لم يتخيل أحد من أبناء محافظة بورسعيد وزوارها أن تتحول تلك البؤرة العشوائية الواقعة بالقرب من سجن بورسعيد العمومي بنطاق حى العرب إلى قبلة يتردد عليها المئات يوميا من بورسعيد وخارجها بعد تحولها لصرح خدمى سياحي.
وكانت تلك البؤرة العشوائية قبل أن يتخذ اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد قرار تطويرها عبارة عن مجموعة كبيرة من المحال التجارية الصغيرة المهدمة محصورة بين سجن بورسعيد العمومى ومركز شباب بورسعيد، ظلت لسنوات طويلة منطقة خربة يقبع بها الخارجون على القانون مستغلين طبيعتها المتهالكة والمنقطع عنها كل مقومات الحياة من خدمات كهرباء ومياه وصرف صحى في ممارسة أعمالهم المنافية للأداب وترويج المخدرات وإيواء الهاربين والمتسولين.
وجاء قرار اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد خلال حملته الموسعة للقضاء على البؤر العشوائية بتطهير تلك المنطقة بأكملها في تحد كبير لصعوبة وضعها ووعورتها التي تجعل من الصعب دخول أى قوات إلى داخلها حيث تحولت إلى منطقة أشبه بالباطنية.
وعقب إزالة المنطقة العشوائية وإخلاء الأرض تم إسناد الأعمال في سباق مع الزمن إلى الهيئة الهندسية للقوات المسلحة لإنشاء سوق أسماك بورسعيد الجديد على أحدث النظم والطرق العالمية الجديدة وسط ترقب من المواطنين لفشل ما تم انشاءه من اسواق سمك في فترات سابقة لم تؤد الهدف المنشود منها.
ليفاجأ الجميع بخروج سوق الأسماك الجديد بالشكل المبهر الواقع عليه اليوم والتى رصدته عدسات صدى البلد كأحد المشروعات الخدمية المتكاملة بمحافظة بورسعيد، والذي افتتحه الدكتور على المصيلحي وزير التموين والتجارة الداخلية في 27 من يناير 2019بجوار سجن بورسعيد العمومي في نطاق حي العرب، أحد أقدم الأحياء وسط محافظة بورسعيد.
ويُقام سوق الأسماك الجديد، على مساحة 20.700 ألف متر مربع حوالي 4.7 أفدنة، فيما يقع المبنى الإداري على مساحة مسطحة تبلغ 760 مترًا مربعًا تقريبًا.
هذا ويضُم السوق 82 محل تجزئة بمساحة 20 مترًا، و 104 محلات "سريحة" بمساحة 10 أمتار، و30 محل جملة بمساحة 40 مترًا، و2 مطعم على مساحة 100 متر، فضلاً عن عدة أفران للأسماك ومحال للتنظيف.
كما تم تزويد سوق اسماك بورسعيد بكل الإمكانات والخدمات اللوجيستية ، بالإضافة إلى منطقة انتظار أمام جميع مداخل السوق البالغ عددها 6، وكذا أحدث نظام إطفاء حريق وشبكة صرف حديثة.
يستقبل سوق اسماك بورسعيد على مدار ساعات العمل اليومية التى تتجاوز 20 ساعة عمل المئات من أبناء محافظة بورسعيد لشراء احتياجاتهم من الأسماك بما يتوافق مع كافة مستويات الدخل للمواطنين.
وتحول سوق أسماك بورسعيد إلى قبلة للزائرين من مختلف المحافظات حيث أصبح محطة رئيسية في رحلات اليوم الواحد القادمة من أغلب محافظات مصر إلى بورسعيد وسط حالة من الانبهار الشديد بالأسعار والتنظيم والنظافة حتى أن كل من زار السوق وتلقى الخدمة منه يتحول إلى وسيلة دعاية لأصدقائه يدعوهم إلى أهمية زيارته والاستمتاع بما يقدم داخله من خدمات.
وأكد الكثير من الزائرين والتي التقت صدى البلد بهم خلال جولتها داخل السوق أنهم يتمنون أن يقام بمحافظاتهم مثيله بما يشمله من جودة معروضات وأسعار وخدمة متميزة مؤكدين أن أى مواطن يستطيع أن يشترى ما يريد وفق قدرته المالية.
ومن المؤكد أن سوق أسماك بورسعيد أصبح إنجازا يضاف إلى إنجازات الدولة المصرية على أرض محافظة بورسعيد والتى أصبحت نموذجا في شتى المجالات المختلفة للتنمية منذ أن أعلنها الرئيس عبد الفتاح السيسي قاطرة للتنمية.