الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تخوفات من موسم 2023 والزراعة ترد.. ماذا حدث لمحصول المانجا بالإسماعيلية|خاص بالفيديو

المانجا
المانجا

تشتهر مصر، لاسيما محافظة الإسماعيلية، بزراعة المانجا على عشرات الآلاف من الأفدنة، لكن التغيرات المناخية وعدم استقرار الطقس أدى لتضرر محصول المانجا هذا العام وهو ما يهدد بارتفاع الأسعار هذا الموسم.

إنتاج مصر من المانجا 

وتنتج الإسماعيلية نحو ثلث إنتاج مصر من المانجا، ويبلغ إجمالي المساحة المزروعة في مصر نحو 310 ألف فدان من بينها نحو 120 ألف فدان في الإسماعلية وحدها، التي كشف عدد كبير من أصحاب المزارع فقدان نحو 50% من محصولهم من المانجا بسبب التغيرات المناخية.

وتشهد أسعار المانجا هذا العام ارتفاعا في خاصة في الأصناف الإسمعلاوية المعروفة والمحبوبة كالزبدية والعويسي، حيث توقع أن يصل سعر كيلو المانجا الزبدية نحو 70 جنيها، ويتخطى سعر المانجو العويسي 100 جنيه، "يبدأ موسم المانجا الإسمعلاوية من منتصف يوليو، أما موسم المانجا الصعيدي يبدأ من منتصف يونيو".

وأكد الدكتور شاكر أبو المعاطي أستاذ المناخ الزراعي بمركز البحوث الزراعية، أن التغيرات المناخية أثرت على محصول المانجا هذا العام ، وأدى ارتفاع درجات الحرارة مع نشاط الرياح خلال الأيام القليلة الماضية إلى سقوط محصول المانجا من فوق الأشجار قبل نضجها، وهو ما يهدد محصول هذا العام، كما أن كمر المانجا غير الناضجة لا يمكنها إنقاذ المحصول لأن هناك البعض من ثمرات المحصول مازالت صغيرة ولا يمكن أن تنضج بالكمر ما سيؤدى إلى خسائر كبيرة لمزارعي المانجو.

وقال إن التغيرات المناخية أثرت على محصول الزيتون أيضا هذا العام، موضحًا أن محصول المانجو متأثر منذ سنوات جراء التغيرات المناخية ولكن ما حدث من ارتفاع درجات الحرارة ونشاط للرياح زاد من تلك التأثيرات، مشيراً إلى أن العام الماضي شهد وفرة في إنتاجية المانجا ولكن العام الذي يسبقه شهد خسائر أيضًا في الإنتاجية، لافتا إلى أنه تم إصدار عدة نصائح وتحذيرات للمزارعي من قبل الوزارة لتجنب حدوث أضرار نتيجة التغيرات المناخية.

وتابع: "كانت من أهم تلك التحذيرات محاوطة المزارع بالأشجار أو سياج لحماية الزرع، كذلك ري المحصول قبل الموجة الحارة لحماية النباتات"، مضيفًا أن من طبق تلك النصائح لم يتأثر المحصول لديه، متوقعا تراجع المعروض بالأسواق هذا العام نتيجة ما حدث هذا الموسم، معلقًا: "مزارع المانجا بتخسر منذ 5 سنوات نتيجة التغيرات المناخية الطارئة على مصر".

تضرر محصول المانجا 

وقال ياسر دهشان، مالك إحدى مزارع المانجا الكبرى في الإسماعيلية، أن المحصول هذا الموسم كان أقل بكثير من الموسم السابق، ومع ذلك فإن التقلبات الجوية واستمرار موجات البرد القارسة وتأخر فصل الصيف كان له تأثير بالغ على زراعة المحصول، بسبب أن شدة الرياح في العاصفة أسقطت جميع المحصول، ولم تتبق ثمار على الشجر.

وأضاف دهشان في تصريحات لـ"صد البلد"، أن محافظة الإسماعيلية تعرف بمحصول المانجا باختلاف أنواعها، كما اشتهرت بزراعة أصناف عالية الجودة، مشيراً إلى أن المحصول الذي فقد بفعل الرياح كان يستثمر فيه ما يمتلك من أموال، ويعتبره تجارته الرابحة التي يجني منها قوت يومه، معقبا: أنه في "ظل ارتفاع أسعار الأسمدة عالمياً، خرج من الموسم مدان بعدما عصفت الرياح بالمحصول".

