تعمل مصر على تأمين مواردها ومصالحها في البحر الأبيض المتوسط وسط أزمات وصراعات نتيجة الأزمة الأوكرانية التي سلطت الضوء على ضرورة الحاجة إلى تنويع إمدادات الغاز الطبيعي.
وتحظى منطقة شرق المتوسط بأولوية كبرى فى اهتمامات شركات النفط العالمية، بسبب احتياطيات الغاز الضخمة التى تتوفر بها، بالتالى فإن ترسيم الحدود البحرية الغربية تحسم عمليات طرح هذه المناطق، وكذلك مياهها العميقة للتنقيب للوصول للثروات، والحفاظ على حق كل دولة فى ثرواتها الطبيعية، وفقا لاتفاقية الأمم المتحدة لعام 1982.
شهد الفريق أسامة عسكر رئيس أركان حرب القوات المسلحة المرحلة الرئيسية للمشروع التكتيكى بجنود "رعد- 33" والذى تنفذه إحدى وحدات المنطقة الغربية العسكرية باستخدام الذخيرة الحية والذى استمر لعدة أيام فى إطار خطة التدريب القتالى لتشكيلات ووحدات القوات المسلحة.
المشروع التكتيكي رعد - 33
وألقى اللواء أركان حرب محمد عز الدين جحوش، قائد المنطقة الغربية العسكرية، كلمة أشار خلالها إلى الدعم الذي توليه القيادة العامة للقوات المسلحة للمنطقة الغربية العسكرية لتنفيذ كافة المهام المكلفة بها، مؤكداً حرص رجال المنطقة على الوصول إلى أعلى معدلات الكفاءة والاستعداد القتالي لحماية الاتجاه الاستراتيجي الغربي للدولة.
وتضمنت المرحلة تنفيذ عدد من الأنشطة التدريبية بمشاركة مختلف الأسلحة أظهرت مدى ما وصلت إليه العناصر المشاركة من استعداد قتالي عال ومهارات ميدانية وقدرة على استخدام الأسلحة والمعدات لتنفيذ المهام القتالية والنيرانية وتحديد الأهداف الميدانية والتعامل معها بدقة وكفاءة عالية.
ونقل الفريق أسامة عسكر، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، تحيات وتقدير الفريق أول محمد زكى، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، لرجال المنطقة الغربية العسكرية.
مؤكداً حرص القوات المسلحة على الارتقاء بمنظومة الكفاءة القتالية والاستعداد القتالي للوحدات والتشكيلات وزيادة إمكاناتها وقدراتها فى مختلف التخصصات بما يمكنها من الوفاء بمهامها في حماية الوطن وصون مقدساته.
كما ناقش عدداً من القادة والضباط المشاركين بالمشروع في تنفيذ مهامهم وقام بفرض عدد من المواقف الطارئة للتأكد من قدرتهم على اتخاذ القرار السليم أثنـاء سير العمليات، مشيداً بالقرارات المتخذة والأداء المتميز الذي وصلت إليه العناصر المنفذة للمشروع.
الحرب المقبلة بالبحر المتوسط
وكشف اللواء سمير فرج، المفكر الاستراتيجي، الهدف من انطلاق المرحلة الرئيسية للمشروع التكتيكي (رعد - 33)، والذي تنفذه إحدى وحدات المنطقة الغربية العسكرية باستخدام الذخيرة الحية.
وقال فرج، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى، عبر قناة "صدى البلد"، إن كل جيوش العالم لديها ما يُعرف باسم الخطة السنوية للتدريب والتي تبدأ من يناير وتنتهي في ديسمبر.
وأضاف اللواء سمير فرج، مساء أمس الأربعاء، أن هذه الخطة السنوية في مصر تبدأ في شهر يوليو، موضحًا أن تنفيذ المناورة بالذخيرة الحية هي أعلى مستوى من التدريب، والمشروع التكتيكي يكون بالجنود.
وتابع المفكر الاستراتيجي، أن بذل العرق في التدريبات يوفر الدم في الحروب، مؤكدًا أن هذه التدريبات تؤكد جاهزية القوات في أي وقت، وهي رسالة لمن يهمه الأمر على الحدود الغربية بأن القوات مستعدة وجاهزة في أي وقت.
وأوضح اللواء سمير فرج، أن رسالة المشروع التكتيكي هو طمأنة المصريين من استعداد القوات المُسلّحة بأعلى جاهزية.
