكربون، فضلا عن الاتجاه نحو الاستثمار الأخضر والأزرق والعودة للطبيعة والموارد الطبيعية حفاظا على كوكب الأرض.