شهد الدولار هبوطا قويا خلال تعاملات اليوم دفعه للتخلي عن أرباحه الكبيرة التي حققها هذا الأسبوع، ليهبط من أدنى مستوياته في نحو شهرين ونصف إلى أدنى مستوياته بأكثر من أسبوع، ليخسر بذلك مؤشر الدولار أكثر من نقطة كاملة في يوم واحد.
وعلى صعيد التداولات، هبط مؤشر الدولار – الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من 6 عملات رئيسية - بواقع 0.66% ليصل إلى 103.556 نقطة، وذلك بعدما ارتفع أمس لأعلى مستوياته منذ منتصف مارس عند 104.700 نقطة.
جاء هذا التراجع الحاد الذي شهده الدولار اليوم مدفوعا بشكل أساسي بتزايد توقعات الأسواق ورهانات المستثمرين على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد يقوم بتعليق رفع الفائدة باجتماعه المقبل في منتصف يونيو، وهو ما عرض الدولار لعمليات بيعية كبيرة دفعته للتخلي عن تلك الأرباح.
وتأتي تلك التوقعات نتيجة لتصريحات عدد من أعضاء الاحتياطي الفيدرالي المصوتين باللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة مساء أمس بأنهم يتوقعون أن يكون التوقف المؤقت هو القرار الأرجح باجتماع البنك المركزي المقبل.
وعزز احتمالية هذا السيناريو علامات التباطؤ التي بدأ يظهرها الاقتصاد الأمريكي ، والتي أشار إليها عضو الفيدرالي الأمريكي لولاية ريتشموند توماس باركين، موضحا أن التوقف المؤقت قد يكون أفضل لمراقبة تطور أداء الاقتصاد.
وفي نفس الوقت، صرح عضو الاحتياطي الفيدرالي لولاية فيلادلفيا باتريك هاركر - الذي يمتلك حق التصويت باللجنة –مساء الأربعاء إلى بأنه يميل إلى تعليق رفع أسعار الفائدة باجتماع يونيو ، لكنه أشار إلى أن البيانات الواردة قد تغير رأيه.
كما قال عضو الاحتياطي الفيدرالي فيليب جيفرسون – الذي يملك حق التصويت أيضا – إن التوقف المؤقت لرفع أسعار الفائدة بالاجتماع القادم للجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة سيوفر وقتا لتحليل المزيد من البيانات قبل اتخاذ قرار بشأن حجم التشديد الإضافي اللازم.
ووفقا لأداة متابعة الفائدة الفيدرالية CME Group FedWatch، فقد هبطت رهانات المستثمرين على احتمال رفع سعر الفائدة الفيدرالية بمقدار 25 نقطة أساس بالاجتماع القادم بما يتجاوز النصف، لتصبح الآن 30.7% فقط، بعدما كانت قد تجاوزت 70% أمس، وهو ما زاد عمليات البيع على الدولار اليوم بشكل كبير.
وفي الوقت ذاته، تراجعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية بشكل كبير اليوم، للجلسة الرابعة على التوالي، حيث هبطت عوائد السندات لأجل 10 سنوات بنسبة 0.77% مسجلة 3.61%، الأمر الذي زاد من خسائر الدولار اليوم.
من ناحية أخرى، أعلن مجلس النواب الأمريكي مساء أمس تصويته بالموافقة على تمرير مشروع قانون اتفاقية رفع سقف الدين حتى يوم 1 يناير 2025، ويترقب المستثمرون الآن تصويت مجلس الشيوخ ليمرر بعدها الكونجرس الاتفاق يوم 5 يونيو ، مع تحذيرات وزير الخزانة جانيت يلين من أن الأول من الشهر لا يزال موعدا نهائيا صعبا مع وجود الكثير من عدم اليقين.
وفي ظل تلك التطورات السلبية على الدولار ، لم تتمكن العملة الخضراء من الاستفادة ببيانات التوظيف الصادرة اليوم عن ADP للقطاع الخاص غير الزراعي بالولايات المتحدة، والتي جاءت إيجابية وفاقت التوقعات بفارق كبير.
وتأثر الدولار بدلا من ذلك ببيانات مؤشر ISM التصنيعي الصادر اليوم أيضا، والذي جاءت قراءته أقل من التوقعات، كما تمت مراجعة القراءة السابقة لشهر أبريل على نحو منخفض، بما يعكس تباطؤا أكبر من المتوقع.
هذا وقد أظهرت بيانات الأمس أيضا تراجع مؤشر ثقة المستهلك الأمريكي الصادر عن كونفرنس بورد بشكل طفيف خلال مايو ، وهو ما زاد من قلق المستثمرين حيال أداء النشاط الاقتصادي بالولايات المتحدة.
بالنسبة لتداولاته أمام العملات الأخرى الرئيسية، ارتفع اليورو مقابل الدولار بنسبة 0.65% مسجلا 1.0758 دولارا، كما صعد الجنيه الإسترليني مقابل الدولار بنحو 0.79% إلى 1.2535 دولارا.
وفي نفس الوقت، ومقابل الملاذات الآمنة، تراجع الدولار مقابل الين الياباني بنحو 0.36% إلى 138.83 ين، وكذلك انخفض الدولار مقابل الفرنك السويسري بنسبة 0.35% مسجلا 0.9073 فرنك.
أما عن أدائه مقابل العملات السلعية، فقد ارتفع الدولار الأسترالي مقابل نظيره الأمريكي بنسبة 1.13% مسجلا 0.6068 دولار أمريكي، كما صعد الدولار النيوزلندي مقابل الأمريكي ليسجل 0.6069 دولار أمريكي، في حين هبط الدولار الأمريكي مقابل نظيره الكندي بنحو 1.01% إلى 1.3437 دولار كندي.