ولفت المفكر الاستراتيجي، إلى أن الاتجاهات الاستراتيجية الأربعة المحيطة بمصر غير مؤمنة، ومصر آخر من يفكر في الحرب؛ لكن لابُد للسلام من قوة تحميه، مؤكدًا أن الحرب المُقبلة ستكون في البحر المتوسط من أجل الصراع على الغاز.
كيف تحمي مصر حقوقها
وفي هذا الصدد، قال الدكتور رمضان أبو العلا، أستاذ هندسة البترول، إن تصريحات اللواء سمير فرج الخاصة بالحرب المُقبلة في البحر المتوسط من أجل الصراع على الغاز هي تصريحات فيها نوع بسيط من المبالغة.
وأوضح أبو العلا ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن مصر في الحقيقة مأمنه حقوقها من الغاز من خلال تدشين منتدى غاز شرق المتوسط التي تحول بعد ذلك الي منظمة حكومية وشاركت فيه دول المنطقة ودول الجوار وهذا قام بحدوث ثقل سياسي لمصر وانضم كمراقب الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا والامارات فكان هذا التجمع يحظى باحترام المجتمع الدولي واحترام دول الجوار وكان نموذج للتعاون الإقليمي.
وأكد أستاذ هندسة البترول أن ما يسمى بالحرب الغاز هو نوع من تخويف شريكات البترول العالمية للاستثمارات في المنطقة، ولكن الجانب العسكري موجود ولا نغفله وبناءً على ذلك مصر حصلت على طائرات رافال وحاملات طائرات للتصدي لأي شيء ولحماية حقول مصر من الغاز.
وتابع: التأمين الأهم بالنسبة لخبراء البترول هو إعطاء ثقة للبترول العالمي لكي تستثمر في مصر.
وأشار الي أن مصر بالفعل تأمن مواردها بذكاء شديد بدء بالاجتماعات الثلاثية بين مصر وقبرص واليونان، وبجانب منتدى غاز شرق المتوسط ثم تحول الي منظمة حكومية ثم أصبحت تعتمد على ذلك اعتماد كبير جدا وعلى مصر على وجه الخصوص، معقبا: لم نغفل ابدا الجانب العسكري ومصر لديها مع الدول الأخرى ثقة متبادلة من خلال الآراء السياسية.
النصيب الأكبر من الغاز
والجدير بالذكر، تمثل منطقة البحر المتوسط النصيب الأكبر من إنتاج الغاز الطبيعى بمصر بنسبة 62% تليها دلتا النيل بنسبة 19% ثم الصحراء الغربية بنسبة 18%، وذلك من خلال 20 شركة وطنية، وشركات أجنبية كبرى أهمها إينى الإيطالية، أباتشى الأمريكية، بى بى الإنجليزية وشل الهولندية.
كل المؤشرات تؤكد أن مصر تمتلك كميات ضخمة من مخزون الغاز فى الحوض الشرقى للبحر المتوسط، ومعظمها لم يستغل بعد.
وقد تم مؤخرًا تحقيق العديد من اكتشافات الغاز الطبيعى العملاقة، لتلبية احتياجات السوق المحلى المتزايدة ومنها نورس بدلتا النيل، وكشف شمال الإسكندرية وغرب دلتا النيل بالبحر المتوسط، وكشف ظهر الذى يعتبر أكبر كشف غاز طبيعى بالبحر المتوسط ومن أكبر اكتشافات الغاز الطبيعى بالعالم.
وخطت مصر خطوات واسعة نحو إنشاء سوق إقليمية للغاز بمنطقة شرق المتوسط، تحمل الصفة الرسمية للتمثيل في المحافل الدولية، بما يعادل منظمة أوبك (منظمة الدول المصدرة للنفط)، وذلك بعد توقيع الميثاق الخاص بتحويل منتدى غاز شرق المتوسط إلى منظمة إقليمية حكومية مقرها القاهرة وهذا جعل انظار العالم تتجه الي مصر.
أن اختيار مصر كمركز للمنتدى دليلاً على قوتها وتأثيرها في المنطقة، والاعتراف بأنها محور الإقليم وتملك العديد من الإمكانيات الكبيرة، من خطوط ربط بالدول الإقليمية، وشبكة ضخمة داخلية تربط الشمال بالجنوب وشرق البلاد بغربها.