رواندا.. كيف انتصر البلد الأفريقي على معاناته وحقق طفرة اقتصادية غير مسبوقة

تحرص مصر على تحقيق التوازن والتنوع فى علاقاتها مع مختلف دول العالم شرقاً وغرباً، وفتح آفاق جديدة للتعاون على أسس من مبادئ السياسة المصرية القائمة على تعزيز السلام والاستقرار في المحيط العربي والأفريقي، خاصة مع الدول الأفريقية ومنها رواندا.

التعاون بين مصر ورواندا 

وتعد العلاقات المصرية - الرواندية متنوعة ونشطة في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والتنموية، ويربط الدولتين عدد من القواسم والاهتمامات المشتركة على الساحتين الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى عضويتهما في عدد من المنظمات والتجمعات الإقليمية ومنها تجمع الكوميسا، ومبادرة النيباد، والاتحاد الأفريقي، ومبادرة حوض النيل.

وعقد المهندس أحمد سمير وزير التجارة والصناعة لقاء مع ألفريد كاليسا، سفير رواندا بالقاهرة، حيث استعرض اللقاء سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين خلال المرحلة المقبلة، كما تناول عددا من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

وقال الوزير إن اللقاء استعرض الزخم الكبير الذي تشهده العلاقات المصرية الرواندية خلال المرحلة الأخيرة، حيث استضافت القاهرة الأسبوع الجاري مؤتمر اليوم المصري الرواندي للاستثمار والتجارة الذي نظمته جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة بالتعاون مع مجلس تنمية رواندا بهدف زيادة التعاون الاقتصادي والتجاري بين مصر ورواندا.

ولفت الوزير إلى أنه جار التفاهم بين البنك المركزي المصري والرواندي لتسوية المدفوعات في إطار آلية الصفقات المتكافئة بين مصر ورواندا بما يعطي دفعة لحركة التجارة بين البلدين.

وأوضح أنه جار التنسيق بين وزيري التجارة والصناعة بمصر ورواندا لزيادة معدلات التجارة البينية وتكثيف زيارات وفود رجال الأعمال من البلدين وتنظيم الفعاليات التي تسهم في ربط وتشبيك المستثمرين من مصر ورواند وذلك بالتعاون مع جمعيات رجال الاعمال، مشيراً إلى أهمية تقديم الجانب الرواندي مزيداً من الدعم للجانب المصري فيما يخص ملف تسجيل واعتماد الأدوية المصرية في السوق الرواندي.

وأشار الوزير إلى أهمية زيادة التجارة البينية بين مصر ورواندا من خلال زيادة معدلات استيراد وتصدير السلع الاستراتيجية التي تستوردها مصر ورواندا من أسواق أخرى، لافتاً إلى أن الصادرات المصرية للسوق الرواندي ارتفعت خلال عام 2022 بنسبة 34.3%، حيث بلغت نحو 55.5 مليون دولار مقابل 41.3 مليون دولار خلال عام 2021، حيث تمثل أبرز بنود الصادرات المصرية للسوق الرواندي المنتجات الورقية والغذائية والطبية والزيوت.

أسبوع الاستثمار والتجارة 

ومن جانبه نقل ألفريد كاليسا، سفير رواندا بالقاهرة تحيات رئيس وزراء رواندا للحكومة المصرية وكذا تحيات وزير التجارة والصناعة الرواندي للمهندس أحمد سمير وزير التجارة والصناعة على التعاون البناء القائم بين البلدين على كافة المستويات والأصعدة، والعاصمة الرواندية كيجالي ستستضيف خلال شهر أغسطس المقبل معرضاً دولياً، موجهاً الدعوة للوزير لزيارة المعرض وكذا مشاركة رجال الأعمال المصريين بأجنحة في المعرض بما يسهم في توطيد أواصر الصلة بين مجتمعي الأعمال بالبلدين.

وقال الدكتور محيي عبدالسلام الخبير الاقتصادي والمستشار المالي، أن تجربة التعاون المصري مع رواندا فريدة من نوعها وسوف تحقق الكثير من العوائد الإيجابية لأن رواندا من الدول التي حققت إنجازات في الاقتصاد العالمي، وقوتها الاقتصادية مادة تدرس على مستوى العالم لكونها تحولت من دولة ناهضت حروب طائفية وفتنة بين مجتمعين  إلى دولة تنمو بعشرات الأضعاف.

وأضاف عبدالسلام في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن رواندا تحولت من دولة تحت الصفر إلى دولة تنتمي لإطار النمو والازدهار الاقتصادي، وتتمتع بمنتج سياحي يتعدى  مليون سائح خلال العام، كذلك تطورت فيها الزراعة والصناعة رغم عدم توافر الخبرات في الكثير من المجالات مثل الأدوية.

وتابع: نجحت رواندا في تصدير البن والشاي، وارتفعت معدلات تصدير البن من 15 ألف طن في العام الواحد إلى 15 مليون طن في العام الواحد، وتهتم رواندا بالتعليم وتنمية الموارد البشرية، وحققودت نجاحا غير مسبوق وتعاون مصر مع نموذج ناجح مثل رواندا قد يعمل على زيادة الصادرات وفتح مجالات وأسواق جديدة للتعاون بين البلدين مع سوق واعد داخل السوق الإفريقي.