وتابع: "فلوسي راحت في غمضة عين طول الموسم أزرع واتعب وفي الآخر خرجت من الموسم من غير حباية واحدة، كل ده راح قدام عيني بعد ما حطيت كل فلوسي في المحصول ده علشان أقدر أوفر قوت يومي".

من جانبه قال أحمد الحجاوي صاحب مزرعة، إن المناطق التي كانت بها الحالة الجوية سيئة تأثرت فيها مزارع المانجا بشكل كبير وتساقطت الثمار غير الناضجة خاصة مع اقتراب موسم الحصاد.

وأضاف الحجاوي في تصريحات لـ صدى البلد، أن من أهم المواد المطلوبة لعدم تأثر محصول المانجا بالرياح أو غيرها من العوامل توافر الكالسيوم والذي يعد بمثابة المتحكم في قوة الأشجار، مشيراً إلى أن حدوث تساقط أشجار المانجا بسبب ضعف الجذور أو عدم إكتمالها، أو وجود موجة حارة كما حدث وكذلك قلة الري أو زيادة المياه عن الحد المسموح به في تنظيم عملية الري.

وقال محمد الشناوي أستاذ الفاكهة الاستوائية بمركز البحوث الزراعية، أن زراعة محصول المانجا في مصر يقوم بشكل أساسي وكبير على التطعيم على الصنف السكري، وتتميز الأراضي الجديدة في الظهير الصحراوي في مصر بملوحتها المرتفعة وأغلبها طبيعتها كلسية، و يتفرد الصنف السكري بتحمل الملوحة ونقص المياه أكثر من أي صنف آخر وهي الأزمات التي تواجه زراعة محصول المانجا في مصر، وهناك بعض مناطق في محافظة الإسماعيلية ترتفع فيها نسبة كربونات الكالسيوم في التربة.

زراعة محصول المانجا

وأضاف في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن تجارة بذور المانجا السكري هي تجارة رائجة جدًّا في العديد من محافظات مصر، وخاصة محافظة الإسماعيلية التي تشتهر بمحصول المانجا، مشيرا: تواجه زراعة المحصول بعد المشكلات ولكن السكري تغلب عليها، وأثبت قوته في مواجهة تلك الظروف وهو صنف مصري أصيل كالعويس والزبدة،.

وتابع: على الرغم من تحمل أصل المانجا الزبدة للملوحة والجفاف فإن الصنف السكري تفوق عليه في مواجهة الظروف المصرية في الزراعة، وهو صنف متأقلم تمامًا مع البيئة المصرية منذ استنباطه.

وأكد: تعد المانجا السكري بذرة مطلوبة وقد يطول تجارتها بعض الغش والتلاعب كون الإقبال عليها كبير من أصحاب المشاتل والمزارع، لافتًا إلى أن أوراق السكري مميزة برائحة المانجا الذكية والنفاذة التي تنتطلق منها بمجرد فركها في اليدين، وهي علامة تمييز بها عن غيرها من الشتلات.

قال الدكتور محمد علي فهيم، مستشار وزير الزراعة ورئيس مركز معلومات تغير المناخ بوزارة الزراعة، إن الرياح الشديدة التي أوقعت بعض محصول المانجا في الإسماعيلية خلال اليومين الماضيين هي ظواهر طبيعية.

وأضاف فهيم، في تصريحات صحفية، أن بعض المزارع تعرضت لسقوط المحصول بفعل الرياح وليست جميعها، موضحا أن محصول الإسماعيلية لا يزال في مراحل مبكرة من النمو ولم يدخل في مرحلة النمو الفيسيولوجي، لذلك ربما يكون من الأفضل لو تم تخليله، ولا يمكن تكميره مطلقا لأن تكميره في هذه المرحلة ستجعل جودته سيئة.

ونفى فهيم ما أثير حول ارتفاع أسعار محصول المانجا خلال الموسم الحالي، مؤكدا أن الأسعار لن ترتفع بشكل كبير لأنه محصول غير أساسي بخلاف المحاصيل الأخرى مثل الطماطم وغيرها.

تساقط المحصول 
المانجا